خبر اشارة الهوية مثل اشارة احترام -هآرتس

الساعة 10:11 ص|29 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: زئيف شتيرنهل

 (المضمون: يجب على اشارة التعريف أن لا تقتصر على ممثلي جمعيات حقوق الانسان عند دخولهم الى الكنيست، بل يجب أن توضع دائما في اسرائيل والعالم وايضا من قبل مؤيديهم - المصدر).

اذا نجح قانون جمعيات اليسار وأُلزم ممثلوها في حمل اشارة تعريف عند زيارتهم الى الكنيست. فمن الاجدر أن تتحول هذه الاشارات الى اشارات تمييز وحملها بشكل دائم عند الظهور العلني لا سيما أمام وسائل الاعلام الاسرائيلية والاجنبية. لكن هذا لا يكفي. يجب اعطاء اشارات اخرى لمؤيدي الجمعيات في البلاد والعالم. « أنا ايضا من جمعيات اليسار »، يُكتب على الاشارة بالعبرية والانجليزية وبلغات اخرى عند الحاجة. ايضا يتم حمل هذه الاشارات من قبل الجمهور وليس فقط في الكنيست لعدد من المدعوين، بل في أي ظهور علني وخصوصا أمام وسائل الاعلام.

 

          لا يقل أهمية عن ذلك، حمل الاشارات في الجامعات في البلاد واوروبا والولايات المتحدة. إنها تشبه رفع علم. نحن اشخاص تعتبرنا هذه الحكومة أعداءً لها لأننا نتحمل مسؤولية الخطأ الاكبر في اسرائيل وهو الدفاع عن حقوق الانسان ورفض الاحتلال. نحن مواطنو الدولة التي تزعم أنها دولة ديمقراطية، لكن حكومتها تسم ممثلينا عندما يدخلون الى برلماننا باشارة تحولنا الى اشخاص متهمين. نحن نخلع القفازات ونحول هذه الاشارة الى ميدالية.

 

          حسب علمي، فكرة وسم ممثلو الجهات الغير مقبولة على الحكومة هي فكرة أصيلة لم يخطر ببال أحد القيام بها في الماضي القريب. لا السناتور جوزيف مكارثي ولا المتطرفون في الانظمة المحافظة في اوروبا في ايام الحرب الباردة. ومن اجل ايجاد أسبقية تُذكر بهذا الاختراع يجب العودة الى ايام الفاشية. مشكوك فيه أن وزيرة العدل قد قرأت ما كتبه كارل شميت – البروفيسور النازي في القضاء والعلوم السياسية الذي اعتبر أن جوهر السياسة هو الصراع بين العدو والصديق. هذا الصراع لا يمكن أن ينتهي بحل وسط بل فقط بالحسم وقضاء طرف على الآخر – إلا أن اييلت شكيد تعمل بشكل غريزي حسب روحه.

 

          شكيد ومستشاروها الاكاديميون مثل شميت، يريدون الحاق الضرر بفصل السلطات والتقليل من دور السلطة القضائية وزيادة قوة الحكومة.  ومثل سميت هم يريدون الدوس على الخصم والقضاء عليه. هكذا مثلا طلب رجل القضاء النازي الزام اليهود الذين يؤلفون الكتب ويكتبون المقالات أن يضعوا هويتهم بجانب اسم الكاتب لأنه لا يمكن منعهم من الكتابة باللغة الالمانية، لكن يجب تحذير الجمهور من السموم التي يبثها أعداء الشعب. هذه فكرة من الجدير دراستها في وزارة العدل وملاءمتها مع واقعنا: كل من يقول بصوت عال إن الديمقراطية الاسرائيلية مشوهة وإن سكان المناطق يعيشون تحت نظام الفصل العنصري، يجب عليه تعريف نفسه كعميل اجنبي وعدو للشعب.

 

          لقد كانت في هذه البلاد فترات صعبة، وكانت حكومات سيئة، لكن لم تكن حكومة قامت بهذا القدر من اجل خلق الشعور لدى مواطنيها باليأس والاغتراب. وقد حان الوقت لصرف السندات التي تم توقيعها على مدى خمسين سنة من الاحتلال. لكن ليس شبان التلال هم الذين يخيفون بالفعل بل الدوائر الخارجية المؤيدة والمبتسمة والمثقفة والتي تتحدث بصوت منخفض. نفتالي بينيت وشكيد وياريف لفين وزئيف الكين وزملاءهم.

 

          هنا يكمن الخطر الحقيقي. لكن هذا لم يكن ليتحقق لولا الرياح السيئة التي تهب من شارع بلفور. فقط تهديد الانتقادات الدولية والعقوبات، بما في ذلك الفيتو الامريكي في مجلس الامن، هي التي تردعهم. فلولا الخوف من الولايات المتحدة لكانت المنطقة بين جبل المشارف وأريحا قد امتلأت منذ زمن باليهود. وهكذا كان الستار سيُسدل عن الدولتين وكانت اسرائيل ستوقع بيدها على بداية نهاية الصهيونية. صحيح أنه كان هناك سبب لاقامة الدولة والنضال من اجلها.