خبر حملة تطهير- هآرتس

الساعة 09:46 ص|17 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

« نحطم الصمت »، منظمة تجبي شهادات من جنود عن أعمالهم في المناطق، خدم ويخدم اعضاؤها في الجيش الاسرائيلي، باتت تعرف كمعاونة للارهاب. منظمة « بتسيلم » التي توثق اعمال المس بالفلسطينيين من قبل الاسرائيليين ومخالفات الحكومة بحق السكان المحتلين، تعتبر منذ زمن بعيد منظمة « خيانية ». جمعيات لحقوق الانسان، اسرائيلية وعربية، تعتبر في الجمهور كزائدة في افضل الاحوال وكمتآمرة على وجود دولة اسرائيل في الاحوال الدارجة.

 

ان الانتقاد الذي يطلقه مسؤولون في القيادة الاسرائيلية، كوزير الدفاع، الذي وصف أعمال « نحطم الصمت » كـ « مغرضة » ، قرار وزير التعليم حظر نشاط المنظمة في المدارس، او العمل الذي لا يكل ولا يمل من جانب وزيرة العدل آييلت شكيد لتشريع قوانين تقيد خطى منظمات حقوق الانسان، تحمل طابع حملة التطهير. هذه الحملة تترافق والتشهير، الذي تشعله الشبكات الاجتماعية ويمتطي موجته أيضا افراد يركبون بالمجان عليها كالنائب يوآف كيش من الليكود مع قانون « المغروسون » والمنظمة اليمينية المتطرفة « ان شئتم » التي نشرت اعلانا ليس سوى قدوة تحريض.

 

ذروة حملة التطهير في الانقضاض الازعر على رئيس الدولة الذي كان يعتبر حتى وقت قصير مضى « غير هام بما يكفي لغرض قتله » كما وصفت دانييلا فايس، واصبح الشخصية الاكثر تهديدا على أمن الدولة وسمعتها الطيبة. كل هذا بسبب مشاركته في مؤتمر « هآرتس » في نيويورك والذي حضره مندوب عن « نحطم الصمت ». فاذا كان دم ريفلين مباحا، فما بالك دماء اعضاء المنظمات التي تقف كالسور الاخير لحماية القيم الاخلاقية للدولة.

 

تغوص اسرائيل بسرعة الى أسفل الدرك، حيث تستقر أكثر الدول ظلامية. زعماؤها يتبنون جنون الاضطهاد الذي يميز زعماء الدول الطاغية. هؤلاء الزعماء، مثل نظرائهم الاسرائيليين، لا يقلقون على حقوق الانسان بل يؤمنون بان اخفاء الحقيقة سيساعد على الحفاظ على السمعة الطيبة لدولتهم. وعلى نهجهم، فان ملاحقة المنظمات وكم افواهها سيخفيان مظالمهم. هذا فكر « دولة القفص المغلق ». سطحيا، ليس فقط المنظمات والجمعيات هي التي ينبغي سحقها، بل والاعلام ايضا يجب أن يصمت صمتا مطبقا، أو أن يصبح بوقا للدولة.

 

مقابل الزعماء الاسرائيليين، ممن يعززون بسياستهم السمعة السيئة لاسرائيل في العالم، تبث منظمات حقوق الانسان نورا صغيرا ولكنه ذو مغزى، يحافظ على جمرة الديمقراطية. ينبغي الحفاظ عليها من كل سوء، والمساهمة في نشاطها والانضمام الى صفوفها. هذا كفاح في سبيل الصورة المدنية الاسرائيلية في مقابل القيادة التي انطلقت الى حملة صيد ضد من يحاولون الدفاع عن حقوق الجمهور.