خبر المهاجرون الى اوروبا- يديعوت

الساعة 09:52 ص|05 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

اسرائيل هي السد

بقلم: غي بخور

(المضمون: نحن الذين نبقي الملايين في الشرق الاوسط هنا ونمنع انتقالهم الى اوروبا ولهذا فان على اوروبا ان تساعدنا نحن لا ان تصعب الامور علينا - المصدر).

 

هذا الاسبوع حذرت احدى الحكومات في ليبيا (يوجد كم منها) الاتحاد الاوروبي، انه اذا لم يعترف بها، فانها ستبعث بمئات الاف المهاجرين المسلمين الاخرين نحو اوروبا: « سنستأجر قوارب وننقلهم هم ايضا ». وهكذا يكون موضوع المهاجرين اصبح أداة ابتزاز: اردوغان يحلب البقرة الاوروبية السمينة، ليبيا تحلبها، وهكذا ايضا داعش الذي يسيطر في قسم من ليبيا ويهدد بعملية طرد موازية. واوروبا تستسلم، وتغرق في بحر من ملايين المتسللين/اللاجئين/المهاجرين، ممن لن يتركوها ابدا.

 

يحلم الاتحاد الاوروبي في أن يبقى اولئك المهاجرون في بلدانهم، أو على الاقل في دول اسلامية اخرى، ولهذا فانه مستعد لان يدفع لتركيا، للاردن ولبنان مليارات الدولارات. وماذا عن اسرائيل؟

 

لا حاجة للاتحاد الاوروبي لان يجعل الامور صعبة على اسرائيل. بل العكس، عليه حتى ان يدفع لنا ايضا مليارات الدولارات، لان اسرائيل و« النزاع » يشغلان ما لا يقل عن عشرة ملايين مسلم ويمنعانهم من الهجرة الى اوروبا. نحن نفعل عكس اولئك المبتزين الذين يهددون الاتحاد الاوروبي.

 

ينبغي الفهم، وكل شيء يتغير. مجال من مئات ملايين المسلمين يفهم اليوم بان أفضل الشرور لديه هو الهجرة الى اوروبا، وما اعتبر حتى وقت اخير مضى كأمر متعذر او غير منطقي، اصبح اليوم منطقيا، مرغوبا فيه وممكنا. نحن « نشغل » هنا مليون ونصف مسلم في الضفة، ومليون ونصف آخر في داخل اسرائيل، ونحو 2 مليون في غزة، و 7 مليون آخرين في الاردن ونحو 2 مليون لاجيء آخر من العراق ومن سوريا، ممن يمكثون في الاردن، المدعوم من جانبنا.

 

دون هذا السد الامني الاسرائيلي، فان قسما كبيرا من كل اولئك الملايين كان سيبدأ بالرحيل الى دول الاتحاد الاوروبي. تصوروا ان يفتح قطاع غزة نحو البحر: فالى اين سيتحرك معظم سكانه؟ فللملايين هنا توجد « بطاقة لاجيء » خالدة من الامم المتحدة ووكالة الغوث، تلزم الاتحاد الاوروبي بالاعتراف بها.

 

اذا أضر موظفو الاتحاد الاوروبي بالمشاريع التي تشغل عندنا عشرات الاف الفلسطينيين، فالى اين سيتجه اولئك العاملين مع ابناء عائلاتهم؟ فعلى أي حال فان نحو 20 الف فلسطيني يترك الضفة كل سنة، حسب معطيات سلطة الهجرة الاسرائيلية، التي تشرف على الحدود، والكثيرون منهم يتدفقون عبر الاردن الى دول العالم.

 

على موظفي الاتحاد الاوروبي ان يفهموا بان الادوات التي يتعاملون فيها مع اسرائيل باتت تنتمي الى الماضي، حين كان الشرق الاوسط مستقرا واسرائيل تعتبر مشكلة. اما الان، فعندما يتحرك الملايين نحو القارة، فان اسرائيل بالذات هي الحل، او على الاقل جزء منه. ما لا يتوقف في اسرائيل سيتوقف في بروكسل، ستوكهولم، برلين، باريس ولندن. حزام النجاة للاتحاد ينتقل الينا.

 

هذا يستدعي بالطبع ثورة فكرية لدى موظفي الاتحاد الاوروبي، ولكن كيف نطالب بثورة فكرية حول اسرائيل عندما يرى اولئك الموظفون ملايين المهاجرين الجدد أمرا مرغوبا فيه؟  فهم يخربون بلدانهم على مدى الاجيال، فلماذا ننزل عليهم باللائمة؟

 

اذا ما فرضت هنا تسوية، ففي الحرب التي ستندلع سينتقل الملايين نحو اوروبا؛ وبالعكس، حتى لو ساد هدوء أليم ما، فعلى أي حال سيبدأ ملايين المسلمين بالتحرك نحو اوروبا بحث عن الحياة الافضل. بتعبير آخر، فان من مصلحة اوروبا العليا أن يبقى اولئك الملايين يتورطون معنا هنا الى الابد.

 

احذري يا اوروبا: فقد بدأت منذ الان تتسلل لدى المسلمين فكرة أن الحل الافضل لهم، مثل ملايين كثيرين آخرين، يوجد في القارة المذهبة للاتحاد الاوروبي. اوروبا، التي اوجدت « النزاع الاسرائيلي – العربي »، كفيلة بان تجده، ويا للويل، عندها في البيت.