بقلم: أسرة التحرير
ان الغاء ميزانية الاخصاء والعقر لقطط الشوارع من جانب وزير الزراعة اوري ارئيل، لاعتبارات دينية هو من الخطوات الاكثر عجبا والتي كان يمكن ان نتصور أن تتخذ من وزير مسؤول عن اي موضوع. ونقل الميزانية الى البحث - اي الى ايجاد حل بديل مستقبلي يشبه قرار وزير الصحة فرض اخراج دواء ثابت النجاعة من سلة الادوية وتوجيه الميزانية المخصصة له للبحث عن ايجاد دواء بديل.
لقد تجاهل ارئيل صرخة الاحتجاج من المنظمات العاملة من أجل الحيوانات، والتي هي بالتأكيد مرجعية اكثر منه في الموضوع. فاكتظاظ اعداد القطط في مناطق معينة في البلاد، المعاناة التي تلحق بهم جراء ذلك – من انعدام الغذاء والمياه، الاصابات بسبب المعارك على المناطق وفي اثناء الخصاب والانتشار السريع للامراض – والاصابة للحيوانات البرية بسبب تواجدها في مناطق مختلفة حول البلدات، كل هذه على ما يبدو لا تفوق ذاك الاعتبار الديني – القومي لدى الوزير. ان الخطوة التي اتخذها ارئيل ستؤدي حسب كل الاراء الى تفاقم شبه فوري لوضع القطط، ولكن الوزير يمكنه أن ينام بهدوء. فقد حقق هدفه، إذ حل التناقض الفكرة السابقة التي طرحها الوزير قبل أن يتخذ قراره الهاذي بتحويل الميزانية المخصصة لهذا الموضوع الى مجال البحث – اجراء ترحيل لعشرات او مئات الاف القطط من ذات الجنس الى بلدان اخرى – كانت موضع هزء. فهذه الفكرة عبرت عن انعدام الوسيلة لدى السلطات أمام ازدياد عدد القطط، ضمن امور اخرى بسبب الميزانية الهزيلة المخصصة لذلك والتي سحبت الان كما أسلفنا.
ان اخراج مثل هذه الحملة الى حيز التنفيذ تحتاج الى مقدرات اكبر بكثير من تلك المخصصة للموضوع اليوم، ومشكوك ان تكون ممكنة فنيا. نوصي الوزير ارئيل ان يحاول القبض ذات مرة على قط شارع واحد او ان يشاهد, كفيل بان يقضي زمنا طويلا في مثل هذه المحاولة، قبل أن يهذى بالخطط عن القبض على كل قطط اسرائيل. مشوق ايضا رد الفعل الشرطي اليميني الذي يمتشق وكأنه يخرج من تلقاء ذاته: الترحيل لحل كل مشكلة – تلك اليهودية – الفلسطينية وتلك للاجئين الافارقة والان لمشكلة القطط ايضا.لا يمكن أن ننفي ان حل الاخصاء والعقر هو حل وحشي، وحبذا لو كان هناك حل آخر بدلا منه. فمحبو القطط – ويحتمل أن يكون الوزير ارئيل هو الاخر واحد منهم – سيسارعون الى تبني كل حل مثبت كهذا. ولكن حتى ذلك الحين، يجب تمويل عمليات الاخصاء والعقر من جديد واضافة ميزانية بحث من أجل ذات الحل المستقبلي المجهول لهذه المشكلة الملحة.