خبر عُرس التطهير -هآرتس

الساعة 11:53 ص|30 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ب. ميخائيل

          (المضمون: بعد نشر فيلم « عرس الكراهية » أصبح معيار الليبرالية والاعتدال الوحيد هو تأييد التعذيب في « الشباك ». ومن يعارض التعذيب يعتبر غير ليبرالي وغير ديمقراطي - المصدر).

          اذا تبين في يوم ما أن هناك ائتلاف سري يتكون من رؤساء اليمين وهو الذي بادر ونظم ومول « عرس الكراهية » – فأنا لن أكون متفاجئا. لأن أسفل البرميل اليميني لم يحظ منذ زمن بطهارة كهذه.

          الدقائق المعدودة التي تم تصويرها في حفل الغرائز ذاك نجحت في تحويل بعض الموجودين في الزوايا البعيدة لليمين المتطرف الى صدّيقين وطاهرين. كل ما هو مطلوب منهم كي يتطهروا هو الظهور في احدى وسائل الاعلام والتعبير عن الزعزعة.

          عندما دخلوا الى الاستوديوهات ونشرات الاخبار كانوا اصوليين وشوفينيين واحيانا فاشيين. وحينما خرجوا من هناك كانوا ليبراليين معتدلين وقادة ديمقراطيين. وقد كدت أن أقول عنهم نشطاء من اجل حقوق الانسان، مثلا بيبي. الشخص الذي ينشيء ظلام عالمه الاخلاقي والايديولوجي المزيد من الاشجار التي تنمو عليها الثمار الفاسدة. لقد خرج صدّيقا لأنه استنكر.

          « رؤساء المستوطنين »، اولئك الذين تبنوا « البؤر » وانشأوا شبيبة التلال. هم ايضا خرجوا صدّيقين ساذجين. لأنهم هزوا أكتافهم وحركوا أعينهم واستعادوا الايام التي تلت قتل رابين. واييلت شكيد. المرأة الغريبة كانت نموذجا لأنها استنكرت. بل وصادقت على التعذيب. لذلك فهي صدّيقة خالصة.

          نفتالي بينيت ايضا، الشخص الذي تختبيء في داخله ظلامية حريدية مهددة وقبيحة. إنه لم يستنكر فقط بل قدم الوعود وأيد التعذيب. لذلك لم يكن مجرد صدّيق بل ايضا ليبرالي ومسؤول ومعتدل وشجاع وقائد. لقد نجحت عملية تطهيره الى درجة تؤهله بأن يمنح « جائزة الثقافة الاسرائيلية » الجديدة للزوجين.

          (منذ الآن، المعيار الوحيد للاعتدال والليبرالية هو تأييد التعذيب بحق الجميع. اذا كنت تعارض التعذيب – فأنت متطرف وحقير. واذا كنت تؤيد التعذيب – فأنت رائع. يبدو أنه لم يعد هناك حدود لهذا الجنون).

          حاخامات « يشع » أيضا تم تطهيرهم بفضل ذلك العُرس. سمعت شخصا يُسميهم « عامل اعتدال » و« رسميين ». إنهم مربون أفاضل. ليسوا هم ولا أفكارهم هي التي حرضت الاولاد الكسالى على اقامة الخلايا السرية التي تريد اسقاط الحكم.

          تذكير صغير لموخي أمنازيا: في تشرين الاول 2000 في مؤتمر « اتحاد الحاخامات من اجل ارض اسرائيل » أعلن اليكيم لفانون (وهو ايضا يسمى حاخام) ما يلي: « حان وقت حمل الشعلة، والعودة الى فترة الملك داود، ومعرفة أن دور الحاخامات ليس تعليم التوراة بل اقامة قيادة تكون الحكومة الحقيقية لشعب اسرائيل ».

          هل هذا تحريض واضح. لا، لا سمح الله. إنه نقاش ديني مؤدب. مثل « نظرية الملك ». وشبيبة التلال لم يتأثروا من الحاخامات.

          مع ذلك، ورغم أنهم اصبحوا كلهم صدّيقين وطاهرين بقيت الحقيقة على حالها: لن يأتي السوء لنا من هذه الجماعة. الخطر الحقيقي ما زال يكمن في اولئك الذين تم « تطهيرهم » الآن: بيبي، بينيت، شكيد، البيت اليهودي، الحاخامات، المستوطنون، اليمين الحريدي والشوفينية الايديولوجية. اولئك هم الذين يُفسدوننا وهم الذين يأخذونا الى الضياع. وشبيبة التلال هم فقط شبكة تمويه يمكن الاختباء وراءها.