خبر الأقوى في العالم، وستبقى هكذا- يديعوت

الساعة 10:09 ص|14 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: الون بنكاس

 (المضمون: اوباما هو رئيس التغيير – رئيس أثره التاريخي أكبر بكثير مما يعرف ابناء زمننا تقديره أو يستعد خصومه لان يعترفوا به - المصدر).

لا مكان ولا حاجة لنبوءات الغضب والخراب، لا مكان للكراهية، لتنمية المخاوف وللاتجار الساخر بالفزع، لا مجال للاستسلام للعنصرية، الاقصاء، كراهية المختلف، التمييز بحق المهاجر والقبلية. فعلى السياسة ان تعكس الافضل، وليس الاسوأ الذي فينا. لا توجد امريكا بديلة في كون موازٍ. هذه امريكا، امريكا 2016، والحلم الامريكي قائم ومزدهر، ووضع الامة قوي. لا داعي لان يبيعكم الجمهوريون المتنافسون على الرئاسة او منتقدون في العالم قصصا وترهات.  انظروا جيدا حولكم وستلاحظون باستقامة وبوعي المعطيات. هكذا، بالخلاصة، قال الرئيس اوباما – وكل ما تبقى تفاصيل وقوائم انجازات.

خطاب « وضع الامة » الاخير للرئيس اوباما، السابع في عدده منذ 2009، ليس بالضرورة خطابه الاخير الاهم. ففي احتمالية عالية سيلقي اوباما « خطاب وداع » آخر مشابه في صيغته – ويحتمل جدا في مضمونه ايضا – خطاب الوداع للرئيس الاول، جورج واشنطن، في 1996، والذي حذر فيه مواصليه والامة الشابة من « التورط خلف البحار ».

كان في الخطاب مواضيع، مسائل وابعاد مختلفة على جدول أعمال الولايات المتحدة، ولكن في اساسه كان هذا خطاب « انه الاقتصاد يا غبي »، وليس اقتصاد متنافس على الرئاسة يسعى الى تأطير البحث بل خطاب رئيس مع قائمة انجازات مثيرة للانطباع. وسواء كان كل شيء يسجل له ام لا، فان اعادة بناء الاقتصاد الامريكي كان في ولايتيه، منذ كانون الثاني 2009.

14 مليون مكان عمل جديد، 70 شهر متواصل من الارتفاع في العمالة، اقرار الاصلاح التاريخي في الصحة « اوباما كير » اضاف 18 مليون امريكي الى دائرة المؤمنين و 11 مليون آخر للتأمين غير المباشر. صناعة السيارات الامريكية انتعشت، جدولا « داو جونز » و « ستاندرت آند فورس 500 » كادا يتضاعفان. كل الشركات العشرة الكبرى في العالم، حسب قيمة السوق، هي امريكية – مقابل خمس في 2008. في  2016 كل الولايات الخمسين تسمح بالزواج المثلي، الاصلاح – الجزئي – في الهجرة انطلاق على الدرب، و 196 دولة وقعت على ميثاق تغيير المناخ، مبادرة اوباما.

الحكمة الدارجة في أوساط المؤرخين هي أنه لم تعد هناك شروط وملابسات تسمح برئيس « عظيم »، رئيس يغير مسار التاريخ للولايات المتحدة من الداخل او من الخارج. الشفافية، الاعلام الموغل، الشبكات الاجتماعية، جمهور مطلع وعديم الثقة، استقطاب سياسي وتهكم فظ وغليظ من السياسيين يمنع رئاسة « عظيمة »، ولكن بالتأكيد يحتمل، رغم العيوب والنواقص، ان يكون اوباما هو رئيس التغيير – رئيس أثره التاريخي أكبر بكثير مما يعرف ابناء زمننا تقديره أو يستعد خصومه لان يعترفوا به.

كان هذا خطابا متفائلا وعليه فان الاسقاط الطبيعي للموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي بسط يراعه الايجابي على السياسة الخارجية ايضا. فالاتفاق مع ايران تاريخي، الحرب ضد الارهاب وضد داعش ستستمر، ولكن لا ينبغي التراجع او الوقوع في الفزع والانهزامية. الولايات المتحدة هي الاقوى في العالم وستبقى كذلك، ولكن القوة لا تتركز فقط فيها مثلما في الماضي. يوجد عالم.

وفي هذا العالم، قبل ساعات من ذلك، توقف ايران سفينتي دورية امريكيتين وعشرة بحارة. الرئيس يختار تجاهل الموضوع تماما. بعد 12 ساعة من ذلك يطلق سراحهم، وعليه، حسب اوباما، وضع الامة متين.