بقلم: ب. ميخائيل
(المضمون: الوزير اوري اريئيل يرفض أن يتم اخصاء القطط بسبب قلبه الرحيم. وهو نفس الوزير الذي يريد بناء الهيكل في الحرم وذبح الدجاج والحيوانات بطريقة بشعة - المصدر).
ينتفض القلب وهو ينبض على خلفية قلق اوري اريئيل على اخصاء القطط. من كان يصدق؛ هذا المستوطن المخادع الذي لا توجد له حدود، ما هو إلا مخلوق ضعيف القلب وحساس. وهو لن يسمح بهذا التعذيب. صحيح أن جميع الخبراء يقولون إن الخصي حيوي لمصلحة القطط، لكن اوري اريئيل لا يقتنع بهذا الكلام الفارغ. وقلبه الرحيم لا يسمح بذلك.
التأثر من رحمة الوزير يزداد حينما نتذكر أن هذا هو نفس الشخص الذي يتجول في الحرم ويتمنى قيام الهيكل، ويصلي كي يحظى برؤية ذبح آلاف البهائم والدجاج، ويرى في أحلامه من يقومون بالشواء الهيكلي ويرشون دم الحيوانات من الحمام والخراف والابقار على المذبح. كل هذا بأمر الدين الرحيم.
مرة كل سنة، كما يأمل الوزير الرحيم، يتم أخذ تيس واحد ويُلقى في الهاوية وهو على قيد الحياة كي يتحطم على الصخور. هذا ليس فقط يسمح به الدين بل يلزم به. لأن التيس سيء الحظ لم يولد قطا.
لا شك أن الوزير الحنون والرحيم يؤيد الذبح الحلال كما يطلب الدين: يترك الحيوان في حالة نزاع حتى يموت. لكن اذا قال أحد ما إن الذبح يجب أن يكون مراقبا مثل خصي القطط، فان الوزير سيصرخ: لا سمح الله، محظور التخدير. الى هذا الحد يهتم الدين بالحيوانات. صحيح أنه يسمح بقطع قطعة لحم من الاطفال من اجل تطهيرهم، لكن القطط؟ بالتخدير؟ لا سمح الله.
يجب أن نتذكر أن الوزير مثل باقي الاسرائيليين يشارك بشكل دائم بتعذيب ثلاثة ملايين فلسطيني. صحيح أنهم مثل الحيوانات – لكن الحمد لله – هم ليسوا من فصيلة القطط. لذلك يستطيع الوزير أن يستمر بالتعرض لهم دون أن يكذب على نفسه الرحيمة ودون المس بدينه.
لنعود الى مشكلة القطط حيث اقترح الوزير، بعد التشاور مع شرطة الهجرة ووزارة الداخلية، أن يتم نقل القطط الى دولة « تقبل بهم ». هكذا يعالجون المخلوقات الزائدة عندنا، لكن الى أن يتم ايجاد دولة كهذه (جنوب السودان؟ اريتيريا؟ نيجيريا؟) ماذا نفعل؟.
هاكم بعض الافكار. أولا، الحكمة. يجب اقامة معسكر للقطط في النقب. « صندوق رمال » يبدو مناسبا هناك. وفي المعسكر يتم فصل الذكور عن الاناث وهكذا لا تستطيع القطط أن تتكاثر وهي تنتظر الدولة التي ستستوعبها.
في المقابل يجب الزام جميع القطط في اسرائيل بأن تلبس ملابس محتشمة. وكما هو معروف « فراء القطة هو عورة ». ومن اجل القطط الذكور تقام دروس ومحاضرات للتوبة حيث يتم التشديد فيها على الامور الاخلاقية والسيطرة على الغريزة.
ومن الافضل أن يتم سن قانون ينص على أن كل قط وقطة يتجرآن على التكاثر سيلزمون بوضع علامة مميزة على فرائهم ويكتب عليها أن هذا القط قام بخطيئة وفشل في الامتناع عن الزنا بدون زواج ويبدو أنه ممول من دولة اجنبية.
كل ما قيل أعلاه يحدث في هذه الاثناء، ولم يبق سوى السؤال أين هو الطبيب النفسي عند الحاجة اليه.