خبر فلسطينيون يطوعون « Zello » في نقل أخبار انتفاضة القدس أولاً بأول

الساعة 04:17 م|05 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

« شباب الإشارة الآن طوارئ » بهذه الكلمات يفتتح مشرف قناة « Palpress » فترة زمنية مخصصة لتغطية الأخبار العاجلة لما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة من أحداث ميدانية، ويبدأ بالسؤال عن المراسلين « القدس » و« رام الله » و« الخليل » و« نابلس » « غزة » ... وتتوالى الإجابات كلا من منطقته.

إشارة الطوارئ 30 ثانية فقط يخرج المراسل بأهم ما يجري في المنطقة التي يغطيها، لتلافي إشغال القناة وتمكن الجميع بالخروج بإشاراتهم العاجلة.

هذه صورة ما يجري عبر تطبيق زيلو « للتواصل الاجتماعي » والذي أستخدمه مجموعة من النشطاء والصحافيين الفلسطينيين لتغطية الأخبار العاجلة خلال الأحداث الأخيرة في الضفة، ومن قبلها الحرب على قطاع غزة.

وزيلو هو تطبيق دردشة مجاني، عبر الهواتف الذكية وطريقة استخدامه تقوم على فكرة « أضغط...تحدث » وهو ما جعله مناسبا لنقل الأخبار بشكل سريع، كما يقول الناشط نضال الوحيدي (25 عاما) من مدينة غزة.

يقول الوحيدي ، إن الفكرة بدأت عندما أنشأ ومجموعة من النشطاء والصحافيين قناة على البرنامج الذي كان يستخدم للتواصل فيما بينهم بشكل فردي، وبدؤوا يتداولون الأخبار، في حزيران 2014، وأطلقوا عليها « palpress ».

كانت القناة في البداية تركز على نقل أحداث غزة ثم القدس، يقوم عليها 30 صحافيا وناشطا، إلا أن أحداث الحرب على القطاع فيما بعد جعلها تؤخذ منحى آخر.

ويضيف  الوحيدي: « الانطلاقة الحقيقية كانت في الحرب، حيث زاد عدد متابعي ومراسلي القناة إلى 2000 خلال 15 يوما فقط ».

هذه القناة ساعدت الصحافيين والمواطنين العاديين أيضا في معرفة أخبار الحرب في حينه، خاصة مع انقطاع الكهرباء المتكرر، ويقول الوحيدي:« البعض كان يستخدم الهواتف لمتابعة القناة فقط، كبديل عن وسائل الإعلام التقليدية ».

ومن النجاحات التي يفتخر بها الوحيدي وطاقم القناة تغطيتهم لأحداث الشجاعية رغم الأوضاع السيئة التي عملوا بها، وسبقت القناة في تغطيتها وسائل الإعلام التي لم يستطيع مراسليها الوصول في أول أيام« .

لم تكن القناة في الحرب فقط لتغطية الأخبار بل كانت ملجأ لكل المواطنين للمناشدة وإيصال صوتهم في ظل حالة الحصار والإصابات وعدم تمكن الطواقم الطبية من معرفة مكانهم.

ويستذكر نضال إحدى هذه الإشارات من شاهد عيان شاهد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في شارع الجلاء، كان من أخطر المناطق القصف بغزة، وحيدا حتى سمعها أحد المسعفين ووصل إليه.

لم يكن العمل في القناة منذ البداية عشوائيا، بل ضمن قواعد وضوابط وضعت مسبقا، كان على من يريد الانضمام إليها الانضباط بها ومن بينها بحسب الوحيدي: » عدم التطرق إلى الأخبار المتعلقة بالانقسام أو القضايا الداخلية أو الحزبية أو الخروج بإشارات عن مناطق إطلاق صواريخ المقاومة« .

الوحيدي وزملاؤه لم يتوقعوا الاستمرار بعد الحرب، إلا أن تدحرج الأوضاع الميدانية في الضفة والقدس ضمن للقناه ذلك، ليتضاعف عدد المتابعين 10430 حاليا من كل فلسطين التاريخية والشتات، والسبب كما يقول الوحيدي، هو الثقة التي نالتها القناة والتي استمرت في عملها بعد الحرب من خلال تفعيل تغطية الضفة واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

الوحيدي يقول إن تجربتهم الرائدة في استخدام البرنامج لاقت اهتمام عدد من المؤسسات الإعلامية التي حاولت تعميمها: » لم تبق حبيسة فلسطين، فبعد انتشار فكرة القناة تلقينا عرضا من مؤسسة أنترنيوز« الدولية لتبني الفكرة و تطويرها، وقامت باستنساخها من خلال مشروع نفذ في لبنان لربط الصحافيين في قناة واحدة.

خبير الإعلام الجديد محمود حريبات يقول إن تجربة توظيف »Zello« في العمل الصحافي كانت مبتكرة، وخاصة للحد من الإشاعات وإيصال الأخبار لحظة بلحظتها بدقة وتوثيق ومصداقية.

وتابع حريبات: » هذه التجربة أنشأت مدرسة إعلامية جديدة في كيفية استخدام وتوظيف كل الأدوات المتاحة في تغطية الحروب والنزاعات« ، مؤكدا على أنها » تجربة يجب ان تدرس« .

حربيات وهو أحد أعضاء قناة » Palpress« يقول إن: » الفكرة الأساسية تقوم على جمع مئات الصحفيين في مجموعة صوتية كل في مكانه ضمن قواعد وشروط وضوابط وقوانين كل منهم يعطي شهادة حية ومهنية وبسرعة يتم التقاطها وترجمتها الى أخبار تتصدر المواقع الإخبارية والوكالات العربية والعالمية« .

إلا أن هذا التطبيق له بعض المحاذر بحسب حربيات، أولها العدد الكبير من المشاركين والإعتماد على روايايتهم، مما يقلل من مهنية بعض الإشارات، إلى جانب كونه برنامج صوتي وهو ما يجعله »مزعجا« للصحافي الذي يحتاج في بعض الأحيان لإغلاقه وبالتالي ضياع بعض الإشارات المهمة.

ورغم كل ذلك، تبقى الإستفادة من تطبيق »Zello" وغيره من تطبيقات الهواتف الذكية للصحافي الفلسطيني محدودة مع عدم توفر خدمات الجيل الثالث G3 للإنترنت بسبب القيود الإسرائيلية، وهو ما يضيق حدود تشغيل هذه التطبيقات في كل الأماكن.