خبر فشل الاطار -معاريف

الساعة 10:43 ص|14 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أوري سفير

          (المضمون: اليمين في الولايات المتحدة وفي اسرائيل وعدا أن الحرب في العراق ستكون ضربة قاضية للارهاب العربي. اليوم العراق محطم لكن القاعدة أوجدت داعش والارهاب العالمي في ازدياد - المصدر).

 

          يبدو أن الحدث الأهم في الاسابيع الاخيرة كان نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا الذي كان المرحلة الاولى في تطبيق اتفاق القوى العظمى مع ايران لمنع السلاح النووي. خبراء الوكالة التي تعتبر لها مصداقية على المستوى الدولي قالوا إنه منذ 2009 وبعد انتخاب براك اوباما لرئاسة الولايات المتحدة، فان الايرانيين لا يطورون كما في الماضي السلاح النووي.

 

          خبراء السلاح النووي الايرانيين، حسب قول رئيس الوكالة يوكيا أمانو، تعاونوا مع خبراء الوكالة بشكل كامل تقريبا. ويتم الآن نشر تقرير وتسليمه لـ 167 دولة عضوة في مجلس الطاقة النووية من اجل اعطاء الضوء الاخضر لاستمرار التطبيق المتبادل للاتفاق. هذه شهادة أولية ومهمة على أن ايران تنوي تطبيق الاتفاق وأنه في الـ 15 سنة القريبة سيُمنع تطوير السلاح النووي بفضل الاتفاق. وهذا انجاز مهم للسياسة الخارجية الامنية للرئيس اوباما.

 

          السؤال الذي يفرض طرحه هو ماذا كان سيحدث لو كان الحزب الجمهوري ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد نجحا في افشال الاتفاق؟ يمكن القول إن الايرانيين كانوا سيتوجهون الى تطوير السلاح النووي وأن خيار ضرب ايران عسكريا كان سيطرح من جديد. ولكان الشرق الاوسط سيجد نفسه في حرب شاملة.

 

          موقف « الحرب أولا » لليمين الجمهوري الامريكي واليمين الليكودي الاسرائيلي وجد تعبيره في سياق الحرب الامريكية في العراق بين 2003 – 2011. القيادة الامريكية (برئاسة جورج بوش) ونتنياهو ايضا وعدت بأن الحرب ستكون ضربة قاضية للارهاب العربي وتنشيء في بغداد نظام « مؤيد للغرب ». اليوم العراق مقسم والقاعدة أوجدت داعش والارهاب الدولي في ازدياد.

 

          إن فشل نظرية بوش ونتنياهو لم يقنع اليمين الامريكي والاسرائيلي بالخطأ الاستراتيجي للساسة عندهم. هذا اطار، في الولايات المتحدة وفي اسرائيل يوجد عميقا في موقف محافظ ويميني: العالم انقسم الى الأخيار (نحن) والسيئين (الأغيار ولا سيما العرب)، وفقط استخدام القوة يمكنه تغيير سلوك العالم العربي. ايضا في هذا الموقف هناك الحاجة الى استخدام القوة التي تبرر كل الوسائل سواء كان ذلك بالقصف الكثيف أو الاحتلال والسيطرة على المدنيين. هذه ايديولوجية مبنية على نظرية العنصرية تجاه الآخر وتجاه الأقليات في الولايات المتحدة وفي اسرائيل.

 

          ليس غريبا أن براك اوباما وبنيامين نتنياهو لم يجدا لغة مشتركة، وليس غريبا أن اسرائيل معزولة في العالم.

 

          توجد لرئيس حكومتنا لغة مشتركة مع المرشح الابرز في المنافسة على الرئاسة، دونالد ترامب، ايضا فيما يتعلق بالكراهية المطلقة للاسلام. ترامب يتحدث بلغة نتنياهو وهو متعنت ويكره الأقليات ويؤيد اقامة جدار عال على حدود المكسيك من اجل منع تسلل المكسيكيين (الذين يعتبرهم مغتصبين وسارقين)، ويكره المسلمين (الذين اتهمهم بتأييد ارهاب 11 ايلول).

 

          لو كان نتنياهو امريكي، وعلى ضوء قدراته الكلامية، لكان من أبرز السياسيين الجمهوريين. هنا هو دونالد ترامب فقير ولكن سياسي ناجح.