لهيب الثورة لا يصمت وآخذٌ بالانتشار، هكذا تبدو الانتفاضة الفلسطينية الثالثة « انتفاضة القدس » التي أخذت العديد من الأبعاد، بين مواجهات على الأرض وعمليات لا تهدأ، ومواجهات على مواقع التواصل الاجتماعية لدحض الكذب والافتراء الاسرائيلي، وفضح الممارسات الصهيونية ضد أبناء شعبنا.
ثورة إلكترونية عارمة أحدثها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني أو مناطق الشتات عملوا خلالها على بث الرسالة الفلسطينية والتصدي للرواية الاسرائيلية، ومدّ الشبان في المواجهات بالنصائح والتوجيهات في الميدان.
ورأى مصعب شاور الناشط الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة أن مدى الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في الانتفاضة الثالثة يمكن في إيصال الأخبار وتداولها على نطاق واسع لتصل لأكبر عدد من المتابعين مما يساعد على مجابهة كذب وافتراء الاحتلال.
شاور: نعمل على توفير الأدلة القاطعة التي تثبت رواية الاحتلال الكاذبة
وأوضح شاور لـ « فلسطين اليوم الإخبارية » أن النشطاء الفلسطينيين في كل مكان يعملون بكل جهد على توفير الأدلة القاطعة التي تثبت رواية الاحتلال الكاذبة، كذلك يعملون على نشر الفيديوهات والصور التي تقوي عزيمة الشبّان وتسخر من جنود الاحتلال.
وأضاف: « نعمل على تقديم النصائح لمن هم في الميدان من خلال توجيههم لمواقع تواجد الاحتلال وكمائنه وكيفية التصرف في حالة استنشاق الغاز المهيج للأعصاب أو المسيل للدموع، كذلك في حالة إصابة أحد الشبان كيف يتم التعامل في الموقف، والأهم من ذلك يكمن في كشف أي دخيل ».
لم يقتصر الفلسطينيون على استخدام مواقع التواصل لاستقاء الأخبار، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بتشكيل مجموعة من الصحفيين من كافة مناطق فلسطين ومناطق الشتات تعمل على التغطية على مدار 24 ساعة ضمن برنامج للهواتف الذكية تحت اسم « zello ».
الفرا: ن فكرة « زيلو » جاءت لاختصار المسافة وتطوير الأداء الصحفي وتفعيل دور صحافة المواطن
وقال طارق الفرا الناشط الشبابي من قطاع غزة، أن فكرة « زيلو » جاءت لاختصار المسافة وتطوير الأداء الصحفي وتفعيل دور صحافة المواطن، فبات الخبر والصورة والفيديو في متناول الجميع بعد لحظة من وقوع الحدث، ما فعّل قدرة الفلسطيني على تكذيب أي رواية اسرائيلية، كذلك فضح الجرائم التي يقومون بها.
ونوّه الفرا في حديث لـ « فلسطين اليوم الإخبارية » إلى أن استخدام برنامج « زيلو » وقناة « بال برس » التي يعملون ضمنها جاء بعد اندلاع الحرب الاسرائيلية على غزة صيف 2014 لتغطية كافة الأحداث في كل المناطق، ومع اشتعال الأحداث في الضفة الغربية والمناطق الحدودية في القطاع زاد دورها وتم تفعيله من جديد كمصدر قوي لاستقاء الأخبار.
وأضاف: « لدينا الاعلامي والمهني والمواطن من كل مكان، ما يجعلنا سلاح قوي على شبكات التواصل الاعلامي، قادرين على مجابهة الرواية الاسرائيلية والاستغناء عنها في صحافتنا، إضافة إلى التغطية المستمرة والمصداقية العالية التي أحدثت فرقاً كبيراً خلال »انتفاضة القدس« ».
قاسم: مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً مفيداً في انتفاضة القدس، وهو ما دفع رئيس حكومة العدو الى التحذير من خطورة هذه المواقع
من جهته أكد قاسم قاسم اللاجئ الفلسطيني في مخيمات لبنان والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً مفيداً في انتفاضة القدس، وهو ما دفع رئيس حكومة العدو الى التحذير من خطورة هذه المواقع خلال اجتماعه في « الكابينت » وقوله بأن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في التحريض ضد الكيان.
وأشار قاسم في حديث لـ « فلسطين اليوم الإخبارية »، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً ساعدت في تحفيز الشبان على تنفيذ عمليات فدائية خصوصاً مع تناقل فيديوهات قتل واعدام بعض الشهداء بحجة أنهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات طعن، مضيفاً « ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الخبر بطريقة سريعة ونشر الدعوات بشكل سريع لحماية بعض المنازل والأحياء من الاقتحامات وهو ما كان متعذرا خلال الانتفاضة الاولى والثانية ».
وأوضح أن النشطاء استخدموا هذه المواقع للرد على الدعاية الاسرائيلية التي روجت بأن جميع من استهدفتهم حاولوا تنفيذ عمليات طعن لكن بعض الفيديوهات والصور التي نشرت وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عكس الدعاية الاسرائيلية خصوصاً اغتيال الشهيدة هديل الهشلمون التي التقطت لها صور على احد الحواجز وهي لا تحمل اي سلاح وأعدمت وقد وثق بعض الناشطين هذه الحادثة ونشرت عبر العالم الافتراضي.