خبر يحطمون ويصمتون -معاريف

الساعة 11:04 ص|22 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق بن نير

 (المضمون: قد يكون محطمو الصمت هم الشجعان الذين يحافظون على الديمقراطية. وكل من لم يقاتل فمن الاجدار به أن يصمت - المصدر).

يسأل مراسلنا لشؤون الهستيريا والتخويف: ألا يبدو لكم أن هناك شيء يختبيء في الظلام هو الذي يلهم وبدفع جميع الملاحقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والشخصية لموجات الاهانة والتشهير والانقسام؟ شخص ما كان دائما هناك وهو معادٍ ويحرض جمهوره على الصراخ ضد اولئك الذين اصواتهم واقوالهم وشخصياتهم وقوتهم، هددوه ويهددونه حسب وجهة نظره كمهووس.

صرخته بدأت بالهمس للحاخام كدوري أن « اليسار نسي ما معنى أن تكون يهودي »، والاحتجاج الفاشي الذي سبق قتل رابين، وملاحقة طالبي اللجوء الافارقة مرورا بـ « العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع » والغضب من الكاشفين عن الفساد في قلعته والاشتباه بأنه تسبب في الكشف عن الفاسدين في اسرائيل بيتنا وانتهاء بالشائعات حول جدعون ساعر وقضية شالوم شالوم ستيفي فوندر والاهانة المتكررة ضد ريفلين وجمعية « نحطم الصمت ».

نعم هذه روح سيئة تهب في اوساط الشعب في العقود الاخيرة ومن يرسلها هو صاحب مبدأ « فرق تسد »، ذلك الذي يحظى بالنتائج وهو نظيف اليدين ويردد الكليشيهات من نوع « أستنكر أي تهجم على... ».

 

موضوع « نحطم الصمت » مثلا: « نحطم الصمت » هم جنود تجندوا مع ضميرهم ولم يستطيعوا القيام باعمال ممنوعة وبشعة في الحروب والمهمات التي شاركوا فيها. من الذي يحرك من يهددهم ويتهمهم بالخيانة؟ من الذي يقف من وراء الحملة العنيفة التي تدور ضدهم في اعقاب شهاداتهم في عملية الجرف الصامد في المناطق وفي كل صراع دموي؟ الملاحِقون يطلبون ويحاكمون ويأملون بـ « ليتك تموت بالسرطان في مؤخرتك »، صرخ أحدهم في التلفاز نحو محطم الصمت الذي قدم له منشورا.

هل وجد أحد منكم أن جنود « نحطم الصمت » قد أخلوا بشيء؟ هل فحص أحد مؤهل ما هي الحقيقة وغير الحقيقة في شهاداتهم في البلاد والعالم؟ هل حاكمهم أحد حسب القانون؟ يمكن أنهم المحافظون الشجعان على ديمقراطيتنا الهزيلة، كما اعتبرهم الجنرال الاحتياط والمقاتل عميرام لفين، وهو أحد القلائل الذين يستحقون الثناء على جرأته واقواله الصادقة.

من الممكن أنه يجب أن نفحص أولا بعض الاشخاص في « اذا شئتم » والكهانيين وشبيبة التلال كم خدموا في الجيش كمقاتلين – ومن لم يقاتل من اجل حياته وحياتنا، من الاجدر أن يحافظ على الصمت وأن يخرس.

من يحافظ على الصمت بين تحريض وتحريض هو الصدّيق الخفي في الظلام الذي يغطي بكلتا يديه اليُمنتين المسخ الذي أقامه لذاته في طريقه لتقسيم الشعب. المليشيات العصبية التي تساعدها وسائل الاعلام مثل « اسرائيل اليوم » والقناة 20 تهاجم « نحطم الصمت » ورئيس الدولة رؤوبين ريفلين. هكذا يحظى الصدّيق الخفي بأن تنفذ مهمته من قبل الآخرين، الامر الذي سيؤدي بنا الى الضياع.

الالهام للرياح السيئة التي تفكك الأمة تعلمه كما يبدو من اصدقاءه اسحق تشوفا أو شلدون ادلسون بأن لا يخاف أبدا من فعل كل ما يخطر بباله، وهو مدعوم من المحتكرين وأرباب المال، ويُقيل ويحرق كل من يفكر بطريقة مختلفة، أو يفكر أصلا. هكذا يستطيع أن يتقدم باتجاه كرسي الرئيس الاول كما هي الحال في الولايات المتحدة.

حتى ذلك الحين سنكتفي برئيسنا رؤوبين ريفلين الذي يحاول حبس الغيوم. فقد كان رئيس ممتاز ومستقيم للكنيست، وملاحق تحول الى منتصر في الانتخابات للرئاسة. إنه يتصرف بشكل يلائم الرئاسة بحكمته وشجاعته. والتحريض ضده يهدف الى اسكاته، وهذا لن ينجح.

في حالة صافرة الانذار الحقيقة، فان التهديدات تتصاعد وتتراجع. مطلوب ممن يحافظون على الديمقراطية والذين يسعون الى السلام الذهاب الى القدس والوقوف مثل الجدار الصلب حول منزل الرئيس، كي لا يمروا.