خبر الى اليمين دُر- معاريف

الساعة 09:33 ص|16 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ران ايدليست

 (المضمون: كانت التقديرات أنه بعد الاحداث الدموية في فرنسا والولايات المتحدة ستتصاعد قوة اليمين في اوروبا بشكل مؤقت. وتبين الآن أن نتنياهو ولوبين يفهمان بعضهما البعض - المصدر).

 

          أحداث اطلاق النار الاسلامية في فرنسا وسان برنردينو في الولايات المتحدة أثارت موجة من التأييد في اوساط التيارات اليمينية في العالم الغربي. مرشحو الحزب الجمهوري للرئاسة في الولايات المتحدة تنافسوا بين بعضهم حول من سيقضي على العرب (الامر يرتبط لديهم بالمكسيك ايضا)، بما في ذلك اقتراح دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة « الى أن يتبين ما الذي يحدث هنا ».

 

          جمهور خائف، بعضه ضعيف وبعضه عنصري واغلبيته الامور الثلاثة معا، يشتري بلهفة هذه الامور. والتقدير هو أن الجمهور الامريكي سيرفض في نهاية المطاف هذه الحملة ومن يؤيدها وسيختار هيلاري كلينتون والحزب الديمقراطي. الميل الطبيعي لمن يتابع مميزات حركات اليمين في العالم كان الاعتماد على التقديرات الديمقراطية بما ذلك في اوروبا الغربية واسرائيل. فلهم ايضا يوجد قادة فاشيين مثل هانس كرستيان ستراش النمساوي الذي أعلن أن « على اوروبا نقل جميع الجهاديين الى جزيرة في الشرق الاوسط واحاطتها بالجدران وأبراج الحراسة ». حزب القانون والعدل البولندي: « اللاجئون يحملون الأوبئة ». ايفيت ليبرمان: « العرب هم طابور خامس » أو جان ماري لوبين، مؤسس الجبهة القومية ووالد مارين لوبين رئيسة الجبهة، الذي اقترح اعادة عقوبة الاعدام، وفعل ذلك « عن طريق قطع رؤوس الجهاديين مثل داعش ».

 

          كانت التقديرات أنه بعد الاحداث الدموية فان هذه الزعامات اليمينية في اوروبا ستستفيد من التأييد المؤقت، لكنه سيتراجع مع الوقت. ركبت مارين لوبين الموجة طول الطريق الى الانتخابات المحلية حيث أيدتها شقيقتها ماريون لوبين، وهي أصغر عضوة في البرلمان (26 سنة). « الاسلام كدين » أعلنت لوبين الشابة « لا يستطيع العيش بنفس المستوى في فرنسا مثل الدين الكاثوليكي. وعندما أرى اشخاص يحملون المواطنة الفرنسية يتجولون في الجلابية أكون مصدومة فان هذا الامر يزعجني ». ميري ريغف، شولي معلم واييلت شكيد لا يستطعن صياغة المشاعر بطريقة أفضل من هذه. ايضا ليبرمان كان سيقبل اقتراح الفتاة الشابة « طرد كل من يظهر في القوائم السوداء كمقرب من الجهاديين من فرنسا، فورا ». هذا نجح، فقد انتصرت لوبين في الجولة الاولى للانتخابات المحلية. كانت قوة حزب لوبين معروفة، وكان هناك تواجد دائم للارث العنصري لعدد من الفرنسيين في النسيج الاجتماعي والسياسي منذ ايام درايفوس والحركة البوغاريثية. مع ذلك تسبب نجاح لوبين بالصدمة. فرنسا؟ ارثها الجمهوري؟ وكأننا فوتنا هنا وكر للافاعي فقام بالسيطرة على كل الحقل. عندها جاءت الانتخابات في بداية الاسبوع، فتراجعت الجبهة القومية أمام التعاون بين الحزب الاشتراكي وحزب اليمين – الوسط (متى سيحدث هذا عندنا؟)، فعاد الموضوع الى الارقام المعهودة.

 

          من ناحيتنا تبقى فقط التفاهم بين مارين لوبين وبين رئيس الحكومة نتنياهو. بيبي يركب على الامواج وهو ماهر وصعد على موجة الدماء في باريس وأعلن: « قالوا في اسرائيل إن اوروبا قد تفهم حالنا الآن أكثر، وقد تفهم فرنسا اسرائيل بشكل افضل ». في مقابلة مع ايلانا ديان، ردت لوبين بمصداقية كبيرة: « نعم أنا أتفهم نتنياهو ». وعن هذا قيل: ذهب الزرزور الى الغراب.