خبر المانيا العمياء- يديعوت

الساعة 06:40 ص|23 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: سنوات من العمى التام عن رفض الفلسطينيين لكل عرض للسلام، سنوات من غسل العقول الذاتي – أدت الى عجز فكري في اوساط النخب الاوروبية بشكل عام والالمانية بشكل خاص - المصدر).

 

تعيش المانيا الاسبوع الاخير في اضطراب في أعقاب العملية الرهيبة في باريس والمعلومات الاستخبارية عن نوايا رجال الدولة الاسلامية تنفيذ مزيد من العمليات ضد فرنسا، المانيا، بلجيكيا، ايطاليا والسويد.

 

ولكن اوروبا هذه ذاتها، في عصف الخواطر، منشغلة أيضا بالتجند لمساعدة الاجراءات التي بادرت اليها حملة المقاطعة ضد اسرائيل، والتي أصبحت الذراع الاعلامي لحماس. وهذه هي ذات حماس التي يدعو زعماؤها الى احتلال روما، بالضبط مثل زعيم الدولة الاسلامية.

 

ولكن اوروبا ترفض الانصات. « دير شبيغل » لم تنشر حقيقة أن  د.  يونس الاسطل، احد الراعين الروحانيين لحماس وعضو البرلمان عن الحركة، دعا الى « احتلال روما والامريكيتين ». كما لم تنشر المجلة ايضا حقيقة أن قناة حماس التلفزيونية تدعو ليس فقط الى قتل اليهود بل وايضا « المسيحيين حتى آخر واحد منهم ».

 

ولم تتوجه المجلة المتنورة في أي مرة من المرات للحكومة الالمانية أو للاتحاد كي يفحصا لماذا يستمر التمويل للسلطة الفلسطينية، رغم أن هذه تمول ارهابيين قتلوا يهودا. وهؤلاء هم ذات الارهابيين الذين لو كان بوسعهم فقط، لنفذوا العمليات في مكاتب المجلة ايضا. ولكن المجلة المحترمة تتكبد عناء الحر على مبادرات مؤيدي الارهابيين الذين يدفعون الى الامام المقاطعة ضد اسرائيل.

 

لو كان يخيل لاحد ما ان اوروبا توصلت الى كبد الحقيقة فلعله يتحرر من الاوهام. فالارهاب لا يتسبب بأي صحوة لمن أدمن على الاوهام. سنوات من « اذا كنا فقط لطفاء نحوهم فكل شيء سيكون على ما يرام »، سنوات  من اتهام اليهود، أي اسرائيل في أنها تعامل الفلسطينيين مثلما عامل النازيون اليهود، سنوات من العمى التام عن رفض الفلسطينيين لكل عرض للسلام، سنوات من غسل العقول الذاتي – أدت الى عجز فكري في اوساط النخب الاوروبية بشكل عام والالمانية بشكل خاص.

 

ينبغي الامل والصلاة في أن تنجح اوروبا في ان تتصدى للارهاب على نحو افضل من الطريقة التي تتصدى فيها للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ينبغي الامل الا يضرب الارهاب بها مرة اخرى. فالارهاب لا يفتح عيون النخب، بل يدفعها أكثر فأكثر نحو التضليل الذاتي. المشكلة ليست التشوش الذي خلقته تعليمات وسم المنتجات. المشكلة اخطر بكثير، لان ما يحصل لاوروبا يحصل ايضا لبعض من النخب في الولايات المتحدة. ومحظور الاستخفاف بالعجز الفكري لانه يؤثر على الرأي العام ولاحقا ايضا على النخب السياسية. فحذار أن نستخف به.