خبر جندي إسرائيلي سابق: هكذا يتم إنهاء الصراع في الخليل !!!

الساعة 04:37 م|03 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

في الوقت الذي تقول فيه الحكومة الإسرائيلية لجنودها أن « أعمال العنف والإرهاب » لا تنتهي إلا بالقوة، وما لا تنفع معه القوة فبالمزيد من القوة؛ لم يحقق الاحتلال العسكري لمدينة الخليل الأمن لا لليهود أو الفلسطينيين على حد سواء.

هذا ما نشره موقع « 972 » العبري، خلال مقابلة أجراها مع جندي سابق، حول تحولت مدينة الخليل إلى نقطة اشتباكات عنيفة في الأسابيع الماضية.

ويقول الجندي الإسرائيلي السابق « أنا أعرف مدينة الخليل جيداً، فقد خدمت فيها أكثر من عام في الانتفاضة الثانية، وبعد إنهائي للخدمة بدأت القيام بجولات سياحية في المدينة لمئات الأشخاص الذين يريدون رؤيتها من وجهة نظر جندي إسرائيلي عمل بالمنطقة ».

ويضيف الجندي « تعتبر الخليل مدينة دينية في التاريخ اليهودي، وهي أيضا واحدة من أكبر مدن الضفة الغربية ويبلغ عدد سكانها 200 ألف، ويعيش في قلبها 850 مستوطنا، ولذلك أصبحت خلال العقود الماضية، إحدى أكثر النقاط حراسة، حيث يوجد على الأقل 650 جنديا بشكل يومي، لذلك من الصعب القول أن »إسرائيل« قد انسحبت من المدينة، أو أن الجيش الإسرائيلي توقف عن حماية المستوطنين ».

وذكر الجندي أن السياسة الإسرائيلية لفرض الأمن في الخليل بدأت في العام 1994 عندما قام الطبيب اليهودي (باروخ جولدشتاين) بمذبحة الحرم الإبراهيمي، حيث أطلق النار على المصلين أثناء أدائهم للصلاة، ومنذ ذلك الحين بدأ تطبيق سياسة الفصل، أي فرض قيود على حركة تنقل الفلسطينيين في الأحياء التي يسكن فيها المستوطنون، ومن أجل تنفيذ هذه القيود، فقد تم منع الفلسطينيين من قيادة السيارة في الشوارع قرب المستوطنات وإغلاق بعض الطرق أمام المشاة.

وأضاف « تم إغلاق مئات المحال التجارية الفلسطينية خلال العشرين عاما الماضية في وسط المدينة وفي شارع الشهداء، بأوامر عسكرية إسرائيلية، وتم منع المواطنين من السير في الشوارع التي يعيشون فيها من أجل تأمين حماية المستوطنين، الأمر الذي دفع نصف سكان هذه الأحياء إلى تركها وتحولت بعد ذلك إلى مدينة أشباح ».

وقال أن « فرض قيود على حركة الفلسطينيين ليست الأداة الأمنية الوحيدة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الخليل، فهناك مداهمات لمنازل المواطنين حتى منتصف الليل، وذلك بهدف إثبات الوجود، إضافة إلى القيام بدوريات داخل المدينة، ويعرف سكان المنازل القريبة من المستوطنين أن الجيش يستطيع مداهمة منزلهم في أي وقت من أجل تفتيش ممتلكاتهم ».

ويقول الجندي إنه وعندما يواجه الجنود في الخليل خطرا فإنهم يعلمون يجب فعله، فهذه مناطق يلتقي فيها الجنود بالمواطنين الفلسطينيين بشكل يومي، واستخدام العنف ضد المواطنين ليس أمرا جديدا ويحدث بشكل دائم.

وأشار إلى حادثة إعدام الفتاة هديل الهشلمون(18عاما) أيلول الماضي، عند تواجدها على حاجز عسكري داخل المدينة، حيث أصيبت بأعيرة نارية وتوفيت بعد ذلك في المستشفى، وصرح الجيش الإسرائيلي أن الفتاة كانت تهدد الجنود بالسكين لذلك تم إطلاق النار عليها على عكس ما أثبتته التحقيقات، وهذا ما يظهر أنه لا يوجد لدى الجنود أي تردد للقتل في الخليل، بحجة الحفاظ على الأمن.

ويتساءل الجندي، عما إذا أدت الإجراءات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي إلى فرض الأمن في المدينة؟ فخلال الأسابيع الماضية قد تضاعف التهديد للجيش والمستوطنين ثلاثة أضعاف؟ فكيف أصبح المكان الأكثر حراسة من قبل الجيش نقطة اشتعال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وأضاف « الجواب بسيط..ما يتم تطبيقه في الخليل ليس أمنا لإسرائيل، بل هو هيمنة استيطانية، وهذا الأمر له ثمنه ».

ويقول الموقع نقلا عن الجندي « تعد مدينة الخليل آلية مصغرة لنظام الحكم العسكري الذي يتم تطبيقه في الضفة الغربية، والدروس التي نتعلمها في المدينة يجب أن تطبق في جميع المدن، فالسيطرة العسكرية على الفلسطينيين لمدة طويلة لن تجلب الأمن للإسرائيليين، وفرض الأمن باستخدام العنف لن يغير شيئا ».

واختتم الجندي المقابلة قائلاً « نحن لسنا الطرف الوحيد الذي يجب إلقاء اللوم عليه في هذا الموضوع، لكننا الطرف الأقوى، ونحن لدينا الخيار، فإما أن نستمر في فرض سياسة »الأمن« والعنف ضد الفلسطينيين، أو اللجوء إلى طريق مختلف، وهو العمل من أجل إنهاء الاحتلال والسيطرة العسكرية في المناطق الفلسطينية.

وختم حديثه قائلا »إذا كان هناك أمل في تحقيق أمن في المنطقة، فهو من خلال إنهاء الاحتلال".