خبر مبادرة سلام؟ -اسرائيل اليوم

الساعة 10:30 ص|04 يناير 2016

فلسطين اليوم

الرياض تهتم ببقائها أكثر من انشغالها باسرائيل 

بقلم: بوعز بسموت

 (المضمون: اضافة الى براميل النفط التي يتراجع سعرها باستمرار يوجد في الخليج الفارسي برميل متفجرات قابل للاشتعال وهو الصراع بين السنة والشيعة - المصدر).

 

          بدأت سنة 2016 بعاصفة في الخليج. التوتر بين السعودية وايران – أو بين السنة والشيعة – زاد درجة. لم نعد نشهد الاقوال والتهديدات فقط بل الافعال. الحكم السعودي السني المطلق أعدم في يوم السبت 47 شخصا منهم الشيخ السياسي جدا نمر النمر.

 

          الايرانيون الشيعة الغاضبون لم يترددوا في احراق السفارة السعودية في طهران والتظاهر أمام القنصلية السعودية في المدينة الدينية مشهد والتهديد برد ملائم.

 

          من اجل الكشف عن اسباب التوتر الديني التاريخية يجب الذهاب حتى القرن السابع (سنة 680)، معركة كربلاء التي تم فيها قطع رأس الحسين (أحد الاحداث المهمة في تاريخ الاسلام بشكل عام والشيعة بشكل خاص). لكن تكفي العودة اربع سنوات الى الوراء في 2011 – 2012، الى « الربيع العربي »، وايضا عام 2015 الذي سجل فيه ركود تاريخي في المملكة – من اجل فهم سبب ضغط السعودية. يوجد اليوم في الخليج اضافة الى براميل النفط التي يتراجع سعرها باستمرار، يوجد برميل متفجرات يمكن أن ينفجر. الحديث هنا عن ازمة اخرى في الشرق الاوسط ليس لاسرائيل أي صلة بها، أو « للاحتلال » و« تراجيديا » للفلسطينيين.

 

          يجب علينا معرفة أن الشيخ النمر هو أكثر من صلاحية دينية. فهو يعتبر البوق الكاريزماتي للاقلية الشيعية الذي يهدد السلالة السعودية التي يقف على رأسها منذ كانون الثاني 2015 الملك سلمان بن عبد العزيز. والنمر يعتبر أحد المعارضين الكبار لسلالة آل سعود. وقد تم اعتقاله عدة مرات في السابق في أعقاب الخطب التي زعزعت استقرار المملكة، حسب زعم السلطات. الشيعة في السعودية الذين لا تزيد نسبتهم على 15 بالمئة من اجمالي عدد السكان يشتكون من التمييز من قبل الرياض. السنة يعتبرون الشيعة في السعودية سكان دون.

 

          الشيعة الذين يعيشون في شرق الدولة في منطقة القطيف الغنية بالنفط يزعمون بقدر كبير من الصحة أن السلطات تميز ضدهم. فهم يواجهون عادة برفض طلبات بناء المساجد أو الحصول على الوظائف في القطاع العام لا سيما في مجال التعليم.

 

          في فترة اندلاع « الربيع العربي » في 2011 زاد الشيخ نمر النمر من نشاطه وساهم في بداية اندلاع المظاهرات الشيعية في السعودية احتجاجا على تدخل السعودية والمملكة السنية في البحرين، فاضطرت السعودية الى استخدام القوة ضد التمرد الشيعي في الدولة. وقد طلب النمر في حينه أن تنتقل البحرين الى سيطرة الشيعة وأن ينفصل شرق السعودية عن النظام ويصبح جزء من البحرين الجديدة تحت السيطرة الشيعية.

 

          في تموز 2012 تم اعتقال النمر خلال مظاهرة عنيفة قتل فيها اثنان من مؤيديه، وأصدرت الرياض حكم الاعدام بحقه في 2014 بتهمة التمرد ضد المملكة وحمل السلاح بشكل غير قانوني. في تلك السنين ماتت زوجته في نيويورك الامر الذي زاد من التعاطف معه من قبل الشيعة. وقد رفض دائما الادعاءات التي تقول إنه وكيل لايران.

 

          النظام في السعودية ينظر من حوله ويرى انهيار اليمن وسوريا والعراق وعدم الاستقرار في لبنان والاردن ويخشى على مصيره. مظاهرات 2012 والتقارب بين الاقلية الشيعية السعودية وبين ايران يهدد المملكة. وايضا حقيقة أن واشنطن لم تعد تساند السعوديين، تزيد من الشعور بعدم الأمن لدى النظام.

 

          مصدر اجنبي زار الرياض مؤخرا والتقى مع شخصيات رفيعة المستوى من العائلة المالكة قال إنهم لم يقولوا أي شيء عن اسرائيل أو عن المشكلة الفلسطينية ولم يذكروا المبادرة السعودية.

 

          ونُذكر من يتحدث في البلاد عن المبادرة السعودية أن مملكة آل سعود تنشغل اليوم ببقائها أكثر من بحثها عن حل مشاكل الآخرين.