خبر الفلسطينيون يريدون جدار واسرائيل تعارض- هآرتس

الساعة 09:36 ص|13 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عميره هاس

 (المضمون: ادارة جامعة خضوري قررت بناء جدار حول الجامعة لمنع الاحتكاك مع الجيش ومنع من هم ليسوا طلاب من الدخول الى الجامعة، إلا أن السلطات الاسرائيلية ترفض ذلك وقد صادر الجيش الجرافة التي حاولت تهيئة الارض لبناء الجدار - المصدر).

في الجامعة الفلسطينية التقنية خضوري في طولكرم أوجدوا حلا لمشكلة الصدامات اليومية مع الجيش الاسرائيلي والشبان: بناء جدار حول الجامعة، الامر الذي سيمنع غير الطلاب من الدخول ورشق الحجارة هناك، والذي يمنعهم من بناء الجدار هو الجيش الاسرائيلي. في منتصف تشرين الثاني بدأ مقاول فلسطيني بتجهيز الارض، عمل لمدة ثماني ساعات وعندها جاء الجنود والضباط، كما قال لصحيفة « هآرتس » نائب رئيس الجامعة الدكتور ضرار عليان. وحسب قوله « لقد دفعنا الجنود وضربونا وأهانوننا وصادروا الجرافة، رغم أننا قلنا لهم بوضوح ما هو هدف العمل ». الجرافة توجد حتى الآن في تل بجانب النقطة العسكرية.

توقف التعليم على الاقل 21 يوم في الاونة الاخيرة بسبب افتحامات الجيش الاسرائيلي للجامعة، مستخدما الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. دفيئات زراعية تعليمية تضررت، وضاعت أيام بحث سدى، أصيب 20 شخص بالرصاص الحي والعشرات أصيبوا بالاختناق من الغاز. لقد ضاق المحاضرون ذرعا وكذلك الطلاب وأهاليهم. التعليم هو أهم الآن، كما قرر مجلس أمناء الجامعة. اللجنة السياسية في طولكرم والتي تعتبر فتح فعالة فيها أيدت الامر، ومن هنا جاءت فكرة الجدار، وادارة الجامعة مستعدة لأن يقال عنها « متعاونة » في سبيل بناء الجدار.

جذور الجامعة التقنية تمتد الى الثلاثينيات حيث كان الانتداب البريطاني، وتمت اقامتها من أملاك الغائب الياس خضوري، وهو مليونير يهودي من مواليد العراق والذي مات في هونغ كونغ. أقيمت للعرب مدرسة في طولكرم ولليهود في تابور، وفي كتاب « عهود شقائق النعمان »  يصف الكاتب توم سيغف كيف أن القيادة الصهيونية قد خاب أملها حينما سمعت أن اموال خضوري لا تذهب فقط للتعليم اليهودي في ارض اسرائيل، والوريث القانوني كانت بريطانيا التي تم تخييرها بين الاستثمار في العراق أو في ارض اسرائيل. وقد جند حاييم وايزمن، شقيق خضوري، من اجل استثمار الاموال في البلاد. مدير قسم التعليم في حكومة الانتداب اقترح اقامة مدرسة لليهود والعرب معا. لكن الحركة الصهيونية كما يقول سيغف عارضت ذلك ونجحت. فقررت حكومة الانتداب اقامة مدرسة لليهود ومدرسة زراعية للعرب، والهستدروت الصهيونية وافقت في البداية وغيرت رأيها بعد ذلك وطلبت بناء مدرسة زراعية ايضا لليهود « كي لا يقال إن سيطرة اليهود في البلاد أضعف من سيطرة العرب ». يقول سيغف إن 600 دونم خصصت للمدرسة في طولكرم، لكن 200 دونم منها بقيت عام 1948 في الجانب الاسرائيلي للخط الاخضر. وبعد اقامة السلطة الفلسطينية خصصت بعض المباني و80 دونم لصالح كلية الزراعة في جامعة النجاح في نابلس، وفي 2007 أقيمت الجامعة التقنية الفلسطينية على باقي الارض المتبقية – خضوري هي الجامعة الحكومية الوحيدة في الضفة، ورسوم التعليم فيها منخفضة عن باقي الجامعات، تخدم الجامعة سكان المنطقة ولديها أحلام: اقامة متنزه تكنولوجي ومنطقة صناعية ومباني جديدة. وقد تبرع المليونير الفلسطيني منيب المصري بـ 4.5 مليون دولار من اجل اقامة كلية اقتصاد لتضم الى كلية الهندسة وكلية الزراعة والفنون والعلوم.

أحد الامور التي تعيق عمل الجامعة وتطورها اليوم هي تواجد الجيش الاسرائيلي الفعال في معسكر يبعد 200 متر فقط عن المكتبة وبالقرب من دفيئات التجارب. لم تستخدم تلك المنطقة هذا العام، ولكن في العام الماضي نعم. يتحدث الطاقم التدريسي عن رصاص دخل الى المكتبة، ورغم الخطر على الطلاب والعاملين ورغم أن الارض بملكية الجامعة، فقد قال متحدث الجيش الاسرائيلي إنه سيتم الاستمرار في استخدام الارض كمركز أمني. من الجهة الغربية وعلى بعد 200 – 300 متر يمكن رؤية جدار الفصل ونقطة الجيش، شارع رقم 6 وبوابة الدخول من اسرائيل الى المنطقة الصناعية « نتساف هشالوم ». وجميع الشكاوى الفلسطينية حول تلوث الجو والاضرار والمعاناة التي تسببها المصانع الاسرائيلية، لم تثمر.

منذ تشرين الاول حيث تجددت المظاهرات في الضفة ضد الاحتلال، بدأ الفلسطينيون بالصعود كل يوم تقريبا الى تلال التراب في خط المعسكر في خضوري. ومن هناك يرشقون الحجارة باتجاه نقطة الحراسة التابعة للجيش الاسرائيلي. والجيش يرد بوسائله بما في ذلك الدخول الى داخل الجامعة حيث يلقي الجنود قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع حيث يغادر الطلاب والعاملين بسرعة، يركضون شرقا، ويقترب سحاب الغاز ليدخل الى مباني اخرى التي يتم اخلاءها ايضا بسرعة. سيارات الاسعاف جاهزة وتشق طريقها بين الجموع. الآن اضيف القلق لصاحب الجرافة: حيث يخسر كل يوم 1000 شيكل بسبب توقفه، ولا توجد اموال لدى الجامعة لتعويضه.

في ظل غياب الجدار لا تستطيع الجامعة السيطرة على من يدخل الى داخلها: تستطيع حث الطلاب على عدم المشاركة في رشق الحجارة على الجيش، لكنها لا تستطيع السيطرة ايضا على من يأتون من مخيم اللاجئين المجاور أو طلبة المدارس أو شباب عاطلين عن العمل. « في محادثات غير رسمية قال لنا الاسرائيليون إننا نستطيع بناء الجدار قرب مباني الجامعة »، قال عليان. أي التنازل عن المنطقة الفارغة التي تملكها الجامعة. واضاف « أخاف أن يصعد مسلحون فوق هذا التل » لأنه حسب التجربة هو المسار، واذا لم يتم وقفه في الوقت المناسب، فان رشق الحجارة لا يضر حيث يتم اطلاق الغاز المسيل للدموع، إلا أن الاحباط والغضب قد يدفع البعض الى استخدام السلاح ضد اهداف رمزية أو ضد سيارات المستوطنين.

قال متحدث الجيش « في الاشهر الاخيرة هناك عشرات حالات الاخلال بالنظام من داخل الجامعة باتجاه الجيش ومعبر طولكرم والجنود المتواجدين هناك. حول الادعاءات بمنع اقامة الحدار، فان المقاول عمل دون الحصول على اذن، وفي منطقة ممنوع البناء فيها، وهذا سيلحق الضرر بالامن وهو مخالفة للقانون. لذلك تمت مصادرة ادوات المقاول وهذا امر قانوني. سيستمر الجيش في العمل على منع المخلين من الوصول الى شارع 6 والمنطقة الصناعية نتساني شالوم القريبين من الجامعة ».

في حوار بين من صادر الجرافة وبين عليان قال عليان: « هذا اثبات أنكم تريدون استمرار المواجهات ». متحدث الجيش لم يعقب على هذه الجملة.