خبر العنوان على الحائط- معاريف

الساعة 11:27 ص|07 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: نداف هعتسني

يوجد الكثير من الحقيقة في الصيغة التي وضعها رئيس الوزراء بين مطلب الولاء والحفاظ على القانون لدى عرب اسرائيل وبين العملية في تل ابيب. ومع أن معظم عرب اسرائيل يريدون العيش معنا بسكينة، فان دولة اسرائيل تسمح في أن يقام في مطارحهم، داخل دولة اسرائيل، عا   لم يعمل خارج ووراء القانون. كما أنها تسمح لاقلية متطرفة ترفض مجرد وجود الدولة، أن تحرض، تقود وتسيطر. الكثير من الذنب يقع على السياسة طويلة السنين التي تشارك فيها الحكومة، المحكمة العليا والنيابة العامة. ولكن بنيامين نتنياهو هو الاخر يكتفي بالاقوال. فهو لا يطرح على عرب اسرائيل تحدي الولاء مقابل المساواة، ويكتفي اساسا بالخطابات وبانعدام الفعل تجاه السبب المركزي لموجة الارهاب الحالية – الا وهو التحريض.

          العملية في تل أبيب والمطاردة التي تجرى للمخرب أدخلا الى قدس الاقداس – شمال تل أبيب – الوعي بخطورة موجة الارهاب الحالية. ولكن بينما يكرر المتحدثون باسم اليسار المقولة المثيرة للشفقة التي يقولونها عادة والتي ثبتت المرة تلو الاخرى عديمة المعنى، ليس لا لرئيس الوزراء ولا لوزير الدفاع بشرى حقيقية. وها هو حل لغز الهجوم ضدنا يكمن بالذات في مواصلة الخط الذي حاول رئيس الوزراء تسويقه في منتهى السبت، في ساحة العملية. هذا القتل، مثل الاغلبية الساحقة ايضا من العمليات التي تضربنا في كل يوم، هي نتيجة التحريض، في داخل الخط الاخضر وخارجه. والظاهرة مثيرة للحفيظة على نحو خاص عندما تأتي من عرب هم مواطنون اسرائيليون، مثل القاتل من تل أبيب. ولكن من يحاول أن يبيعنان بان هذا مجنون أو مثال نادر، يخدعنا و/أو يخدع نفسه. فلا يوجد أي فرق بينه وبين فتاة شرق مقدسية تطعن بمقص في شارع يافا لانه ملأوا رأسها بالاكاذيب ضدنا. لا يوجد أي سبب لا يجعل جملة الاكاذيب التي نسمح بان تطلق ضدنا من القدس، الناصرة ورام  الله تحرك ايضا شابا عربيا يسكن بين ظاهرينا. فلماذا لا يصدق ما يقوله له نوابه العرب وما تقوله وسائل اعلام السلطة الفلسطينية. لماذا لا يثور ضد المخلوقات الصهيونية الاجرامية، التي لن يقضي عليها غير السكين والبندقية. لماذا لا يستخلص من ذلك الاستنتاجات العملية.

          هذا الاسبوع بالذات كان يمكن لنا أن نتعلم شيئا ما من السعوديين، دون أن نتخذ الاعدام وسيلة بالضرورة. فعندما بدأ الايرانيون يفعلون آلة التحريض داخل السعودية، من خلال الشيخ نمر النمر وغيره، لم يكتفِ السعوديون باقوال حازمة بوجوه مكفهرة، بل اعدموا من يتآمر عليهم. وعندما انضم حزب الله الى الاحتفال، اغلقوا البث التلفزيوني لنصرالله.

          أما عندنا، بالمقابل، فزعماء الجمهور مثل حنين الزعبي واحمد الطيبي فيرفضون بمنهاجية حق وجودنا كدولة صهيونية ويتضامنون مع الارهاب الفلسطيني. وهؤلاء ليس فقط لا يوجدون خلف القضبان بل ويواصلون تلقي الرواتب العامة والتحريض بكل الحناجر.

          بينما تعمل من الاستديوهات والمكاتب التي تقع على مسافة 20 دقيقة من القدس، في رام الله ومحيطها، صناعة كذب، نزع شرعية ودعوة للقتل ضدنا. وفي الاسابيع الاخيرة فقط في التلفزيون وفي المنشورات الرسمية لابو مازن وفتح لم يتوقف غسل الدماء. ففي كل المضامين والمنشورات اتخذت اسرائيل صورة الغازي الاجنبي، الوحشي والمجرم الذي السكين والبندقية وحدهما يضعان حدا للظلم الذي يكمن فيه.

          وعليه، فثمة خط مباشر يمر بين العملية في تل أبيب والخطاب في الشارع العربي، على جانبي الخط الاخضر. والحكومة ملزمة بان تضع حدا للتآمر والتحريض من الناصرة ومن رام الله، والذي يقتلنا بلا انقطاع. وعرب اسرائيل – ملزمون بان يقرروا ان يختاروا طرفا ما، اذا كانوا يريدون مواصلة العيش هنا ونيل المساواة الشخصية.