خبر ماذا يريد اردوغان؟ - يديعوت

الساعة 11:25 ص|07 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: تولين دلوغلو

أنقرة. العلاقات العكرة بين اسرائيل وتركيا مرت بانعطافة مفاجئة في 14 كانون الاول، عندما اعترف الرئيس التركي اردوغان بان الفلسطينيين، وكذا المنطقة باسرها، ستخرج كاسبة اذا ما وقع اتفاق مصالحة بين الدولتين. في 2 كانون الثاني واصل اردوغان وعبر عن خط مشابه اذ قال ان « اسرائيل بحاجة الى دولة مثل تركيا في المنطقة، ونحن ايضا ملزمون بان نفهم باننا بحاجة الى اسرائيل ».

          ومع ذلك شدد اردوغان بان التطبيع يمكن أن يكون فقط عندما يرى « تعهدا اسرائيليا خطيا بانها تسمح لتركيا بان تنقل بلا رقابة مواد بناء وباقي المنتجات الى قطاع غزة » و « تعهد اسرائيل بوقف كل تدخل في نطاق المسجد الاقصى ». اما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد اوضح من جهته بانه لا يعتزم ترك أمن اسرائيل لمصيره ورفع الحصار عن غزة فقط في صالح تعزيز العلاقات مع اردوغان.

          إذن ماذا الان؟ الانباء الطيبة هي أن اردوغان فهم اخيرا بان قطع العلاقات مع اسرائيل لا يخدم مصالح تركيا. ومع ذلك، مثل كل الزعماء المسلمين الذين تربوا على الغضبة الايديولوجية، فان هجماته على اسرائيل صادقة وحقيقية.

          اضافة الى ذلك، اذا ما استأنف العلاقات مع اسرائيل اليوم، فانه يخاطر في أن تعتبر سياسته الخارجية فاشلة. ليس لان هذا غير صحيح، ولكن اردوغان غير مستعد لان يراه كذلك. وعليه، فانه يتعين عليه أن يحصل على تنازل اسرائيلي ما يمكنه من أن يعرضه على الجمهور التركي كانتصار.

 الزعماء في اسرائيل هم الذين يتعين عليهم أن يقرروا في نهاية المطاف اذا كانوا مستعدين لان يمنحوا اردوغان فرصة لان ينقذ شرفه كي يستأنف تطبيع العلاقات. هذا ليس متعذرا، ويحتمل جدا أن تكسب الدولتان من مثل هذا التنازل، ولكن صحيح حتى الان لا يبدو أن الزمن ناضجا لصفقة.

محظور أن ننسى ايضا السياسة الداخلية في تركيا. فاردوغان يتوق لان يحافظ على الكاريزما غير المشكوك فيها لديه، كي يغير الدستور في الدولة ويستبدل النظام البرلماني بنظام رئاسي. وزير خارجيته السابق، ياسر ياكس، يؤمن بان الثقة المبالغ فيها التي يبديها اردوغان كفيلة بان تقنع الجمهور بان يمنحه الثقة دون أن يثقل عليه.

ان هوس اردوغان في كل ما يتعلق باسرائيل هو هوس مميز، وقد جعله حجر اختبار لاخلاقية الاسلام والسير في طريقه. اضافة الى ذلك، فهو لا يريد أن يفقد القدرة على ان يستخدم اسرائيل ككيس للضربات، وان يعرض نفسه بصفته المنقذ الاكبر للعالم الاسلامي. محاولة فاشلة، كما يفهم كل من ينظر الى سفك الدماء الذي يغرق الشرق الاوسط.

الى جانب ذلك يشدد موظفو الحكم التركي بانهم لا يعتزمون الاستجابة لطلب اسرائيل بان يخفف اردوغان نبرته الخطابية تجاهها اذا ما وقع اتفاق بينهما. فقد قال احد الموظفين ان « الخطاب التركي يتقرر حسب افعال اسرائيل ». والتوقيع على الاتفاق مع اسرائيل هذه الايام يمكن أن يعتبر بانه قرار عقلاني من تركيا، التي تحاول أن تعرض نفسها كحليف للولايات المتحدة وحلف الناتو، ولكن طالما لم يعتقد اردوغان بان مثل هذا الاتفاق سيخدم أجندته السياسية في الداخل فان التسوية ستبقى على الورق.