خبر ردع ناجح -يديعوت

الساعة 10:32 ص|16 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: في اسرائيل يجري نقاش قانوني على هدم منازل المخربين. خير أن هكذا في دولة سليمة، هذا لا يتناقض وحقيقة انه حتى اليوم لم توجد في هذا الشأن ابتكارات افضل من جباية الثمن - المصدر).

 

انتهى أمس جدال فلسفي يعود لعشر سنوات حول هدم منازل المخربين. فالمخرب الذي قتل الحاخام ليتمان وابنه سلمته للجيش عائلته – ليس انطلاقا من محبة مردخاي بل فقط خوفا من هدم منزلها. توجد اسرائيل في حرب طويلة مع منظمات الارهاب الفلسطينية. وكانت الجولة السابقة انتهت بحسم عسكري وبتدمير للبنى التحتية، وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعلنا لا نرى بعد عمليات جماهيرية. فالرغبة في قتل اليهود قائمة، ولا تنقص سوى الوسائل. بعض من الادوات التي استخدمت من قبل تضمنت هدم منازل المخربين. والفكرة بسيطة: من يقتل يهودا يعرف ان بيته سيهدم. العائلة ستخلى، ذكريات الطفولة ستمحى، الممتلكات ستختفي. طريقة بدائية، ولكنها ذات رسالة واضحة.

 

لقد كان في اسرائيل عدد لا يحصى من الاصوات التي ادعت بان هذا لا يردع المخربين المحتملين. فالمنازل التي هدمت اعيد بناؤها، والعائلات تتلقى تعويضات فائضة من السلطة الفلسطينية، والابناء يتحولون الى ابطال. لجنة عسكرية برئاسة اللواء ايهود شني فحصت الموضوع في 2005 واعلنت بانها توصي بتجميد الاستخدام لهذه الاداة. هكذا ايضا بعض الباحثين الاسرائيليين. وكانت الحجج أمنية. اعتبارات الكلفة مقابل المنفعة. استنتاجات باردة من نظرية الالعاب. وهذه لم تتضمن في حساباتها بعد العقاب. خلافا لاولئك، فان المجموعة الثانية التي عارضت هدم المنازل كانت سياسية. فنشطاء اليسار الراديكالي وحقوق الانسان ممن احتجوا على العقاب الجماعي وفي نفس الوقت احتجوا على السياسة الاسرائيلية في المناطق. وقد استخدمت حجة الاهالي يدفعون ثمن اخطاء ابنائهم كأداة في المداولات القانونية.

 

وكانت « اللجنة ضد هدم المنازل » تصدرت الكفاح. فمن جهة ادعت ضد العقاب الاسرائيلي في المحاكم الاسرائيلية، ومن جهة اخرى شجعت الاعمال لمقاطعة اسرائيل في الساحة الدولية. وكان التمويل لنشاط اللجنة يأتي من الاتحاد الاوروبي، وبقدر ما من فرنسا.

 

لقد تجاهلت المجموعتان خط النهاية للحروب. فدارج الحديث عن استمرار السياسة كخط نهاية، غير أنه في الحرب، كل حرب مهما كانت، يوجد بعدان آخران: الردع والعقاب. فلا يمكن التنكر لحقيقة أن المدنيين يتضررون عندما تطلق النار وتقصف اهداف العدو. فلا توجد حروب نقية. ولا يمكن خلق ردع دون جباية ثمن.

 

في غضون بضعة ايام او اسابيع ستخرج اوروبا الى حرب ضد داعش. وهم سيقصفون من الجو ولعلهم يرسلون قوات برية. داعش هو عدو صغير، بعيد عن بيت الاوروبيين. وهو يهدد بصور الفظاعة وبالعمليات وليس باحتلال اوروبا. في هذه الحرب سيصاب مدنيون كما اصيبوا في افغانستان وفي العراق. ولا حاجة الى علم عسكري واسع او احساس بالنبوءة كي نعرف هذا. ورغم ذلك فالحرب ستنطلق على الدرب. فرنسا ستثأر، ولعل دول اخرى ستنضم اليها. وسيكون في هذه الحرب عقاب جماعي وردع. واذا ما عثر على منازل المخربين، فانها ستهدم حتى الاساس دون أي شك.

 

في اسرائيل يجري نقاش قانوني على هدم منازل المخربين. خير أن هكذا في دولة سليمة، هذا لا يتناقض وحقيقة انه حتى اليوم لم توجد في هذا الشأن ابتكارات افضل من جباية الثمن.