في حوار خاص مع وكالة

حوار المجدلاوي:الانتفاضة حققت انجازات مهمة ولا بد من توافر ركائز لضمان استمرارها

الساعة 10:19 ص|12 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جميل المجدلاوي :

لا بد من توافر ثلاث ركائز أساسية لضمان استمرار الانتفاضة

يجب أن لا يكتوي بنار الانتفاضة قطاع معين من شعبنا ويجب ان يتحمل الجميع العبء

الانتفاضة حققت انجازات سريعة ومهمة أهمها استحضار القضية والقدس واستحقاق المصالحة

انتفاضة الشباب صفحة مجد وبطولة لابد من جني ثمارها بإنهاء الانقسام أولاً

يجب على الرئيس دعوة لجنة تفعيل منظمة التحرير فوراً للانعقاد

يجب إعادة النظر في خطابنا والتركيز على أن مشكلتنا هي الاحتلال

نجاح مهمة كيري من فشلها في إجهاض الانتفاضة مرهونة بنا

فلسطين اليوم-غزة -خاص

أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جميل المجدلاوي أن الشباب الفلسطيني المنتفض والذي استلم زمام المبادرة أوصل رسالته للعالم أجمع وإلى العدو الصهيوني وللقيادة الفلسطينية أيضاً، بأنه لم يعد مقبولاً ولا ممكناً استمرار الأمور على ما هي عليه. وأوضح، أن هؤلاء الشباب أكدوا بسكاكينهم وحجارتهم وسياراتهم أن المقاومة بجميع أشكالها ستتواصل، وأنه أصبح لزاماً على الجميع الاستجابة لاستحقاقات هذه الانتفاضة.

وشدد النائب المجدلاوي على ضرورة استمرار هذه الانتفاضة، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب ثلاث ركائز أساسية تتمثل في ، القيادة السياسية، أي تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة، ومن ثم قيادات ميدانية تتابع وتقود حركة الجماهير في ميدان المواجهة مع العدو حتى تكون هذه القيادة هي الناظم والموجه وهي الحاضنة التي تراكم انجازات الانتفاضة على طريق الاستقلال والعودة. والتي مع الأسف لم تتشكل حتى الآن، فيما الركيزة الثانية تتمثل في الركيزة الاقتصادية، أي توفير مقومات الاستمرار وصمود الناس في ظل أشكال الحصار المتعددة التي يفرضها هذا العدو « الإسرائيلي »، ثم رعاية أسر الشهداء والجرحى والمصابين بما يخفف من معاناة الناس وآلامهم. معرباً عن أمله في أن تستجيب القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في تحقيق ذلك.

وتابع، إلى جانب ذلك، لا بد من اشتقاق سياسة اقتصادية ، تحقق توزيع العبء العادل للانتفاضة، بحيث لا يكتوي بنارها قطاعات معينة من جماهير شعبنا سواء كانت فئات اجتماعية أو مواقع جغرافية معينة. ولهذا لا بد من إيجاد مثل هذه الركيزة التي تحقق صمود الناس وفي نفس الوقت تحقق التوزيع العادل لعبء الانتفاضة.

وأضاف، أن الركيزة الثالثة التي يجب أن تتوفر لضمان استمرار الانتفاضة هي الركيزة الأمنية، أي تجميد وإلغاء ووقف أشكال التنسيق الأمني التي لازالت مستمرة بهذا الشكل أو ذاك مع العدو الإسرائيلي، ثم تحقيق وتوفير أعلى أمن ممكن من للانتفاضة والمنتفضين، وبشكل خاص مواجهة العنف الذي يمارس من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين على وجه الخصوص حتى لا تجد جماهيرنا ظهرها مكشوفاً أمام هذا العدو وإجراءاته القمعية، وهذا موضوع يمكن أن تقرر به القيادة شكلاً ومضمونا من حيث الزمان والمكان وأشكال الرد المناسب على هذه الجرائم.

وأوضح أن هذه الركائز الثلاث يجب توفيرها حتى تستمر الانتفاضة وتتواصل ومن ثم نضع الآليات بشكل مشترك ووطني وجماعي وعام التي تمكننا من تفعيل كل قطاعات الشعب لتستمر الانتفاضة بأشكالها المختلفة.

ورأى النائب المجدلاوي أننا يجب ان نعمل على تقسيم بعض فعاليات الانتفاضة لأيام كي نضمن استمرارها بمعنى تخصيص يوم للمهندسين ويوم للمعلمين ويوم للصحفيين ويوم للمحامين ...) ، حتى تتواصل الفعاليات في القطاعات الجماهيرية المختلفة، ولا يتحمل قطاع واحد من قطاعات شعبنا عبء الانتفاضة.

وفي السياق ذاته، شدد النائب المجدلاوي على ضرورة إنهاء هذا الانقسام الكارثي، لأنه بدون إنهائه ستكون هذه الصفحة صفحة مجد وبطولة يقدمها الشباب الفلسطيني. وحتى تراكم هذه الصفحة نتائج ملموسة وتشكل رافدة من الروافد التي تصب في نهر كفاحنا العظيم نحو الاستقلال والدولة لابد من إنهاء الانقسام وهذه مسؤولية الرئيس محمود عباس « أبو مازن » أولاً وقيادة حركة حماس ثانياً وبعد ذلك مسؤولية الجميع.

انجازات حققتها الانتفاضة

وحول الانجازات التي حققتها انتفاضة القدس، أوضح النائب المجدلاوي، أنه كان دائما لانتفاضات شعبنا انجازات، ولكن المشكلة كانت في كيفية استثمار هذه الانجازات، لافتاً إلى أن هذه الانتفاضة من أسرع الانتفاضات التي جنت ثماراً مبكراً، ويمكن ان تتراكم، وأول هذه الثمار هو استحضار القضية الفلسطينية من جديد على جدول الأعمال الاقليمي والدولي والكوني، مشيراً إلى أنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة ورغم مشاركة الرئيس عباس إلا أن الكثيرين بما في ذلك الأطراف الأقوى على الصعيد الدولي لم يتطرقوا للقضية الفلسطينية ولو بكلمة واحدة لأن العالم مشدود للساحات الساخنة في العالم العربي. والانتفاضة جاءت بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني لتضعها على طاولة البحث مرة أخرى إقليماً ودولياً وكونياً، وكل قطاعات الرأي العام تتفاعل الان مع الانتفاضة. إضافة إلى ذلك استحضار قضية القدس التي كان يعمل العدو الصهيوني على الابتلاع المتدرج لها ومرحليا تقسيمها في الزمان والمكان على طريق هذا الابتلاع، وجاءت الانتفاضة لتستحضر قضية القدس وتفرض على العدو الصهيوني ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بكل ما نعرفه عن نتنياهو بتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني أن يتراجع في بعض القضايا ولو كانت تفصيلية لكنها تؤشر إلى أنه بالإمكان أن نفعل الكثير. كما أنها حققت انجازاً آخر وهو ان الانتفاضة استحضرت استحقاق إنهاء الانقسام، معرباً عن عدم رضاه للطريقة التي عالج فيها اللقاء بين القيادي في حركة فتح عزام الأحمد والقيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق في بيروت قبل عدة أيام،  وما صدر عنهما حول تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة من بيروت، موضحاً أن هذا اللقاء والإعلان عن نتائجه كأنها تقول أن هذه القيادة وبالذات حركتي « فتح وحماس » لا تستطيعان أن تديرا ظهرهما للانتفاضة واستحقاق الوحدة كاستحقاق أول ورئيسي ومباشر لها وهذا يعطينا الفرصة لممارسة المزيد من الضغط حتى يتحول هذا الإعلان الذي سيظل حتى هذه اللحظة إذا استمر على هذه الشاكلة سيكون شيئاً من ذر الرماد في العيون والتحايل والالتفاف على الاستحقاق الحقيقي للانتفاضة، مؤكداً أنه مجرد أن يضطر الطرفان لمثل هذا اللقاء ومثل هذا الإعلان فهي إشارة إلى أننا نستطيع أن نمارس مزيداً من الضغط لإنهاء هذا الانقسام الكارثي.

وتابع قائلاً :« هذه الانجازات التي حققتها الانتفاضة علينا أن نوفر الحواضن التي تجعل من هذه الانجازات مراكمة على طريق الاستقلال والعودة.

استثمار نتائج الانتفاضة

وحول رؤية النائب المجدلاوي في كيفية استثمار نتائج الانتفاضة، أكد على ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة، واستعادة الوحدة الفلسطينية، وتحديد أهداف واضحة للانتفاضة، ثم توفير ركائز استمرارها وديمومتها، موضحاً أن هذه العناصر هي التي تجعلنا قادرين على أن نبقي بوصلة الانتفاضة في وجهتها الصحيحة. ونبقيها في إطار السعي من أجل إنجاز ثوابتنا الوطنية في الاستقلال والعودة الدولة. مستدركاً أن هذا لا يعني أن تحمل هذه الانتفاضة كل هذه الأهداف، ولكن أي مسعى لتحقيق أهداف مباشرة من هذه الانتفاضة مثل وقف الاستيطان، وإنهاء التقسيم الزماني والمكاني للقدس ينبغي أن تكون حلقات في سلسلة الكفاح الوطني الفلسطيني نحو الدولة المستقلة والعودة.

الأولوية الفلسطينية

وحول الأولوية التي يجب اتخاذها فلسطينياً، أوضح المجدلاوي أن المطلوب هو التوافق، وعنوان التوافق هو تفعيل لجنة منظمة التحرير باعتبارها الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وهو ما تم الإجماع عليه في حوارات القاهرة. مشيراً إلى أن هذا الإطار يجمع قيادات الصف الأول المُقررة بما فيها الرئيس عباس وأعضاء اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل. لافتاً إلى أن الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أهميتها هي شكل من أشكال تقطيع الوقت والهروب من مواجهة الاستحقاق المتمثل في تفعيل لجنة منظمة التحرير.

وطالب الرئيس عباس دعوة لجنة تفعيل منظمة التحرير للانعقاد على طريق إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير ومؤسسات السلطة برمتها والاتحادات والمنظمات الشعبية والمنظمات المهنية على أسس وطنية ديمقراطية جامعة بالانتخابات الديمقراطية الشاملة في كل مؤسساتنا أينما نستطيع إجراء هذه الانتخابات وبأعلى توافق ديمقراطي ممكن في المواقع التي لا نستطيع إجراء الانتخابات فيها حتى نستطيع تجدد شباب هذه المؤسسات.

وقال عن نفسه: » أنا دخلت المجلس الوطني في عمر الشباب، والآن أبلغ من العمر سبعين عاماً، فمطلوب تجديد شباب هذه المؤسسات وتجديد شرعيتها، ومطلوب فتحها لكي تصبح مؤسسات توحيدية، ومطلوب اتباع أساليب ديمقراطية في إدارتها، وهذا المفتاح كله بيد الرئيس عباس وليس بيد أحد غيره.

نجاح كيري وفشله مرهون بالموقف الفلسطيني

وعن إمكانية نجاح مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي تهدف إلى إجهاض الانتفاضة، أوضح النائب المجدلاوي أن الانتفاضة أعطت رسالة ملخصها أن طريق التفاوض مع العدو بالرعاية الأمريكية طريق عقيم ويجب مغادرته، وعندما اندلعت الانتفاضة جاء الأمريكان للمنطقة. والرسالة الثانية للأمريكان وغيرهم « إذا ما وفرنا قيادة موحدة لهذه الانتفاضة تحافظ على ديمومتها واستمرارها وجعلها جزء من المراكمة على طريق الاستقلال والعودة، عندها لا تستطيع امريكا ولا غيرها تجاهل حركة هذا الشعب، هذا هو مضمون هذه الحركة وهذا مضمون هذه النتيجة ، وهي من النتائج التي يجب أن تذكر للانتفاضة. موضحاً أنه عندما ركز على النتائج الثلاث الأولى لا يعني أن ليس هناك نتائج أخرى للانتفاضة ولكن النتائج الثلاثة التي ذكرها سابقاً هي الرئيسية من وجهة نظره.

وقال المجدلاوي: » إذا نجح كيري في إجهاض الانتفاضة حينها يكون الخلل فلسطينياً، ومن الطبيعي أن تحرص أمريكا وإسرائيل على وأد الانتفاضة وحرفها عن مسارها إذا استطاعوا، لكن القرار عندنا وإذا كنا متنبهين لهذه المحاولات ومستعدين لإفشالها سنفشلها والسير للأمام، لكن إذا وجدت في صفوفنا خاصة في الصف القيادي اتجاهات وتيارات مستعدة للتكيف مع هذه المحاولات في إطار السياسية التي تقول نفي بالتزاماتنا ونترك العالم يضغط على « إسرائيل » إذا استحضرت هذه السياسية مجدداً ستنجح المحاولات الأمريكية.

وتمنى المجدلاوي أن يكون الحضور الفلسطيني بشأن القضايا الفلسطينية أعلى مما كان عند اتفاق العاهل الأردني الملك عبد الله ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول المسجد الأقصى.

آلية إظهار حقيقة الصراع للرأي العام

وبشأن محاولات إسرائيل إظهار المشكلة على أنها حول المسجد الأقصى فحسب، مستبعدة الاستيطان والجدار العازل والانتهاكات والمعتقلين وغيرها .. قال المجدلاوي:" هذا عنوان لمعركة إعلامية سياسية مع العدو الصهيوني، وينبغي أن نعيد الأمور إلى نصابها، وهي أن هناك احتلال يجب أن يزول، متسائلاً لماذا تظهر مثل هذه التفاصيل وتطغي على الصورة برمتها؟ مجيباً لأننا نتبنى رسمياً سياسية تشجع العدو الصهيوني على مثل هذا الأمر. وأضاف، عندما يصبح العنوان الفلسطيني في العودة للمفاوضات بوقف مؤقت للاستيطان والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى على أهمية ذلك، هذا معناه أن العالم سيعتاد على الحديث في التفاصيل معنا، لكن عندما نقول أن المسألة هي مسألة الاحتلال برمته عندها نعيد الأمور إلى نصابها.

وأكد أن هذه معركة من المعارك التي يجب أن نعيد النظر في طريقة خوضنا لها لكي يبقى ماثلاً أمام العالم الاحتلال بقضه وقضيده، الاحتلال بكل ممارساته وسياساته التي يعتبر تهويد القدس جزء منها، والجدار العازل ، والتعديات والمعتقلين والاستيطان جزء منها، لكن العنوان الأكبر هو الاحتلال، بالتالي لا يجوز أن نسمح بأن تطغى التفاصيل على الموضوع الأساسي وهو الاحتلال هذا شكل من أشكال المراجعة المطلوبة في أدائنا الفلسطيني.