خبر سلاح الضعفاء- معاريف

الساعة 10:38 ص|14 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس غلبوع

 (المضمون: صحيح أن الارهاب الفلسطيني يشكل تهديدا متواصلا على المدنيين وعلى الاقتصاد، لكن وضعنا الامني الآن أفضل كثيرا مما كان عليه في السابق - المصدر).

 

          قائد كتيبة بنيامين، العقيد اسرائيل شومر، يعتبر أن جيل من الشباب الفلسطيني ولد بعد عملية « السور الواقي » وهو لا يخاف منا. صحيح أن الشباب الفلسطيني لا يذكر « السور الواقي »، وتربى في أجواء « المقاومة الشعبية » الفلسطينية (السكاكين، الطعن والزجاجات الحارقة) التي منذ بدأت في 2011، سمحت لها اسرائيل بالاستمرار دون التعرض لها في يهودا والسامرة.

 

          يبدو أنه منذ بدأ الارهاب الفلسطيني ضد الحاضرة اليهودية قبل مئة سنة، فان كل جيل من الشباب الفلسطيني يجب أن يتعلم في كل من جديد الخوف من اليهود. وحتى تعلم، فان المجتمع الفلسطيني تدهور وأصبح متخلفا، أما المجتمع الاسرائيلي فتطور وازدهر.

 

          تعالوا نضع الارهاب الفلسطيني في التسلسل التاريخي، من اجل الحصول على الاطار الصحيح لفهمه وفهم الواقع الامني الذي توجد فيه اليوم دولة اسرائيل:

 

          لنتوجه أولا لعدة ارقام. من 1920 وحتى تشرين الثاني 1947 حيث قررت الامم المتحدة اقامة دولة يهودية، قُتل بسبب الارهاب الفلسطيني أكثر من 700 يهودي. في تلك الفترة كانت الحاضرة اليهودية تضم فقط عدة مئات من الآلاف. في سبعينيات القرن الماضي تم اختطاف الطائرات وتمت عمليات قتل كبيرة أبرزها قتل 22 ولد في 1974 في معالوت في الحدود الشمالية. واستمرارا بالانتفاضة الاولى التي حدثت بين 1987 – 1993 حيث قُتل 164 شخصا. في الحاصل منذ 1920 وحتى ايلول 1993 (التوقيع على اتفاق اوسلو الاول) قُتل أكثر من ألف شخص.

 

          ومنذ ذلك الحين حيث تعهدت م.ت.ف برئاسة ياسر عرفات بوقف الارهاب وحتى نهاية الانتفاضة الثانية في 2005 قُتل أكثر من 1.200 شخص، معظمهم في عمليات في الحافلات ومراكز التسلية والشوارع وباقي المناطق في البلاد.

 

          من اجل الحصول على الصورة الصحيحة يجب التمييز بين فترتين تاريخيتين: الاولى منذ 1920 وحتى اقامة الدولة في 1948 والتي كانت فيها الحاضرة اليهودية صغيرة وضعيفة أمام الفلسطينيين، وشكل الارهاب الفلسطيني تهديدا حقيقيا للحاضرة اليهودية التي تدافع عن نفسها.

 

          الثانية هي منذ اقامة الدولة، وبالذات منذ 1967، حيث كنا الأقوى والفلسطينيون هم الضعفاء بكل معنى الكلمة. لم يشكل الارهاب الفلسطيني تهديدا حقيقيا على دولة اسرائيل، وتحول الى سلاح الضعفاء. سكين، بندقية، مخرب انتحاري يحمل المواد المتفجرة وحتى سلاح الصواريخ. كانت للارهاب ارتفاع وهبوط، وفي التسلسل التاريخي فانه في الفترة الحالية ضعيف جدا.

 

          صحيح أنه يخلق مشاكل أمنية غير بسيطة ويشكل تهديدا متواصلا على السكان المدنيين ويُلحق الضرر باقتصادنا. لكننا تعلمنا مواجهته ومواجهة تهديدات أخطر كثيرا. مهم أن نفهم ما هو مفهوم: هنا ليس سويسرا. أمامنا صراع طويل الأمد والكثير من السنوات سنمسك بالسيف والسعي الى ايجاد حلول بعيدة المدى.

 

          إن وضعنا الامني اليوم أفضل كثيرا من السابق بما في ذلك في مجال الامن الشخصي. ولو سُئلت اذا كنت أريد أن أولد في الفترة التي يسمونها عندنا « اسرائيل الجميلة » (قبل صعود الليكود الى الحكم في 1977 وقبل حرب يوم الغفران)، أو في الفترة الحالية، لكان جوابي بدون تردد: في الفترة الحالية.