خبر جيش الاحتلال يغيّر الطبيعة الطوبوغرافية للحدود مع لبنان

الساعة 07:01 ص|22 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

أسهبت الصحف الإسرائيلية في العامين الماضيين في نشر تقارير مفصّلة حول كابوس إسرائيل في المواجهة المقبلة مع حزب الله، تحديداً حول فكرة « تمكن عناصر الحزب ومقاتليه من تنفيذ خطة اجتياح برّي، ولو لساعات محدودة واجتياز الحدود اللبنانية، والسيطرة لساعات معدودة على إحدى المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان ».

وتخلّل هذه التقارير أيضاً، رسم سيناريوهات تتحدث عن اختراق الحدود واجتيازها من تحت الأرض، عبر بناء شبكة أنفاق تصل إلى المستوطنات الإسرائيلية.

في هذا السياق، شكا سكان مستوطنة « زرعيت » الحدودية، من أنهم يسمعون ليلاً أصوات حفر تحت بيوتهم، وهو ما اضطر الجيش الإسرائيلي، بحسب الصحف، إلى إجراء عمليات فحص وتنقيب شاملة في محيط المستوطنة، للتأكد من الأمر، ليصل الجيش إلى الإعلان بأنه لا أساس لهذه الشكاوى من الصحة.

في المقابل، نشرت الصحف مراراً واعتماداً على « تقارير وتقديرات عسكرية »، عن استعداد جيش الاحتلال لسيناريو عملية اختراق برية، تعتمد على المبنى الطوبوغرافي والنسيج الحرجي الكثيف للأشجار، التي تحول دون رصد والكشف عن نشاط الخلايا الآتية من لبنان. وعززت هذه السيناريوهات قدرة حزب الله على الوصول إلى داخل فلسطين المحتلّة واستهداف دوريات لجيش الاحتلال، عبر اختراق السياج الحدودي وقطعه.

في هذا السياق، كشفت صحيفة « ميكور ريشون »، في عددها الصادر الجمعة، أن « الجيش الإسرائيلي يعمل منذ فترة طويلة وبوتيرة عالية، على تغيير المبنى الطوبوغرافي الجبلي على الحدود اللبنانية، وتغيير الواقع الطبيعي للأحراش الكثيفة في المنطقة الحدودية ».

وذكرت « ميكور ريشون »، في تقريرها، أن « جرافات وآليات الحفر الثقيلة التابعة لجيش الاحتلال تعمل ليلاً ونهاراً، تحت حراسة مشددة وكبيرة، على هدم السفوح الجبلية الحدودية، وتحويلها إلى سفوح عالية للغاية، بزاوية قائمة، تحول دون قدرة المقاتلين الآتين على تسلّقها واجتياز المنطقة الحدودية، وصولاً إلى المستوطنات الإسرائيلية، أو نقل معدات وحتى مركبات لنقلهم إلى الجانب الإسرائيلي ».

ووفقاً للتقرير المذكور، فإن من يصل إلى المناطق الحدودية مع لبنان اليوم، يلاحظ اختفاء الأحراش الكثيفة التي غطت الحدود وانتشرت على جانبي الحدود، لتخلّف وراءها مناطق « بيضاء » مكشوفة، لا يمكن الاختباء أو الاختفاء فيها عن نواظير المراقبة الإسرائيلية ولا كاميرات الرصد. ويضيف التقرير أن « المنظر الجديد يمكن الجيش الإسرائيلي أن يكتشف بسهولة أي محاولة لعناصر أياً كانت هويتها، لاجتياز الحدود، خصوصاً تلك القريبة من مواقع المستوطنات الإسرائيلية ».

ويقول رئيس قسم التحصينات في قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال، النقيب أريئيل غليكمان، إن « الجيش يقوم بزرع عراقيل جديدة وعقبات كبيرة، عبر استغلال وتوظيف المبنى الطوبوغرافي والطبيعة الحرجية، في إقامة ووضع العقبات والعراقيل، من خلال تحويل السفوح الجبلية إلى سفوح شبه قائمة الزاوية يصعب تسلقها واختراقها ».

ووفقاً لغليكمان فإن « آليات الحفر الثقيلة تقوم بداية باختراق الجبل، وشقّ محاور طرق وسير خالية من الأشجار، وبعدها نبدأ باقتلاع الصخور واستغلالها أيضاً في بناء عقبات وعراقيل إضافية في وجه العدو. ويتيح هذا الأمر لأبراج المراقبة وأطقم الرصد، كشف المنطقة أو الشريط الذي تم شقّه كلياً ومتابعة كل حركة جديدة في الموقع ».

من جهته، يشرح ضابط الهندسة في قيادة المنطقة الشمالية، العقيد زكاريا يافت، أن « العقيدة القتالية للمنطقة الحدودية، تقوم على التحصين القوي، عبر زرع السفوح الحادّة التي يصعب تسلقها، وقطع الأشجار في المقاطع الأخرى، لبسط مجال رؤيا واضح، خالٍ من الأشجار والمعيقات التي يمكن الاختفاء خلفها، ونشر كتل اسمنتية وأعمدة عالية وكثيرة لنفس الغاية ».

في المقابل، ووفقاً لنفس العقيدة، فإن الجيش يقوم بشقّ طرق التفافية موازية لشبكة الطرق المدنية، الرابطة بين المستوطنات الحدودية، وتخصيصها لحركة آليات الجيش الثقيلة والمدرعات، وذلك بعد أن تضررت الشبكة المدنية للطرق، عدا عن أن بعض الطرق التي يتم شقها في المنطقة الحدودية الجبلية، يتم شقها بما يناسب أيضاً وصول آلات حفر ثقيلة مثل آلة « دي 9 » التابعة لشركة « كاتربيلر »، مع تحديد إغلاق هذه الطرق في وجه حركة المواصلات المدنية كلياً.

وإلى جانب عمليات الحفر والهدم للمبنى الطوبوغرافي للمنطقة الحدودية، فإن الجيش تزوّد بأدوات رشّ لإبادة الأعشاب والشجيرات الطبيعية، وضمان إبقاء سطح الأرض خالياً من أي نباتات أو أشجار يمكن زرع عبوات ناسفة تحتها.

كما تكشف الصحيفة في تقريرها أن الجيش الإسرائيلي، يخطط لشق طريق التفافي جديد حول جبل الشيخ، لتفادي التنقل والحركة من داخل قرية مجدل شمس في الجولان المحتل، وتسهيل حركة القطع العسكرية في طريقها إلى منطقة جبل الشيخ.