تحليل قرار اغتيال القنطار اتخذ قبل 12 يوماً

الساعة 11:54 ص|20 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

لم تُعلن « إسرائيل » بشكل رسمي مسؤوليتها عن اغتيال الشهيد سمير القنطار، على الرغم ان مؤشرات عديدة تثبت بأنها الجهة المسؤولة عن العملية التي استهدفته في جرمانا إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق.

 وكانت وسائل إعلام سورية ذكرت في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد أن عددا من الصواريخ أصاب مبنى في منطقة جرمانا بالعاصمة السورية دمشق؛ ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا بينهم القيادي في حزب الله سمير القنطار.

وتتهم إسرائيل القنطار بالمسؤولية عن هجوم وقع عام 1979 وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بخمسة مؤبدات، لكن تم الإفراج عنه في 16 يوليو/تموز 2008 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، وانضم لحزب الله بعد ذلك التاريخ.

وكان التلفزيون « الإسرائيلي »- القناة العاشرة، قال إن المستويين السياسي والعسكري في جيش الاحتلال « الإسرائيلي » لم يردوا على عملية اغتيال سمير القنطار في دمشق.

وحسب زعم القناة العاشرة، فالاعتقاد المرجح هو أن سمير القنطار خطط بتوجيهات من إيران وحزب الله لفتح جبهة ضد « إسرائيل » من منطقة هضبة الجولان عبر تنفيذ عملية ضخمة ضد « إسرائيل ».

ومن المؤشرات القوية، كما يوضح المختص بالشأن الإسرائيلي في وكالة « فلسطين اليوم » الإخبارية فادي عبدالهادي أن اغتيال القنطار كان نتيجة لتعليمات نتنياهو الصريحة لرئيس الموساد الجديد عندما قال له صراحة في تاريخ 8/12 : أنتظر منك تنفيذ مهام امنية خطيرة.

وقال عبدالهادي: ان تهديدات نتنياهو التي جاءت عبر اوامر لرئيس الموساد يوسي كوهين، تجلت عبر اغتيال القنطار، وجاءت بعد 12 يوماً من التهديد المبطن لنتنياهو.

واضاف: إسرائيل لديها اهداف عديدة من وراء اغتيال القنطار، ولا تحترم اية قيود او حدود، فعندما يقع تحت انظارها قيادي بحجم القنطار، فحتماً ستنفذ عملية إغتيال.

 يشار ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عيَّن بتاريخ 8 ديسمير الجاري رئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين، الرئيس الثاني عشر لجهاز الموساد، خلفا للرئيس تامير باردو.

وقال نتنياهو في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة « قاد يوسي مجلس الأمن القومي خلال العامين الماضيين. لديه خبرات وإنجازات كبيرة، وأثبت قدراته في جوانب متعددة من عمل الموساد ».

وانضم كوهين (54 عاما) إلى صفوف الموساد في عمر 22 عاما، وتدرّج في مهام عمله داخل الجهاز، حيث ترأس -بحسب وسائل إعلام إسرائيلية- الجهاز في أوروبا، وعمل من هناك على « تشغيل وتجنيد العديد من العملاء في دول معادية ومنظمات مسلحة »، وترقى إلى نائب مدير للموساد بين عامي 2011 و2013 قبل انتقاله إلى مجلس الأمن القومي.

وعمل كوهين كبيرا لمستشاري نتنياهو للأمن القومي خلال العامين الماضيين. وسوف يحل محل الرئيس الحالي تامير باردو، الذي تنتهي الشهر المقبل قيادته للجهاز البالغة خمس سنوات.

وقال نتنياهو في بيان إن « من بين التحديات التي يواجهها جهاز الموساد هو الإرهاب الذي تمارسه عناصر متطرفة، على رأسها إيران ». وأكد أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تتمتع بحرية تصرف كاملة.

وكتب الخبير الإسرائيلي الأكثر شهرة في القضايا الأمنية والاستخبارية، يوسي ميلمان، أن « كوهين لديه خبرات عريقة في ثلاثة مجالات: الأول سياسي حين عمل مساعدا لرئيس الموساد، والثاني أمني واستخباري نظرا لعمله الطويل في تجنيد العملاء والجواسيس لصالح الموساد من أجل توفير المعلومات الأمنية اللازمة لصناع القرار الإسرائيلي، والمجال الأكثر خطورة يكمن في العمل التنفيذي والمهام العملياتية ».

وأضاف أن نتنياهو فضّل كوهين؛ نظرا لعمله اللصيق معه خلال العامين والنصف الأخيرين، حيث كلفه بمهام أمنية وسياسية ودبلوماسية في الخارج، وكان مشاركا له في الكثير من القرارات السياسية.

ويلفت ميلمان إلى أن « نتنياهو -خلال إعلانه تعيين كوهين- تطرق لأهمية ما ينتظره من مهام أمنية واستخبارية خطيرة

يُعرف كوهين في الموساد بلقب »عارض الأزياء" - وهذا بسبب مظهره وبفضل ملابسه المُصممة أيضًا: فقد اعتاد على أن يرتدي بلوزات مُزررة، تكون بيضاء اللون غالبا، والتي يهتم بكيها بنفسه. يصفه زُملاؤه بأنه يتحلى بأناقة أوروبية: لا يمضغ العلكة ولا يتسلى ببذور عباد الشمس، وحتى في أيام الصيف الحارة جدًا في شهر آب فلا يُمكن رؤيته وهو ينتعل صندلاً.