خبر شركاتنا ما زالت تخالف النظام المجتمعي التضامن المجتمعي..وأبناء الوطن..بقلم:أمين أبو عيشة

الساعة 09:02 ص|12 يناير 2016

فلسطين اليوم

كاتب واستاذ اقتصاد

منذ اكثر من عشرون عاماً منذ اوسلو السياسية وباريس الاقتصادية في العام 1994 تكونت العديد من الشركات والمؤسسات التي ساهمت وبشكل كبير في تسيير الحركة التجارية واليومية والخدماتية للمواطن الفلسطيني سواء القاطن في الضفة الغربية او في قطاع غزة ،... طبعاً هنا اتكلم بروح المسؤولية والمسائلة والمحاسبة لتكون او لا تكون النزاهة والشفافية ، إن  هذه المؤسسات في نظري وبكل اسف مثلت القطاع الخاص الذي يفترض ان يشارك او على الاقل يساهم في سد احتياجات ومتطلبات المجتمع الفلسطيني سواء الاحتياجات المجتمعية او الخيرية لهذا المجتمع ، والذي ازدادت احتياجاته بشكل كبير مع ولوج الانقسام والحصار والدمار والاحتلال ، ...... في اعتقادي ان هذه الشركات سواء بنوك عاملة او شركات اتصال خلوي او شركات مساهمة عامة او خاصة او شركات عادية او  قابضة او حتى مشروعات فردية جنت وحصدت مليارات الدولارات من الارباح خلال سني عمرها وعملها في المنظومة الاقتصادية الفلسطينية ، لكن وبكل اسف لم تراعي هذه المؤسسات النظام المجتمعي الفلسطيني وتعطيه ولو جزء من حقة واحتياجاته ...إن لم تكن قادرة على رد هذا الجميل لهذا الوطن الذي سمح لها بالعمل به هو ومواطنوه ،.... صحيح ان هذه الشركات والمشروعات قدمت الفتات علي شكل ملايين الدولارات هنا وهناك... لكن في نظري ان هذا التقديم لم يكن الا لأغراض تسكيت بعض الأفواه المستفيدة ودري الرماد في عيون الوطن والجهات الرقابية وابرزها سلطة النقد الفلسطينية ووزارة الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات كجهات مسؤولة عن عمل جزءا كبيرا من هذه الشركات (الخدماتية التجارية  ) وادارتها مالياً وتنموياً ، صحيح ان الادارة المالية حدثت لهذه المؤسسات  لكن الادارة التنموية ما زالت ناقصة بل معدمة سواء اجتماعياً او اقتصادياً لهذه الشركات ، ... إن الذي جعلني حقيقة اكتب في هذا الموضوع والتساؤل بحق وجدية هو الالتزام الاخلاقي والوطني بل الالزام المجتمعي اتجاه ثلة من ابناء هذا الوطن « فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا » فأين هذه الكيانات والاشخاص من حديث سيد الاكوان محمد صلي الله عليه وسلم ، خصوصاً في ظل الهجمة الصهيونية البربرية اتجاه بيوت الشهداء في ضفة الوطن ، فهل اصبحت هذه الشركات والبنوك عاجزة عن فعل ما يفعله ابناء شعبنا العظماء بل صغاره الابرار من افعال واعمال ! وهل اصبح الكبار معطلون والصغار عاملون وفاعلون ؟ يستحضرني هنا  ما قام به محمد الزاغة الطفل الفلسطيني  الذي لم يتجاوز سن 12 عاماً ابن جبل النار « نابلس » الذي شارك في بناء بيوت الاحرار من اهالي الشهداء في الضفة الغربية... فيا تري ماذا فعل و كيف فعل ذلك وسبقكم في الامر يا « كبارنا » و يا شركاتنا وبنوكنا الوطنية ، محمد الزاغة لمن لا يعرفه هو طفل فلسطيني ..عذرا بطلاً فلسطينيا في الصف السابع الاساسي يتعلم ويبيع القهوة بعد انتهاء يومه الدراسي هو وأخيه ليوفر النذر القليل من المال ليقدر على العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لأسرته التي يساهم هو واخيه في تأمين جزء من احتياجات اسرته اليومية ،..اقترب من منصة الجمع وصندوق حملة اعمار منازل الاحرار وذلك ببساطته وعفويته وبشاشته ،  فصار اعضاء هذه اللجنة يشترون من قهوته الساخنة التي تفوح منها رائحة الهال اللذيذة ، فخلال دقائق قليلة باع الطفل محمد الزاغة الكثير من الاكواب ولم يكن بيع القهوة محصوراً فقط بالقائمين على الحملة ، بل ان بعض عابري السبيل كانوا يقبلون على شراء قهوته ، إلى أن صار في حوزته عدد من القطع المعدنية ( لم يحسبها كما تحسبها شركاتنا ) ، ابتعد قليلاً عن المكان، وعاد بعد لحظات حين كان معظم العاملين منشغلين، ووضع كل ما جمعه من نقود في صندوق التبرعات... نظر إليه أحد الموجودين وقد أدهشه تصرفه ، ليتحول إلى حديث المدينة طفل يتبرّع بكل ما جناه من عرق جبينه للمساهمة في إعمار بيوت الأحرار ، بينما شركاتنا ومصارفنا تربح الملايين من الدولارات سنوياً تعجز عن فعل هذا الامر ... سؤال محرج لهم ولنا اسأله هنا هل قطاعنا الخاص وشركاتنا تحتاج الى اعادة تأهيل لتكون على مستوي صغارنا ...وذلك قبل دعوتهم للمشاركة في حملة بناء بيوت الاحرار وبناء بيت قمر هذه البيوت مهند الحلبي ، ... اتمني الا اكن متشائماً فشعبنا معطاء وعظيم عظمة مهند وكل الشهداء الابرار، فلنكن جميعا مشاركين وليسوا فقط مساهمين سواء قطاع خاص او حكومي أو شعبي ، فالتحية كل التحية لمن قدم وسيقدم لهذه الحملة الطاهرة النقية والشكر لنقابة الموظفين ولنقيبها بسام زكارنة باستقطاع 1% من رواتب الموظفين لصالح بناء المنازل المهدمة بيوتهم والشكر الموصل للجنة الشعبية رائدة هذا العمل ولكل من وفر حاضنة شعبية او وطنية لنضالات شعبنا الفلسطيني .. اتمني ان يكون وراء ذلك الامر فعل وعمل فدعمهم ليس بمعجزه وشركاتنا وبنوكنا ليسوا بعجزة .....

دمتم بعز