خبر عميدة الأسيرات... أسطورة النضال والجهاد

الساعة 08:31 ص|16 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

كما عودتنا المرأة الفلسطينية التي تربت على التضحية والفداء،،، وعانت كثيراً،،، وقاست وتحملت كل أنواع العذاب الجسدي والروحي والنفسي،،، فهيأ الشهيد وأخته وزوجته وأم الجريح وزوجته،،، التي زرعت في أبنائها حب الوطن والقضية،،، وعدم القبول أو الرضوخ لوجود المحتل الغاصب لأرضنا.

ومن بلدة عرابة البطوف في الداخل المحتل عام 1948 خرجت إحدى نساء فلسطين التي عشقتها وثارت لأجلها ودفعت وما زالت تدفع أغلى الأثمان ولم تلن لمرة واحدة أو تندم على مشوارها الجهادي،،، فهي مستمرة في أسرها خلف قضبان سجون الاحتلال.

الأسيرة لينا الجربوني التي ولدت في 11 من يناير/ كانون الثاني عام 1974 لأسرة فلسطينية في عرابة البطوف، القريبة من مدنية عكا الساحلية، وهي الأخت الوسطى من بين تسع شقيقات، وثمانية أشقاء رزقهم الله لوالدها من زوجتين.

تلقت لينا تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس القرية، وأنهت دراسة الثانوية العامة في الفرع الأدبي عام 1992 إلا أن وضع أسرتها المادي حال دون إكمال دراستها الجامعية، الأمر الذي دفعها للعمل في إحدى مشاغل الخياطة لمساعدة أسرتها كما أنها تلقت دورة تدريبية في تخصص السكرتارية الطبية في مدينة الناصرة.

تعتبر الأسيرة لينا الجربوني عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وهي الوحيدة التي تبقت في السجن بعد صفقة وفاء الاحرار، وهي معتقلة منذ 18 من أبريل عام 2002 وتقضي حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً، بتهمة تقديم مساعدات لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات ضد أهداف للاحتلال.

قضت 12 عاماً بين الألم والمعاناة , كان أشدها في بداية اعتقالها حيث قضت ثلاثين يوماً في التحقيق , تعرضت خلالها لصنوف مختلفة من العذاب والمرارة على أيدي المحققين الصهاينة, كما أنها تعرضت لضغوط كبيرة عندما تم اعتقال شقيقتها الأخرى وشقيقها أيضا للضغط عليها ولينالوا من عزيمتها إلا أنها أثبتت أنها عصية على الانكسار.

تعاني من عدة أمراض تتمثل في الصداع الدائم، وانتفاخات في القدمين والتهابات في المرارة تسبب لها مغص شديد وآلام حادة، وأجرت عملية جراحية لاستئصال المرارة بالكامل عن طريق الليزر, وبسبب خطورة وضعها الصحي لم تستطع الخروج لزيارة المحامي وهي بحاجة إلى رعاية بعد إجرائها العملية الجراحية.

رفض الاحتلال بشكل متكرر الإفراج عن الاسيرة الجربوني بعد قضاء ثلثي المدة، حين رفضت محاكم الاحتلال محكمة (الثلث)، التي طالب بها محامو الأسيرة الجربوني، في محاولة للتخفيف من الحكم الواقع عليها، وهو السجن 17 عاماً.

تقوم بصفة ممثلة للأسيرات في الحوار مع إدارة السجن، وفي متابعة شئون الأسيرات واحتياجاتهن والدفاع عن حقوقهن الأساسية.

تقف لينا أمام  سجانيها وممثلي المعتقل تطالب بحقوق الأسيرات وتصر على انتزاع الحقوق لها ولزميلات قيدها غير مكترثة لعقوبات تفرض عليها أو لغرامات مالية تتخذ بحقها وتقول لمن تحاوره من ممثلي السجون أنا هنا لانتزاع حقوق أخواتي الأسيرات مهما كلفني ذلك .

ولا تزال لينا صابرة في سجون الغدر والقهر، محتسبة آلامها في سبيل تحرير الأقصى والمسرى، معتبرةً أن حريتها ثمناً قليلاً لحرية فلسطين.