في كل يوم يودع أهالي الشهداء الضفة المحتلة القدس أبناءهم بطرقته الخاصة ,فمنذ انطلاق انتفاضة القدس , كان لكلٍ منهم طريقته الخاصة , فمنهم من أخفى دموعه واعتصر قلبه ,وأصر على استقبال الناس , بصفة مهنئين , وكأنه في فرح , ويستعد لاستقبال العريس, ولكن قسمات وجههم وما ارتسمت عليها من حيرة صدمة ودموع ترقرقت داخل عيونهم .., وهناك من النساء من تصر على إطلاق الزغاريد ..
والدة الشهيد « محمد نظمي شماسنة » 22« عاماً من سكان بلدة قطنة قضاء القدس المحتلة والذي استشهد في ال13 من أكتوبر بعد ان أطلق الاحتلال النار عليه بزعم أنه حاول الاستيلاء على سلاح أحد الجنود داخل حافلة في مدينة القدس المحتلة, ودعت ابنها بطريقة مختلفة بعض الشئ , حيث قامت باطلاق الرصاص وداعاً.
التعبير عن الغضب بطريقتها
والدة الشهيد أصرت على الاحتفال باستقبال جثمان ابنها الشهيد بطريتها الخاصة, حيث حملت سلاحاً بعد ان طلبته » فلُبي طلبها على الفور, واعتلت سطح احد المنازل , للتعبير عن فخرها واستعدادها لمشاركة ابنها , في عرسه , حملت السلاح بطريقة محترفة و أطلقت عدة رصاصات في الهواء.
الصورة التي انتشرت عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي , كانت محل فخر واعتزاز للعديد من الفلسطينيين , وخاصة انها ذكرتهم بأمها الشهداء في قطاع غزة خنسوات فلسطين .
والدة الشهيد محمد , « رسيلة شماسنة », عبرت عن فرحتها واخفت مظاهر الحزن واستبدلتها بالقوة والجلادة , وفقا لمراسلة « فلسطين اليوم » التي أصرت ان تستقبلها بطريقتها الخاصة وتقديم الحلوى بمجرد وصولها لتقديم العزاء .
وقالت والدة الشهيد « انا حزينة فقط لاني لم اكن مع ابني » لحظة استشهاده ,ولكن انا سعيدة جدا لاستشهاد ابني من اجل القدس « وافتخر بذلك ».
والدة الشهيد قالت انه صباح استشهاده , لحظت إن ابني يودعنا بطريقته الخاصة دون ان نعي انه سيتشهد في هذا اليوم .
وتابعت , ان محمد أصر وخلال مغادرة أخته للمدرسة البسها كوفية عليها علم فلسطين , قبل خروجها للمدرسة.
وبينت والدة الشهيد ان الله يعطي الصبر للمؤمن وابني شهيد فداءً للقدس.
ومهما تكن الطريقة التي تعبير فيها امهات الشهداء عن القوة بإي طريقة يبقى الشهيد , طفلها المدلل الذي ترعرع بين يديها وحملت الأيام ذكريات لم تمحوها رصاصات الاحتلال , ولن تبخل أي ام فلسطينية ان تقدم ابنها فداءً للقدس.