بقلم: أسرة التحرير
رئيس منظومة الاعلام الوطني يتبوأ منصبين – الناطق الرئيس بلسان رئيس الوزراء ومنسق الناطقين بالسنة كل الجهات الرسمية العاملة في مجالات الدبلوماسية والامن: الجيش الاسرائيلي، وزارة الخارجية، المخابرات، الشرطة ومنسق اعمال الحكومة في المناطق.
بعد محاولات عقيمة لاقامة وزارة اعلام برئاسة وزير (اسرائيل جليلي، شمعون بيرس، اهرون يريف)، وجد نفسه بشكل عام يصطدم بالسياسيين الطموحين الاخرين وعلى رأسهم رجال وزارة الخارجية، اوصت لجنة فينوغراد التي تشكلت في اعقاب حرب لبنان الثانية في 2006، بتعيين موظف على مستوى رفيع لتنسيق مساعي الاعلام للسياسة الحكومية. وافترضت اللجنة، ببراءتها، فرضيتين: ان تكون للحكومة سياسة ما، وانه سيكون ممكنا شرحها للجماهير في الداخل وبالاساس في الخارج. ولمنصب رئيس المنظومة يفترض أن يعين ناطق مهني، خبير سواء في عمل وسائل الاعلام ام في الادارة. واضافة الى ذلك، عليه أن يكون ايضا مقبول شخصيا من المسؤول المباشر عنه، رئيس الوزراء.
من كل هذه المطالب، يحتمل أن يكون د. ران براتس يستجيب للمطلب الاخير، واذا كان هكذا بالفعل، فانه يفهم بان بنيامين نتنياهو يشاركه في ارائه في المواضيع عن روبين ريفلين وبراك اوباما، في احتقاره لوزير الخارجية جون كيري وفي تطلعه لبناء بيت المقدس (الهيكل). والبديل الاخر هو الجهل: نتنياهو لم يعرف ولم يكلف نفسه عناء فحص ماذا يفكر براتس وكيف يعبر عن نفسه. في المواد الاكثر جوهرية لمنصب الاعلامي الوطني فان العلامة التي كانت لجنة التعيين ستمنحها لمرشح كبراتس لا تبتعد عن الصفر.
وكالمعتاد في مثل هذه الحالات، فان مزايا نتنياهو على مدى سنوات حكم، وليس المرشح الغريب هو المذنب. فكل المسؤولية ملقاة على المسؤول، الفاشل المواظب. فعملية تصنيف المرشحين والاختيار منهم تعكس اهمال نتنياهو وطابعه الهاوي، مثلما هو ايضا اصراره على ألا يتعلم من اخطائه – التي وجدت تعبيرها في قضايا محرجة رافقت تعيين رئيس الاركان، المفتش العام ومحافظ بنك اسرائيل – كي يتحسن.
بعد آخر في قرارات نتنياهو الغريبة هو التوقيت. عشية سفره الى برلين تفوه بالهراء في موضوع المفتي الذي سوق لادولف هتلر فكرة ابادة اليهود، وعشية رحلته الى واشنطن، والتي من المتوقع في اثنائها، ضمن امور اخرى، ان يبحث مع اوباما في رزمة المساعدة الامنية التي تمنحها الولايات المتحدة لاسرائيل، امتشق تعيين الاعلامي، الذي أعلن على الملأ بان اوباما لاسامي وكيري صبياني. وبدلا من التسلق على الفور من الحفرة ووضع حد للمهزلة، أخر نتنياهو بفخار قراره التخلي عن تعيين براتس، الى ما بعد الزيارة.
عندما يكون تعيين واحد أو اثنان فاشلين، فلعل العلة قد تكون في المرشحين. اما عندما تواظب الظاهرة وتكون ثابتة جدا، فسيضطر حتى أسلس الاعلاميين ان يعترف بان المسؤول ببساطة ليس ناجحا.