خبر دعوا محطمي الصمت يتحدثون- هآرتس

الساعة 10:03 ص|03 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

منظمة « نحطم الصمت » هي منظمة حيوية للمجتمع الاسرائيلي لانها تصر على ان تذكر وتصف مظالم الاحتلال وانعدام الاخلاقية والانتهاكات الكامنة في اعمال جنود الجيش الاسرائيلي في المناطق. كما ان هذا هو السبب الذي يجعلها تعتبر كـ « وجع رأس » في نظر الكثيرين بين الجمهور بل وفي نظر شرطة اسرائيل التي يتعين عليها أن تدافع عمن يهددونها ويحاولون المس بها.

 

قبل نحو اسبوع اصدرت المحكمة، بناء على طلب الشرطة، أمر منع مناسبة عقدتها المنظمة في بار « دخان الزمان » في بئر السبع، بعد ان حاولت الشرطة قبل ذلك وضع المصاعب امام اصحاب المكان والمنظمين لمنع حدوث المناسبة. فقد فرضت الشرطة مطالب على اصحاب المكان وعلى المنظمة، بما فيها: سقف 40 مشارك، قائمة اسمية بالمشاركين وتوظيف حارسين على حساب البار او المنظمة. واستجابت المنظمة لكل المطالب، ولكنها رفضت مطلب تحملها المسؤولية عما يجري خارج النادي – وهو مطلب غير منطقي وغير معقول. ومع ذلك، ورغم المفاوضات التي جرت بين الطرفين، توجهت الشرطة الى اصدار امر منع للمناسبة، من طرف واحد.

 

بعد نحو اسبوع من ذلك خطط لمناسبة اخرى للمنظمة في « بار كيما » في تل أبيب. قبل نحو يوم من المناسبة وصل الى المكان افراد من الشرطة وسعوا الى التأكد من أن عدد المشاركين لن يتجاوز القيد الدائم في رخصة المحل التجاري. وعلى حد قول اصحاب المكان، كانت هذه هي المرة الاولى التي تزور فيها الشرطة في المكان في الثلاث سنوات ونصف من وجوده. كما روى صاحب المحل، بان أفراد الشرطة توقفوا عند تفاصيل رخصة العمل التجاري – كاسم صاحبه، الذي لم يجري تحديثه، وحقيقة أن الساحة تشكل زاوية تدخين رغم أن الامر لا يندرج في رخصة المحل.

 

المناسبة في تل ابيب جرت في نهاية الامر، وفي اثنائها، ورغم تواجد افراد الشرطة، ضرب نشيط يميني احد المشاركين. وبهذا السلوك تعبر الشرطة عن رسالة تقول انه ليس مناسبا اعطاء منصة لنشاط المنظمة لان الامر سيجر الى التعرض للتنكيل من المؤسسة الرسمية.

 

ان تخوف الشرطة من المس بالمشاركين في مناسبات « نحطم الصمت » والتي تترافق دوما بالتهديدات وظواهر العنف، مفهوم ومبرر. ولكن بدلا من اداء دورها والحفاظ على مبادىء الديمقراطية – وعلى رأسها حرية التعبير والاعراب عن الرأي – تضع الشرطة المصاعب امام المنظمة وليس امام من يهددونها، وهكذا تعطي ريح اسناد لانماط الارهاب، الاسكات والتخويف.

 

« نحطم الصمت » هي منظمة حرجة للديمقراطية الاسرائيلية. بدلا من الاستسلام لاجواء التحريض والعنف حولها، والتي اشعلها في الاشهر الاخيرة منتخبو الجمهور ورجال الاعلام، فان على الشرطة ان تؤدي دورها وتدافع عن المنظمة، نشطائها ونشاطاتها.