تقرير سلامة أبو جامع.. طلب الشهادة ونالها

الساعة 07:07 ص|07 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

« سأكون غدًا على موعدٍ مع فرحي ».. لم تأبه « فاطمة » لجدية هذه الكلمات التي أخبرها بها شقيقها سلامة موسى أبو جامع (23 عامًا)، قبل أن يتوجه صوب السلك الحدودي الفاصل للاشتباك مع جنود الاحتلال « الإسرائيلي ».

الشاب سلامة لًبًى مع عشرات الشبان الآخرين لدعوات شبابية للمشاركة في جمعة غضب جديدة للاشتباك على نقاط التماس مع جنود الاحتلال شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، ليعود أخيرًا محمولاً على الأكتاف وقد تحققت أمنيته بالشهادة منذ أن انطلقت انتفاضة القدس مطلع أكتوبر الماضي.

تقول فاطمة بكلمات خالطها قطرات الدموع التي أغرقت عينيها: « لقد طلب الشهادة ونالها.. تقبله الله ».

وتضيف في لقاء خاص بمراسل وكالة فلسطين اليوم الاخبارية: « قال لي قبل يوم من استشهاده: غدا سيكون عُرسي بإذن الله!!، فسألتُه أي عرس تقصد؟ فأجاب عرس الشهادة.. ».

وأصابت رصاصة قلب سلامة أطلقها صوبه قناص إسرائيلي خلال مواجهات اندلعت الجمعة بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين وجنود الاحتلال المدججين بالأسلحة على حدود بلدة عبسان الجديدة بالقرب من البرج العسكري المعروف (بالفراحين)، شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ورغم ألم الفراق على وداع شقيقها، تؤكد فاطمة أن دمائه رخيصة من أجل القدس والمسجد الأقصى، ووقودا لاستمرار الانتفاضة« .

وشددت على ضرورة محاربة الاحتلال وضربه أينما تواجد على الأرض الفلسطينية.

واضطرت عائلة الشهيد سلامة اللجوء للسكن داخل مأوى بديل (كرفان خشبي) في منطقة الزنة ببني سهيلا ، وذلك بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلها خلال العدوان الاخير صيف 2014.

ويشير شقيقه الأكبر محمد أبو جامع إلى أن الشهيد تعرض لإصابة سابقة خلال مواجهات قرب السلك الحدودي الفاصل، ويؤكد أنه كان دائم التحدي لجنود جيش الاحتلال، ولم يأبه يومًا للأسلحة المدججة بحوزتهم، فقد نذر نفسه شهيدًا على طريق الجهاد والمقاومة.

وتابع: »توقعنا نبأ استشهاده في كل لحظة، كونه كان يردد طلب الشهادة كثيرا« .

أما والدة سلامة فتبدو صابرة محتسبة، لم تغادر شفتيها الدعوات إلى الله عز وجل بأن يتقبله شهيدًا في عليين.

وأخذت الوالدة تعدد بعضًا من مآثر نجلها، مشيرة إلى أنه كان يتمتع بصفات حميدة أجبرت المحيطين به إلى حبه والتعلق به، فضلاً عن شخصيته التي عكسها في مساعدة وعون الناس ومشاركتهم في مناسباتهم ».

وفي حديث عبر (وكالة فلسطين اليوم الاخبارية)، أبدت والدة الشهيد سخطها على صمت العرب والمسلمين تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم وانتهاكات يومية. وتساءلت: « ألهذا الحد دماء أبناءنا رخيصة. حسبنا الله ونعم الوكيل ».

وفي موكب جنائزي مهيب، حمل سكان منطقة الزنة شهيدهم مرددين هتافات تؤكد مواصلة الجهاد والمقاومة حتى النصر أو الشهادة.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الأوروبي إلى منزل الشهيد بعد إلقاء ذووه نظرة الوداع عليه، ومن ثم تم الصلاة على جثمانه الطاهر في مسجد حمزة قبل مواراته الثرى في مقبرة الشهداء ببلدة بني سهيلا.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق عن ارتفاع عدد شهداء انتفاضة القدس بغزة إلى 18 شهيد ،و 870 اصابة تنوعت بين استهداف بالرصاص الحي والمطاطي واختناق بالغاز المسيل للدموع.