تم فتحه لمدة 21 يوماً فقط مقابل 340 يوم إغلاق

خبر 2015 سنة « سودة » و 2016 « باينة من اولها »!

الساعة 03:54 م|28 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

أيامٌ قليلة وتُطوى صفحة العام الخامس عشر بعد الألفين، ولا زال المواطنون في قطاع غزة يعانون جراء استمرار إغلاق معبر رفح البري مع مصر، حيث يُعدُ العام الجاري 2015 الأسوأ في عمل المعبر، مقارنة بالأعوام السابقة التي شهدت فترات أطول في فتح المعبر.

وبحسب تقرير إحصائي صادر عن هيئة المعابر والحدود بوزارة الداخلية فقد تم إغلاق المعبر خلال العام الجاري لمدة 340 يوماً وما زال مغلقاً حتى تاريخ إصدار هذا التقرير، في حين تم فتحه لمدة 21 يوماً فقط خلال الشهور الإثنى عشر الماضية وعلى فترات متباعدة، الأمر الذي لم يُلبّ الحاجات الإنسانية لسكان القطاع.

وشكَّل معبر رفح البري عبر بواباته السوداء، معضلة كبيرة لسكان قطاع غزة، وأضر بفئات وشرائح كبيرة اهمها؛ المرضى، واصحاب الإقامات، وطلبة الجامعات في الخارج، والمسجلين في العمرة.

وبالنظر لأعداد المسافرين خلال أيام فتح المعبر الـ 21 يتضح انخفاضه بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية، حيث سافر عبر المعبر ذهاباً وإياباً ما مجمله 21 ألف و295 مسافراً في حين بلغ عدد المسافرين في العام الماضي 101 ألف و442 مسافراً، كما شهد عام 2013 سفر ووصول 312 ألف و291 مسافراً في الاتجاهين، بينما شهدت حركة السفر عام 2012 حالاً أفضل حيث شهد سفر ووصول 420 ألف و88 مسافراً.

 تم فتحه لمدة 21 يوماً فقط مقابل 340 يوم إغلاق

ويقبع في قطاع غزة الذي تحول إلى « سجن كبير » جراء إغلاق المعبر أكثر من 25 ألف مواطن من الحالات الإنسانية (مرضى، طلاب، حملة إقامات، حملة جوازات سفر أجنبية) مُسجلون في كشوفات دائرة التسجيل، وفي حال فتح باب التسجيل للسفر مجدداً ستتضاعف الأعداد نظراً لتواصل إغلاق المعبر.

وخضع معبر رفح البري خلال العام 2015 لتجاذبات سياسية كبيرة بين السلطة الفلسطينية والجانب المصري من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، وابرز تلك التجاذبات تمحورت حول من يدير معبر رفح البري؟!

وتصدرت أزمة معبر رفح البري حديث المسؤولين وقادة الفصائل والشارع الفلسطيني، وكلها تؤكد على ضرورة إنهاء هذه الأزمة لتمكين المواطنين في قطاع غزة من التنقل بحرية لقضاء مصالحهم، غير أن المعبر لازال مغلق ومعاناة الناس تزداد سوءا.

خضع معبر رفح البري خلال العام 2015 لتجاذبات سياسية كبيرة بين السلطة الفلسطينية والجانب المصري من جهة وحركة حماس من جهة أخرى

وترفض مصرَ فتحه بشكل دائم إلا في حال تسلم السلطة الفلسطينية إدارته، الامر الذي أكدت حركة حماس مراراً أنها على استعداد لتسليمه على مبدأ الشراكة دون إقصاء لموظفيها، غير أن تلك التصريحات نعتها مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد بـ« الغير جادة ».

ودشن نشطاء الفيسبوك في قطاع غزة هاشتاق #سلموا المعبر يطالبون فيه حركة حماس بتسليم المعبر للسلطة الفلسطينية لرفع الذرائع أمام جميع الجهات التي تقف خلف استمرار اغلاقه.

ترفض مصرَ فتحه بشكل دائم إلا في حال تسلم السلطة الفلسطينية إدارته

وخلال العام الجاري كشفت مصادر خاصة لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أن القوى الوطنية والإسلامية - من غير (فتح) و(حماس)-انتهت من بلورة مبادرة شاملة، بمحاور متعددة؛ لحلِ أزمةِ معبر رفح البري المتفاقمة.

وتبنت القوى الوطنية والإسلامية جميع نتائج المباحثات التي خلُصت لخروج المبادرة فيما يتعلق بأزمة المعبر، وطرحتها لطرحها على حركتي (فتح) و(حماس)، ومن ثَمَ ستطرحها على حكومة الوفاق، وبعدها على الجانب المصري.

وأفاد المصدر الخاص أن الآلية تقوم على حل الإشكاليات العالقة بين حركتي (فتح) و(حماس) وحكومة الوفاق الوطني، حيث توصلت لحلول مقترحة تشمل وجود حل جذري لمشكلة الإشراف المباشر على المعبر، وحل أزمة الموظفين في المعبر، المعينين من حكومة غزة السابقة.

كما وتشمل المبادرة حلاً للأموال التي تُجبى على المعبر من المسافرين القادمين والمغادرين، مشيراً إلى أن قبول (حماس) و(فتح) بالمبادرة يعني انتهاء الأزمة بشكل جذري، لافتاً إلى أن أهم ما في المبادرة أنها عملية وتقوم على آليات محددة وواضحة تعمل على نجاح سير المعبر بصورةٍ طبيعية.

مبادرة فصائيلية لحل ازمة معبر رفح البري

المبادرة -حسب المصدر- تتضمن حلاً يحافظ على وظيفة الموظفين العموميين الحاليين في معبر رفح البري مع إجراء بعض التعديلات التي تضمن في هذا السياق سيادة حكومة الوفاق على المعبر.

غير ان تلك المبادرة الفصائلية التي ارسلت إلى حركة حماس لازالت قيد البحث والدراسة في اروقة دوائرها السياسية، وعلى ما يبدو في إطار التجاذبات السياسية الكبيرة بين قطبي الانقسام ان حل معضلة المعبر ستتخطى العام الجاري 2015 إلى العام الذي يليه 2016 دون حلٍ.

ينتظر ما يقارب أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص(25.000 شخصاً) فتح المعبر مجدداً

وينتظر ما يقارب أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص(25.000 شخصاً) فتح المعبر مجدداً، غالبيتهم من المرضى، وطلبة الجامعات في مصر والخارج، والذين لديهم تصاريح إقامة أو تأشيرات سفر لدول العالم.

هذا وأعرب مواطنون في قطاع غزة تحدثوا لمراسل « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، عن أمنيتهم في أن تنتهي أزمة المعبر بشكل دائم حتى يتمكنوا من التنقل بدون مشاكل من وإلى القطاع.