بالفيديو إغراق حوض ميناء غزة بـ« المجاري ».. ماذا ردت البلدية؟!

فلسطين اليوم

« ميناء غزة » المرفأ الوحيد في القطاع الذي يلجأ إليه سكانه من المصطافين والصيادين والباعة، غير أن حوض الميناء الإستراتيجي بالنسبة للقطاع، يستقبل كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد صحة الحوض، وينذر بكارثة بيئية كبيرة فيه.

وتُضَخُ مياه المجاري على مدار الساعة بكميات كبيرة من الناحية الشمالية للحوض، ووضعت بلدية غزة بالقرب من المضخة الموجودة على الشاطئ لافتة تحذيرية كبيرة كُتب عليها « حفاظاً على سلامتك وسلامة أطفالك .. أحذر السباحة في المكان ».

ومن المخاطر التي قد تنتج عن ضخ المياه العادمة في الحوض وغيره تناقص الأوكسجين المذاب في الماء, وازدياد وكثرة الطفيليات والبكتيريا؛ الأمر الذي يجعل هذه المياه غير صالحة للسباحة أو حتى للصيد, كذلك صعوبة اختراق الضوء لسطح الماء نتيجة تغطية السطح بالملوثات ما يؤدي إلى تضرر الأحياء المائية تحت سطح الماء, وأيضاً ظهور الكثير من الأمراض الناتجة عن التلوث مثل الربو والحساسية في الصدر وأمراض السرطان والأمراض الجلدية وأمراض العيون.

مياه الصرف الصحي التي تضخ في البحر غير مكررة

وبالإضافة إلى ضخ مياه الصرف الصحي، يعاني الحوض من تراكم الزيوت والوقود الناتجة عن السفن ومركبات الصيد المتواجدة داخل الحوض, ويعاني أيضاً من انعدام عمليات تكرير المياه داخل الحوض، وعدم وجود مصافي للمياه.

ومن الملاحظ أن مياه الحوض تغيرت كثيراً في المنطقة التي تضخ فيها كميات (المجاري)، علاوة على ان مراسلنا رصد عدداً من الصيادين الذين يصطادون في تلك المنطقة الملوثة بشكلٍ مباشر، ويصطاد الصيادين أنواع محددة من الأسماك التي تتغذى على مخلفات المجاري.

 

صيادون يصطادون على بعد أمتار من ضخ مياه الصرف الصحي دون رقابة

كما ولوحظ غياب الجهات الرقابية التي تمنعُ الصيد في منطقة ضخ مياه الصرف الصحي الحوض، الامر الذي قد يشكل كارثة غذائية وصحية لقطاع غزة برمته.

وأشتكى جميع المصطافين والصيادين من الحالة التى وصل لها الحوض، حيث يقول المواطن أكرم  الخالدي (26 عاما): يجب وضع حل لأزمة تلوث حوض الميناء (..) من غير المعقول الصمت على تلك الحالة.

وأضاف: من غير المعقول أن  تضخ المجاري على الشواطئ وداخل الحوض وأطفالنا وصيادونا ينزلون إلى الحوض، المطلوب من البلدية وضع حلول حذرية وعدم تبرير الحالة.

• مواطنون: ضخ المجاري كارثة على الجهات المعنية وقفها

أما المواطن خالد بكر (30 عاماً)، فيقول: المنظر قبيح وغير حضاري، ولا مبرر لتلك الحالة التي تصيب المواطنين في غزة بالتلوث وشتى أنواع الأمراض، مطالباً بوضح حل لحالة التلوث.

بدوره، أكد نقيب الصيادين في غزة نزار عيّاش أن الحالة التي وصل لها حوض ميناء غزة غير مقبولة، وبحاجة سريعة للمعالجة، مشيراً إلى أن المرفأ هو الوحيد في قطاع غزة.

نقيب الصيادين: تدفق المجاري إلى الحوض يشكل كارثة بيئة وصحية ويؤثر على الثروة السمكية

وأوضح عيّاش لــ« فلسطين اليوم »  أن استمرار تدفق مياه الصرف الصحي إلى حوض الميناء، يشكل كارثة بيئية وصحية قد تؤثر سلباً على الثروة السمكية، خاصة الأسماك الصغيرة التي تعيشُ في الحوض.

وأشار إلى أن مياه الصرف الصحي تتسبب بأمراض عديدة للأسماك، موضحاً أنه لا يجوز للبلدية ضخ مياه الصرف الصحي في منطقة عمل الصيادين، ولا يجوز لها منعهم من العمل في أي منطقة بالحوض« من غير المعقول يتسببوا بالأزمة ويطالبوننا بالتوقف عن الصيد ».

واقر عياش أن التزام الصيادين غير مطلق بعدم الصيد في أماكن ضخ مياه الصرف الصحي، لافتاً أن بعض الصيادين يصطاد في مكان الضخ.

وطالب البلدية والجهات المعنية وأصحاب القرار بضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة ضخ مياه الصرف الصحي في حوض الميناء، وضرورة العمل على تحسين واقع الصياد الفلسطيني على جميع الصُعُد.

بدوره، أكد مدير عام الإدارة العامة للمياه والصرف الصحي في بلدية غزة م. سعد الدين الأطبش أن بلدية غزة تضخ كميات من مياه (المجاري) في أوقات محددة؛ لأسباب عدة أولها عدم توفر الوقود اللازم لتكرير المياه العادمة، والتخفيف عن المدن الداخلية وقت المنخفضات الجوية خشية السيول فيها.

بلدية غزة: الكميات التي تضخ محدودة وسنحل الأزمة قبل شهر مارس

وأوضح لــ« فلسطين اليوم » أن الضخ يكون لظرفٍ طارئ، موضحاً أن البلدية تلتزم بعدم الضخ مع بداية فصل الربيع حفاظاً على صحة المصطافين.

وكشف م. الاطبش عن وجود حلول جذرية لدى البلدية قبل شهر مارس للتخلص من مياه الصرف الصحي بالطرق الآمنة بعيداً عن ضخها في حوض الميناء والمناطق المختلفة في غزة، مشيراً إلى ان عمل محطة 11 لتكرير مياه الصرف الصحي الواقعة في شارع 8 بالقرب من شاطئ بحر غزة ستحل الأزمة بشكلٍ نهائي.