خبر تجارة النساء، الجيل القادم -هآرتس

الساعة 09:52 ص|17 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: لي يارون

 (المضمون: بسبب الغاء تأشيرات السياحة من روسيا واوكرانيا فان دخول النساء الى اسرائيل بهدف العمل في البغاء ليس أمرا صعبا. وهو نوع جديد من الاستغلال يصعب الكشف عنه ومكافحته في اسرائيل - المصدر).

اثنتان من النساء وصلتا الى اسرائيل من اوكرانيا في السنة الماضية أثارتا اشتباه مراقبي الحدود. التفاصيل التي تحدثنا عنها في التحقيق تم نقلها للشرطة حيث تم اكتشاف اسم أحد الوسطاء المعروفين في عالم تجارة النساء. ومن اجل اثبات الشبهات تقمص رجال الشرطة شخصيات رجال الاعمال الذين يبحثون عن خدمات جنسية، وحينما وصلوا مع النساء تم اعتقالهم. وتبين في التحقيق أنهم على صلة مع اشخاص في روسيا واوكرانيا يساعدونهم في الوصول الى النساء.

هذه الحادثة هي جزء من ظاهرة تحدث الآن تحت أعين القانون وتُبين صعوبة الكشف عن النساء عند الدخول الى اسرائيل ومحاكمة الجناة الذين أحضروهم. وعادة ما يتم الاتصال بالنساء من اوكرانيا وروسيا عن طريق الانترنت حيث يقترحون عليهن المجيء الى اسرائيل والعمل في البغاء مقابل اموال طائلة يعدن بها الى البيت. العداء بين روسيا واوكرانيا والوضع الاقتصادي الصعب يشكلان الدافع لهؤلاء النساء للقدوم من اجل تجميع الاموال السهلة، حيث يصلن مع تأشيرة سائح قانونية دون اثارة الاشتباه في المطارات، ويعملن في البغاء حتى انتهاء التأشيرة.

إن ظاهرة تجارة النساء في اسرائيل قد اختفت تقريبا في السنوات الاخيرة بعد أن كانت اسرائيل في سنة 2000 على رأس القائمة السوداء في وزارة الخارجية الامريكية بالنسبة لهذه التجارة، وفُتحت نافذة فرص جديدة في السنوات الاخيرة للخارجين على القانون حيث بدأوا باحضار النساء الى البلاد والعمل بالبغاء. الحديث يدور هنا عن طريقة ذكية.

من المعطيات الرسمية للنيابة يتبين أن 16 بالمئة فقط من ملفات البغاء يتم فيها تقديم لوائح اتهام. منذ 2012 وحتى 2015 تم فتح 1.561 ملف تحقيق ضد مشبوهين بتجارة النساء، لكن 55 بالمئة منها أغلقت بسبب عدم وجود الأدلة. رئيسة لجنة المرأة، عضوة الكنيست عايدة توما سليمان تقول إن هناك فجوة كبيرة بين عدد الملفات التي يتم التحقيق فيها من قبل الشرطة وبين تلك التي يتم فيها تقديم لوائح اتهام.

في 2008 حدث تغيير في سياسة اسرائيل حول تأشيرات السياح من دول الاتحاد السوفييتي سابقا. وحتى 2015 ألغيت بالتدريج التأشيرات للسياح من اوكرانيا، روسيا وبلاروس وملدوفيا من اجل تشجيع السياحة من هذه الدول، ووافقت حكومة اسرائيل في آب الماضي على الاتفاق الاخير لالغاء التأشيرات مع بلاروس. وحسب المعلومات التي وصلت الصحيفة فان قسم مقاومة التجارة بالبشر في وزارة العدل ووحدة الاتفاقات الدولية قدما للحكومة تقارير تعارض هذا الاتفاق.

المحامية د.ميراف شموئيلي قالت لـ « هآرتس »: « تجارة النساء بشكلها الصعب انتهت في دولة اسرائيل. فمنذ 2011 واجهنا ظاهرة احضار النساء من روسيا واوكرانيا من اجل العمل في البغاء. وكان العدد قليل لأن عملية الكشف عنها كانت صعبة بسبب حقيقة أن النساء يصلن بشكل قانوني وليس عن طريق التهريب أو جواز السفر المزيف. والنساء يعرفن أنهن جئن من اجل البغاء حيث يربحن الاموال ولا يتعرضن عادة للعنف أو السيطرة الكاملة ».