خبر لقاء اوباما – نتنياهو -يديعوت

الساعة 08:58 ص|11 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

تبقى المسرحية

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: بخلاف اسرائيل حيث الاحداث الكبرى تأتي مصادفة فان في امريكا كل شيء محسوب بالمصالح  - المصدر).

 

الرئيس اوباما ليس لاساميا. بعيدا عن ذلك، فهو صديق العديد من اليهود في الولايات المتحدة ولهذا يصعب عليه أن يفهم ما هو هذا الاهتمام الذي لدينا بالدولة القومية. وهو لا يكره اسرائيل، بل يؤمن بانه فقط لو كانت اسرائيل تريد، فقط لو كان نتنياهو يقرر، لكان ممكنا صنع السلاح ليسجل في صفحات التاريخ. مسألة ايمان، مثلما سار المسيح على الماء.

 

اوباما ليس مسلما، انه ببساطة ليبرالي متطرف يؤمن بالخير الذي في الانسان، في أن الجميع يمكنهم أن يكونوا هكذا. عندما تحدث في بداية ولايته الاولى في جامعة القاهرة عن حقوق الانسان وعن الاسلام كدين السلام، قصد ذلك من كل قلبه. ولهذا فقد سعى لان يحتوي، لان يمتنع عن الاحتكاك، لان يتقرب. ليس هذا ذنبه في أنه بعد سبع سنوات انقلبت القاهرة مرتين، باسم الاسلام ذبح منذئذ مئات الالاف، تنظيم لمتعطشي الدماء باسم الدولة الاسلامية يقطع الرؤوس ويصفي (هكذا في الفظيعة الاخيرة) 200 طفل كي يوجه رسالة.

 

اوباما ليس غبيا، وكذا ايضا وزير الخارجية كيري. فقد وقعا على الاتفاق النووي مع الحكم الايراني بعد أن قررا بانه حان الوقت للتخلي عن المسرحية. لم يكن للولايات المتحدة أي نية لهجوم عسكري على ايران – لا في عهد بوش وبالتأكيد ليس في ولاية اوباما. كل ما تبقى هو ايجاد السلم للنزول عن الشجرة. بعد افغانستان، العراق والظل التاريخي لحرب فيتنام، لم يتبقَ للامريكيين أي شهية لحروب كبرى وبعيدة. لاوباما، منذ اليوم الاول في منصبه، بعد جائزة نوبل للسلام، لم تكن أي نية للخروج الى الحروب.

 

ليس ثمة أي شيء يأتي بالصدفة في القرارات التي اتخذها اوباما منذ انتخب لمنصبه، ليس ثمة أيضا أي شيء مفاجيء. مثل فرانك سيناترا، فعل ذلك بطريقته حتى عندما وقف الاسرائيليون في طريقه. ها هو الفرق كله بين واشنطن والقدس: قانون الصدف.

 

في اسرائيل تنشأ الحروب بالصدفة، الموظفون الكبار يعينون بطريقة « صديق يجلب صديقا »، الوزراء يتغيرون بين اليوم والغد والحكومات تسقط على نحو مفاجيء. اذا ما سقط احد الصواريخ الطائشة التي تسقط هنا وهناك في النقب لا سمح الله على روضة أطفال، فستندلع حملة عسكرية. اذا ما انتهت عملية واحدة بسفك دماء كبير، فان الاستراتيجية ستتغير. القرارات تصعد وتسقط بسرعة البوست على الفيس بوك. نسبة غير المرتقب تفوق المرتقب. ليس في أمريكا. ليس لدى اوباما. هناك الامر معاكس: ليس ثمة أي شيء صدفة في الاتفاق مع ايران، ليس ثمة أي شيء عاطفي أو متسرع بالنسبة لاسرائيل، توجد فقط مصالح. دوما كانت فقط مصالح.

 

بعد سبع سنوات في البيت الابيض يخيل ان لقاء أمس بين نتنياهو واوباما كان الاول الذي تذوق فيه الرجلان من شجرة المعرفة. لا فرحا مثل نزع الشك، يقال عندنا. مشكوك اذا كان الفرح هو الوصف السليم للقاء أمس، ولكنه بلا شك تم بعد مسيرة طويلة من نزع الشكوك. فلو كان نتنياهو اعتقد ان الامريكيين سيقومون نيابة عن اسرائيل بالعمل ازاء ايران فقد اكتشف أن لا. واذا كان اعتقد بان ارادات اسرائيل او السعودية في الصراع مع ايران هامة، فقد اكتشف بان ما هو مهم هي مصالح الولايات المتحدة.

 

نتنياهو لا يستطيب اوباما، والرئيس الامريكي لا يستطيبه. هذه حقائق الحياة. والاجوبة على الاسئلة من المذنب ومن بدأ ليست بهذه الاهمية. فها هو الرئيس بوش استطاب اولمرت ورغم ذلك في 2007، عندما جاء اليه اولمرت ودغان مع فكرة الهجوم على المفاعل في سوريا، بعث بهما الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبتعبير آخر: القى بهما كي يتدبرا نفسيهما بنفسيهما. الاستطابة ليست القصة في واشنطن، وكذا هو ايضا العداء المتبادل.

 

وبالنسبة للفلسطينيين ايضا، لم تتبقى شكوك. فلو اعتقد اوباما بان نتنياهو يخطط لخطوة بعيدة المدى للسلام، فقد فهم منذ الان بان هذا لن يحصل لديه. فجولات المفاوضات التي اديرت مع الفلسطينيين في السنوات السبعة الاخيرة كانت مصادفة بالضبط مثل الحروب معهم. نتنياهو يقول « دولتين للشعبين » ويشدد على دولة فلسطينية مجردة، ولكنه يقصد صيغة مختلفة تماما عما يقصده اوباما.

 

العلاقات بين الرجلين مهنية وأديبة، قال السفير شبيرو. وبكلمات اخرى: لا توجد قصة غرام، لا توجد مصالح كبرى يمكن الاتفاق او الشقاق عليها. تبقى المسرحية.