في الذكرى الثالثة لمعركة السماء الزرقاء

حوار الحساينة: المقاومة أرْسَتْ مُعَادلات يَصعُبُ تجاوزها والانتفاضة بحاجة لثلاثة عوامل إسنادية

الساعة 12:34 م|16 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. يوسف الحساينة في الذكرى الثالثة لمعركة السماء الزرقاء أن المقاومة الفلسطينية استطاعت بعد الحروب الأخيرة الثلاثة مع العدو أن تُرسي معادلات ميدانية وسياسية جديدة في إطار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الحساينة لـ« فلسطين اليوم » أن المقاومة لا تتعامل مع العدو بردات الفعل، وإنما تقاوم العدو الإسرائيلي بشكل مدروس وممنهج يراكم على نضالات شعبنا ويهيئ الحالة الفلسطينية لتحقيق أهداف إستراتيجية.

 الحساينة: المقاومة لا تتعامل مع العدو بردات الفعل، وإنما تقاوم العدو الإسرائيلي بشكل مدروس وممنهج

وقال القيادي الحساينة: المقاومة بكامل أذرعها العسكرية والسياسية انتقلت من مرحلة ردة الفعل، إلى التخطيط الإستراتيجي في استهداف العدو والرد على جرائمه (..) المقاومة أصبحت أكثر تنظيماً وأقوى تخطيطاً من جميع النواحي والحروب الأخيرة صقلت أدائها بحيث أصبحت تتعامل وتدير الصراع بحنكة متناهية.

وأضاف: المقاومة تتعامل مع الصراع في كل مراحله بما يناسبها من أدوات، وتتحين الفرص، وتتكيف وتراعي الظروف لا سيما ظروف شعبنا الذي يحتاج منا لمزيد من وسائل الدعم والصمود.

 المقاومة من ناحية التخطيط العسكري نجحت في الحروب الأخيرة الثلاثة بضرب عصب « إسرائيل »

وتابع: شعبنا الفلسطيني يمارس حقه في مقاومة الاحتلال الذي أقرته جميع المواثيق والعهود والقوانين الدولية والشرائع السماوية، والمقاومة ملتزمة بحقها وتختار الأساليب وفقاً لظروف المرحلة، وتدرس خياراتها بتأنٍ وقراراتها بعقلانية لتجنيب شعبنا مزيداً من الويلات ولتدعيمه للوقوف في وجه عدوه.

وأوضح أن المقاومة من ناحية التخطيط العسكري نجحت في الحروب الأخيرة الثلاثة بضرب عصب إسرائيل من ناحية إغلاق المطارات وتعطيل الملاحة الجويةالتى يستخدمها العدو فى التسلح وشن العدوان على شعبنا، إضافة إلى قصف الجسور التى تستخدم عسكريا واستهداف التجمعات الاستيطانية والمواقع العسكرية التي تمد قوات الاحتلال بالقنابل التي تنال من لحوم أطفالنا.

المقاومة تتعامل مع الصراع في كل مراحله بما يناسبها من أدوات، وتتحين الفرص، وتتكيف وتراعي الظروف لا سيما ظروف شعبنا الذي يحتاج منا لمزيد من وسائل الدعم والصمود

وبين أن المقاومة بعد الثلاثة حروب أقوى من أي وقت مضى وأنها على جهوزية تامة ولديها القدرة على إيلام العدو إذا ما فكر بارتكاب أية حماقة إسرائيلية، « المقاومة تتابع مجريات الأحداث بالضفة وتدرك في ذات الوقت أن الاحتلال يحاول جرها للحرب جديدة ».

وبين أن « إسرائيل » قدمت إلى ساحة المعركة في غزة في عدوان نوفمبر/2012 بأهداف مكشوفة وهي وقف صواريخ المقاومة، وإعادة الهيبة إلى الجندي الإسرائيلي المهزوم في الحرب التي سبقتها عام 2008/2009،واستعادة قوة الردع لجيشها المتاكلة وتحسس مواقف بعض الدول العربية إبان التغيرات السياسية التي حصلت في المنطقةبعد الربيع العربى.

- المقاومة نجحت خلال معركة السماء الزرقاء من فرض كلمتها على العدو من خلال الوصول إلى تفاهمات عام 2012 بقيادة الأمين العام لحركة الجهاد د. رمضان شلح، ورئيس المكتب السياسي لحماس الأستاذ خالد مشعل 

وأكد الحساينة أن « إسرائيل » خاب فألها عندما اصطدمت بمقاومة عنيدة أفشلت لها مخططاتها وبعثرت لها أهدافها في اللحظة الأولى، « المقاومة فاجأت العدو بامتصاص ضربة اغتيال القائد أحمد الجعبري وبدأت بضرب بقرتهم المقدسة تل أبيب والمدن المحتلة عام 1948، وبعدها استطاعت المقاومة فرض معادلة جديدة مفادها أن غزة باتت جبهة صعبة وان من حقها الرد بالطريقة التي تراها مناسبة على أية اعتداءات.

الجهاد الإسلامي كانت السباقة في ضرب تل أبيب/تل الربيع المحتلة على اعتبار أنها حركة مسئولة ولديها ادراك واعي  أن العدو يستهدف الكل الفلسطيني

وأشار أن المقاومة نجحت خلال معركة السماء الزرقاء من فرض كلمتها على العدو الإسرائيلي من خلال الوصول إلى تفاهمات عام 2012 بقيادة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. رمضان عبدالله شلح »أبو عبدالله« ، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الأستاذ خالد مشعل وبرعاية من الشقيقة مصر.

وحول مبادرة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد بالرد على جريمة اغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري، قال: رد سرايا القدس يدل على وحدة الحال والدم والمصير والهدف، ورسالة واضحة للعدو الإسرائيلي مفادها أن المقاومة وحدة واحدة لا تتجزأ وإن اختلفت التسميات، وأن من يمس احد قادة أو عناصر المقاومة فإن كل القوى مدعوة للانخراط في الرد.

وأضاف: الجهاد الإسلامي كانت السباقة في ضرب تل أبيب/تل الربيع المحتلة على اعتبار أنها حركة مسئولة ولديها ادراك واعي  أن العدو يستهدف الكل الفلسطيني ولن يُفَرِق بين أبناء حماس والجهاد وفتح وألوية واليسار..

الانتفاضة بحاجة لثلاثة عوامل لضمان ديمومتها أولها ضرورة أن ينخرط الكل الفلسطيني في فعالياتها الميدانية والثاني تشكيل لجان ميدانية فاعلة تهدف لإسناد أهالي الشهداء والاسرى والجرحى والثالث اتفاق القوى والفصائل على رؤية موحدة لتحقيق انجازات ملموسة

وأشار كذلك إلى أن الجناح العسكري لحركته كان مبادراً وسباقاً في الرد على اغتيال الشهيد القائد زهير القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، لافتاً أنها فتحت جبهة كاملة مع الاحتلال أطلقت عليها معركة »بشائر الانتصار".

وأكد القيادي الحساينة أنه وإن فقدت فلسطين رجل بحجم الشهيد القائد احمد الجعبري، فإنها قادرة على إنجاب ألف قائد، وان المقاومة قادرة على تجديد قياداتها وان المعركة مستمرة، قائلاً: رحم الله الجعبري ورفاق دربه أمثال الشهيد القائد دانيال منصور وصلاح أبو حسنين ورامز حرب لقد أسسوا لقوة المقاومة (..) وساهموا بتطوير المقاومة وردع العدو.

وأوضح أن المقاومة وفكرتها الطريق الأقصر للوصول إلى الأهداف والطموحات الوطنية المرجوة، وان من يعزز تكريس حالة الانقسام ويعمل على تذويب الحق الفلسطيني هي طريق المفاوضات

 الانتفاضة استطاعت أن تحقق في أقل من شهر منذ انطلاقها إنجازات ميدانية ملموسة على ارض الواقع

وعن مجريات انتفاضة القدس، أوضح أن الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والمدن المحتلة صامد في وجه العدوان الإسرائيلي ويسطر أعظم الملاحم، ويستلهم تلك البطولات من تاريخ المقاومة الفلسطينية.

وأشار الحساينة أن الانتفاضة بحاجة ماسة لثلاثة عوامل لضمان ديمومتها وتحركها السليم نحو الأهداف المرجوة أول تلك العوامل هي ضرورة أن ينخرط الكل الفلسطيني في فعالياتها الميدانية، وضرورة توسيع دائرة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي في كل نقاط التماس لضمان ديمومتها.

والعامل الثاني يتمثل في تشكيل لجان ميدانية قيادية في المناطق تدير فعاليات الانتفاضة في تلك المناطق تعمل على رعاية أهالي الشهداء والمعتقلين والجرحى، والعامل الثالث اتفاق القوى والفصائل على رؤية موحدة لتحقيق انجازات ملموسة يمكن نيلها في تلك المرحلة من الصراع.

القيادي الحساينة يطالب السلطة بضرورة إسقاط نهج (أوسلو) بشكلٍ كامل وبلا رجعة لانتقاصه من حقوقنا وتذويبه للقضية، ولتداعياته الخطيرة على الساحة والقضية الفلسطينية

وأكد أن الانتفاضة استطاعت أن تحقق في أقل من شهر منذ انطلاقها إنجازات ميدانية ملموسة على ارض الواقع، أولها أنها أعادت البوصلة إلى القضية الفلسطينية ورفعتها على أولوية الأحداث بعد تهميشها بسبب الانشغال العربي بالهموم الداخلية، وأنها تصدت لمحاولات اقتلاع الفلسطيني من القدس المحتلة، وعطلت فكرة التقسيم الزماني والمكاني للعبادة في المسجد الأقصى المبارك.

وطالب الحساينة حركة فتح على وجه الخصوص بضرورة أن تحث وتوجه جماهيرها للانخراط في فعاليات الانتفاضة، داعياً في الوقت ذاته السلطة إلى وقف كامل للتنسيق الأمني لما له مخاطر جمة على أبناء شعبنا.

القيادي الحساينة يحذر من الحراك الدولي الجاري حالياً بقيادة الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها جون كيري الهادف للالتفاف على الانتفاضة

كما وطالب السلطة بضرورة إسقاط نهج (أوسلو) بشكلٍ كامل وبلا رجعة لانتقاصه من حقوقنا وتذويبه للقضية، ولتداعياته الخطيرة على الساحة والقضية الفلسطينية.

وحذر القيادي الحساينة من الحراك الدولي الجاري حالياً بقيادة الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها جون كيري، مشيراً إلى ان هدف الحراك الالتفاف على الانتفاضة لحماية وإسناد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المستمر ضد الفلسطينيين.