خبر «سوخوي 30» لإيران.. تقلق إسرائيل

الساعة 10:13 ص|13 يناير 2016

فلسطين اليوم

أعربت إسرائيل عن قلقها البالغ من إعلان إيران عن خطّة واسعة لإعادة بناء جيشها على أسسٍ حديثة بالاستناد إلى أسلحة روسية فور رفع العقوبات الدوليّة عنها. وعنونت «يديعوت أحرنوت» صفحتها الرئيسية، يوم أمس، بنبأ «السلاح الروسي في طريقه إلى إيران»، وأنَّ ذلك يعتبر الهدية التي تُقلِق إسرائيل. وأشــارت الصحــيفة إلى أنَّ أشدّ ما يُقلِق إسرائيل على هذا الصعــيد، هو تحديث سلاح الجوّ الإيراني، وامتلاك طائرات حديثة من طراز «سوخوي 30».
وأشار المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرنوت»، أليكس فيشمان، إلى أنَّ العقوبات لم ترفع بعد عن إيران، ولكنّ سباق التسلّح لتحديث الجيش الإيراني بات في ذروته. وبحسب مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركيّة، فإنَّ العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على إيران، ستُرفع ابتداءً من منتصف الشهر الحالي، أي بعد غدٍ الجمعة. ويشكّل رفع العقوبات، عملياً، انتهاء نظام العقوبات الدولي المفروض على إيران منذ العام 2007 عبر سلسلة قرارات اتّخذها الرئيسان الأميركيّان جورج بوش الابن وباراك أوباما، ورافقتها تشريعات في الكونغرس وفي الاتحاد الأوروبي، وكذلك قرارات في مجلس الأمن الدولي، على خلفيّة البرنامج النووي الإيراني.

وكانت وزارة الخارجية الأميركيّة والاتحاد الاوروبي، قد شرعا في إعداد الرأي العام لخطوة ديبلوماسية تأسيسيّة: فوزير الخارجية جون كيري ونظيرته الأوروبيّة فيدريكا موغيريني أعلنا في الأيام الأخيرة، أنَّ رفع العقوبات بات «مسألة أيّام». ويستند القرار بإلغاء العقوبات، إلى تقرير مراقب الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة رُفِع إلى القوى العظمى الشهر الماضي، وأكَّد أنَّ إيران تفي بالفعل بالتزاماتها لتفكيك قدراتها النوويّة.

وبالتوازي مع الإعلان عن رفع العقوبات الوشيك، أعلنت الحكومة الإيرانيّة نيّتها انفاق 21 مليار دولار لإعادة بناء جيشها الذي يتوق بشكل شديد لتحديث وسائله القتاليّة. وفي هذا السياق، فإنَّ أوّل من يقف في الطابور، هم الروس، وهذه الأيام بالذات ينهي وفدٌ أمني روسي مفاوضات مع الحكومة الإيرانيّة لبيعها طائرات حربية من طراز «سوخوي 30»، واستئناف خطّ إنتاج دبابات «تي 72»، التي كان الروس في الماضي قد أنشأوها في إيران. وإضافة إلى ذلك، تُبحث إمكانيّة بيع دبابات «تي 90» متطورة تستخدمها القوات الروسية حالياً في سوريا. وإن لم يكن هذا كافياً، فإنَّ صفقة السلاح المتبلورة تتضمّن أيضاً بيع صواريخ بر ـ بحر متطورة من طراز «ياخونت»، ووسائل قتاليّة أخرى.
وبحسب «يديعوت»، فإنَّ المفاوضات بين روسيا وإيران بشأن بيع الطائرات، كانت قد بدأت في آذار الماضي، حين أعلن ضابط إيراني كبير نيّة بلاده شراء طائرة اعتراض وقصف «سوخوي 30» الموازية لـ«اف 15» الأميركية. وفي الشهر المقبل، من المقرّر أن تصل إلى إيران أيضاً شحنات الصواريخ الأولى لمنظومة الدفاع الجوّي المتطوّرة «إس 300». وفي نهاية السنة الماضية، نقلت روسيا إلى ايران المنظومات الداعمة على رأسها رادار منظومة الدفاع الجوي. واشترى الإيرانيون أربع بطاريات «إس 300» خرجت من الخدمة العسكريّة الروسيّة.
كما أنَّ الفرنسيين يقفون في الطابور، ويجري مندوبوهم مفاوضات مع الإيرانيين لبيع طائرات قــتالية من طراز «رافال».
وترى «يديعوت» أنَّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يسارعان إلى رفع العقوبات بســبب الانتخابات التي ستجرى في إيران الشهر المقبل. وفي البيت الأبيض، يؤمنون بأنَّ رفع العقوبات وضخّ المال المرتقب في أعــقاب ذلك، سيوفّران اسناداً للرئيس حسن روحــاني في مواجهة القوى المحافظة.
وتتّهم محافل رفيعة المستوى في إسرائيل الإدارة الأميركية بتجاهل ـ بوعي وقصد ـ الجوانب العسكرية للعقوبات، ولم تمارس أيّ ضغط على الإيرانيين في كلّ ما يتعلّق بتطوير السلاح الاستراتيجي ـ مثل تطوير والتزوّد بالصواريخ البالستية بعيدة المدى ذات إمكانية حمل رؤوس متفجّرة نووية. ويتبين أنَّ الإيرانيين نفّذوا تجربتين على صواريخ بالستية لمسافة 1800 كيلومتر، واستعرضوا مخزوناً تحت الأرض لصواريخ من هذا الطراز.
وكان التزود بصواريخ من هذا النوع، ذات قدرة على حمل رؤوس حربية غير تقليدية، مُنع عن الإيرانيين في إطار الاتفاق الدوليّ الذي وقّعت عليه. ورغم ذلك، رفضت الإدارة الأميركية طلب الكونغرس اشتراط رفع العقوبات بفرض رقابة على إنتاج الصواريخ البالستية في إيران.
ورأت إسرائيل في التجارب العلنيّة الإيرانية، في الأشهر الأخيرة، على هذه الصواريخ، خطوة ترمي إلى فحص ردّ الفعل الدولي بشكل عام ـ والأميركي بشكل خاص. وقرار الرئيس أوباما عدم ممارسة الضغط على الإيرانيين في هذه المسألة، يشجّعهم على مواصلة قضم الاتفاقات الدولية لمنع انتشار السلاح النووي.
عموماً، ليــس واضحاً كم سيساعد هذا إذا وصل الموضـوع إلى طــاولة مجلس الأمن، فالروس أعلنوا بأنّه إذا اتخذ قرار بشأن الصواريخ البالستية الإيرانية ـ فإنّهم سيستخدمون «الفيتو».