خبر وحاليا في رام الله -يديعوت

الساعة 10:04 ص|13 يناير 2016

فلسطين اليوم

الهدوء هو وحل

بقلم: الياكيم هعتسني

(المضمون: هذه الانتفاضة قد تصفي الوضع الراهن، ولكنها لن تصفي التعايش. مثل المستوطنات اليهودية، فهذا مثل الاستيطان اليهودي، بات جزء من نسيج الحياة - المصدر).

 

لا تزال هبة السكاكين متواصلة، والحكومة قررت زيادة كمية العاملين العرب في المناطق. ايماءة ثقة في بحر من الشك والاشتباه. بضعة ايام قبل ذلك، في خطاب تأسيسي أعلن ابو مازن بالقطع بان لا نية له لحل السلطة الفلسطينية، التي يرى فيها انجازا هاما لشعبه. وهكذا حل معسكر السلام من احدى اسلحته، الذي هو تهديد ابو مازن في ان يعيد المفاتيح وينقل لمسؤولية اسرائيل عبء ادارة حياة الملايين.

 

ليس الجميع مشاركا في المخاوف فيخافون من تلقي المفاتيح. فعلى أي حال، حسم ابو مازن: فهو لن يحل السلطة كي يضع حدا « للاحتلال » كما هدد اليسار، وهكذا منح طول نفس للوضع الراهن، كريه نفس معسكر السلام. كما أن الاحتمال لتصفية الوضع الراهن من خلال المفاوضات تلقى ضربة قاضية في خطاب ابو مازن، عندما اسقط العمود الفقري لكل خطط الانسحاب، « الكتل » حين قضى: كلها ستضطر الى الخروج – من الكتل، مثلما من غزة.

 

من الان فصاعدا فان من اوهم نفسه بان « السلام » سيستوجب طرد 100 الف « فقط » (كلفة نحو 150 مليار شيكل، عشرة اضعاف ثمن فك الارتباط)، سيتعين عليه ان يعيد حساباته لتضم 400 الف مطرود. وهو سيصل الى رقم سيحطم ظهر الدولة.

 

لا يزال ابو مازن بحاجة الى السلطة كسند الى أن يستكمل بناء دولة فلسطينية تقوم بقوة الامم المتحدة والقوى العظمى وليس كنتيجة لاتفاق مع اسرائيل. غير أن العالم منشغل بانشغالاته ولن يتفرغ ليفرض « حلا » على اسرائيل الى أن يعود « النزاع » الى العناوين الرئيسة في شكل انتفاضة – مسيطر عليها، محسوبة، « شعبية ». مثل جابوتنسكي، يعتقدون في رام الله ايضا بان « الهدوء هو وحل ».

 

الوضع الراهن والتعايش مرفوضان في نظرهم، وعليه فقد دعوا الى المقاطعة.  غير أن الجماهير واصلت الاندفاع نحو المجمع التجاري في المالحة ورامي ليفي وعشرات الالاف يرتزقون في داخل الخط الاخضر وفي المستوطنات. عرب اسرائيل يندمجون في المنظومات المهنية لليهود، من الطب وحتى التكنولوجيا العليا، وفي القدس الظاهرة تتسلل ايضا الى عرب 67 – ومن هناك الى « الضفة » الطريق قصير. وضد هذا امتشقت السكاكين، والحكومة – التي تطور التعايش رغم كل شيء – تتصرف بحكمة.

 

هل سينجو الوضع الراهن من الانتفاضة الجديدة؟ اذا طالت واذا تدهورت الى السلاح الناري، لا أمل. في نهايتها سنجد انفسنا في وضع جديد، هذه هي خطوطه الهيكلية: اكثر من 400 الف مستوطن لن يوافقوا بعد اليوم على أن يكونوا خاضعين للحكم العسكري وقوانينه، المخصصة للسكان المحتلين الذين هم انفسهم تحرروا منه. كما انهم سيرفضون العيش في نظام من الجمود، بينما العرب يبنون بجنون، ضمن امور اخرى بمعونة حكومة اسرائيل. السلطة الفلسطينية ستحل، وعلى أي حال لن تسيطر عليها فتح وم.ت.ف .

 

لفترة انتقالية يحتمل أن يعود الحكم العسكري (الذي لم يلغَ في اوسلو)، وسيعرض على السكان حكم ذاتي سخي بادارة قوى محلية. هذا الحكم الذاتي سيتعين عليه أن يجتاز التنظيف والتطهير لجهاز التعليم من المعلمين ومن المواد التعليمية المناهضة لليهود، ماليته ستطهر من السرقات والفساد وأخيرا ستقام منظومات المصارف والتطهير للنفايا، الطرق والمعابر، التي غيابها يخنق مستوطنات اليهود.

 

هذه الانتفاضة قد تصفي الوضع الراهن، ولكنها لن تصفي التعايش. مثل المستوطنات اليهودية، فهذا مثل الاستيطان اليهودي، بات جزء من نسيج الحياة.