خبر موجة الارهاب- يديعوت

الساعة 09:40 ص|13 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

هذا لا يتجه نحو الانتهاء

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: السطر الاخير. لشدة الاسف اخترنا ان نعيش بالذات هنا، ونحن سنعيش مع الارهاب لسنوات طويلة اخرى، ان لم نمت حتى ذلك الحين بنوبة قلب او بانفجار مخربة في باص في القدس او بطعنة سكين تمتشقها تلميذة الصف الثامن في مدرسة ما قرب قلنديا - المصدر).

 

« السطر الاخير »، كما درج على القول والكتابة عندنا، هو ان الارهاب الفلسطيني سيستمر. مع توقفات قصيرة وطويلة، مع سكاكين ومع نار من كمائن. لقد كان الارهاب دوما تقريبا، ودوما على ما يبدو، سيكون. فمن اختار السكن في « الفيلا في الغابة » يتعين عليه أن يأخذ في الحسبان امكانية أن تزحف بين الحين والاخر أفاعي سامة الى داخلها، والنمر، بعد أن افترس الجدي، سينتهز الفرصة بان باب الفيلا مفتوح لعدة ثوان فيتسلل اليها كي يفترس قطا صغيرا آخر. هذه هي الحياة في الشرق الاوسط العاصف خاصتنا.

 

واليكم عدة ملاحظات في هذا الشأن:

 

1. روتين الخوف. صعب حتى متعذر الجسر بين مشكلة ارهاب السكاكين وبين الحل. فهذا الارهاب يسقط ضحايا في داخلنا، حيث أن كل ضحية هو عالم بكامله لعائلته واصدقائه، وهو لا يميز بشكل عام بين عجوز ابنة 82 وجندي ابن 18. فمن أجل الطعن حتى الموت لا حاجة لمعسكرات تدريب: سكين، مقص، مفك، ستفي بالغرض.

 

          روتين ارهاب السكاكين يمكنه أن يفقد دولة كاملة صوابها. مرة واحدة في اليوم في مجمع تجاري في بئر السبع، وفي الغداة في دكان ساعات في تل أبيب أو في بسطة مرطبانات في سوق محنيه يهودا. هذا يكفيهم، وهذا يكفي كي يشعر ملايين المواطنين الاسرائيليين بخوف حقيقي: هل الرجل الذي أمامنا هو زميل أم مفترس؟

 

2. بلا اخطار. في ارهاب من هذا النوع ليس هناك أجهزة استخبارات يمكنها ان توفر البضاعة. فبين قرار المخرب وبين التنفيذ تمر احيانا دقائق فقط. والاعلام سيسأل بعد ذلك « اسئلة قاسية » (لماذا لم يكن اخطار؟ ولماذا وصلت سيارات الاسعاف في غضون 33 ثانية وليس في غضون 7 ثوان؟)، ولكن يوجد امامنا الان أربعة جرحى بجراح خطيرة.

 

          لما كان يكاد لا يمكن أن نعرف من سيختار منفذ العملية واين، فاغراق الشوارع والمفترقات بالاف رجال الامن والشرطة ليس حلا على مدى الايام. النتيجة: مع أن المخربين يجدون في النهاية حتفهم، الا ان الخوف يسود في كل زاوية اسرائيلية.

 

3. كيف الرد. من هو هدف الرد؟ الدولة؟ لا تقف أي دولة خلف حامل السكين. المنظمة؟ لا توجد منظمة. العائلة، البيت؟ حتى لو كان اقرباء المخرب يؤيدونه في قلوبهم، بصوت عال يشجبون الفعلة. أنهدم بيتهم؟ في العالم سيشجبوننا: فما هو ذنب أم لطفلة ابنة 14 امتشقت سكينا في الطريق الى المدرسة في وادي الجوز في القدس؟

 

4. المدرج. يكاد لا يكون لرجال جهاز الامن شك في أنه بعد السكاكين، الحجارة القاتلة، الزجاجات الحارقة والنار من الكمين، سيأتي أيضا الانتحاريون مع المواد المتفجرة المخبأة تحت ملابسهم. لقد سبق لنا أن رأينا هذا في الانتفاضة الاولى. وفي الثانية ايضا.

 

5. الردع. لا يوجد شيء كهذا. الموضوع هو تغيير التعريف. فيمكن مثلا ان نكتب هنا بان حزب الله يرتعد خوفا من الجيش وهو مردوع. كما يمكن القول ان حزب الله يتعلم الدروس ويجند عشرات الاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية وينتظر يوم الامر. هم سيقررون متى وأين. وماذا نقول في اليوم الذي يفتحون فيه النار؟ ان ردعنا لم ينجح في ذاك اليوم؟

 

6. ارهاب يهودي. محمد من مخيم اللاجئين في شعفاط، وبنوئيل من بؤرة فدية هما توأمان. محمد لا يعترف بالكيان الصهيوني وسيفعل كل شيء كي يخربه. وكذا بنوئيل لا يعترف بالكيان الصهيوني، ومن ناحيته فليذهب الى الجحيم. هما جانبان متطرفان يشعلان عود ثقاب قرب برميل من البارود، وليتفجر العالم ولتتفجر دولة اسرائيل.

 

7. السطر الاخير. لشدة الاسف اخترنا ان نعيش بالذات هنا، ونحن سنعيش مع الارهاب لسنوات طويلة اخرى، ان لم نمت حتى ذلك الحين بنوبة قلب او بانفجار مخربة في باص في القدس او بطعنة سكين تمتشقها تلميذة الصف الثامن في مدرسة ما قرب قلنديا.