تقرير شارع الواد بالبلدة القديمة.... صمود مقابل محاولات الإخلاء

الساعة 11:41 ص|09 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

في كل ومنذ أكثر من شهرين تقتحم شرطة الإحتلال شارع الواد في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وتقوم بحملات مداهمة للتجار الفلسطينيين ومخالفتهم على أبسط الأمور في محاولات منها للتضييق عليهم وإجبارهم على إغلاق محالهم التجارية.

المقدسي فرج إبراهيم عبد الرحمن 55 عاما يقول أن ما تقوم به قوات الاحتلال في القدس هي محاولة للضغط عليهم لإغلاق محالهم وترك الشارع وخاصة مع الأوضاع الاقتصادية السيئة في السوق.

يقول عبد الرحمن:« الأوضاع الاقتصادية في مدينة القدس صعبة جدا،  بدأت منذ العام 2000، إلا أن السوق أصبح في حاله موت منذ بداية أكتوبر الفائت، حيث إطلاق النار العشوائي والقتل واعتقالات من قبل قوات الإحتلال بدعوى نية الشبان تنفيذ عمليات.

ويتابع: » في البلدة القديمة ينتشر يوميا أكثر من 1000 جندي وشرطي إسرائيلي يقومون بإطلاق النار على كل من يشبه به بتنفيذ عملية، المقدسيون بدؤوا بالخوف من الوضع، ومن خارج المدينة لا أحد يستطيع الدخول إليها« .

وخلال حديثنا مع عبد الرحمن استوقفنا لاستقبال زبائن دخلوا محله، وفد سياحي من إيطاليا، قال وكانت الساعة تتجاوز الثانية ظهرا »هؤلاء أول من يدخل المحل« ، وبعد أكثر من ربع ساعة من السؤال عن ما يحتويه المحل والأسعار خرج السياح دون أن يشتروا شيئا.

وبعد خروجهم من المحل تابع حديثه قائلا: » هذا هو الحال الوفود السياحة التي تزوج الشق الشرقي من المدينة تزور الأماكن السياحية ولكن لا تتسوق أم تدخل مطاعم فلسطينية بل تعود للشق الغربي منها، المحتل عام 1948 لتتسوق وتقصد الفنادق فيها و المطاعم و المحال التجارية« .

هذا ليس حال عبد الرحمن فقط، بل أسواق البلدة القديمة كلها والتي أصبحت خالية إلا من أصحاب المحال في كل الشارع الذين يصرون على فتحها رغم عدم البيع، يقول عبد الرحمن أنها طريقتهم لمواجهة ممارسات تفريغ البلدة القديمة والسيطرة عليها، يتابع: » الهدف من الإجراءات تحويل البلدة القديمة لمتحف يهودي خالي من كل ما هو عربي، ونحن بصمودنا نخوض معركة من الإستيطان الذي يلقى دعما لا محدود بينما نحن سلاحنا الوحيدة الإرادة والإيمان بحقنا في هذه المدينة« .

عبد الرحمن لديه من الأبناء خمسة، يقول أنه لا يخشى على أحد منهم لأنه يؤمن بالقضاء والقدر وأن للإنسان عمر لن ينتهي إلا أذا كتب الله ذلك، ويؤمن أيضا أن ممارستهم لحياتهم الطبيعية دون خوف » واجب عليه وأبنائه القيام به، فهم ليسوا أفضل من الشهداء والمعتقلي و الجرحى« .

ليس ببعيد عن عبد الرحمن يقع محل المقدسي حسن الحروب، وهو رئيس لجنة التجار في الشارع، والذي تحدث هو أيضا عن كساد كبير ووضع اقتصادي وأمني سيء للغاية.

يقول: » كنا نعاني من إغلاق المدينة أمام أهالي الضفة، ولكن اليوم أهل القدس عزفوا عن الخروج للبيع والشراء بسبب الخوف من إجراءات الإحتلال والتواجد المكثف لجنود الإحتلال المسلحين والمستعدين بشكل دائم لإطلاق النار« .

وبحسب ما وصفه الحروب فإن الشارع الرئيسي الممتد من باب العامود وحتى المسجد الأقصى، وهو السوق الرئيسي في البلدة القديمة والذي تنتشر على جانبيه المحلات التجاريةـ، أضحى خاليا تماما إلا من القليل ممن تحركوا لفك حظر التجوال »الغير معلن« في البلدة القديمة.

ويتابع: » مع بداية الأحداث وفي أعقاب عملية مهند الحلبي في البلدة القديمة كان السوق شبه خاليا، لم تعود الحياة على ما كانت عليه الآن ولكنها بالتأكيد أحسن من ذي قبل".