خبر حرب التاريخ الفلسطينية- اسرائيل اليوم

الساعة 11:34 ص|03 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: د. ناسيا شيمر

 (المضمون: إن اعادة كتابة التاريخ لارض اسرائيل هي مبدأ اساسي لدى السلطة الفلسطينية حيث يتم محو التاريخ اليهودي وبدلا منه يوضع التاريخ الفلسطيني الاسلامي الأقدم - المصدر).

      منذ سنوات تحدث حرب هادئة لا أحد يتحدث عنها (باستثناء الباحثين في المجال). الحديث يدور عن حرب التاريخ التي تديرها السلطة الفلسطينية ضد اسرائيل. قضية المفتي التي أشعلت الدولة في الاسبوع الماضي في اعقاب خطاب رئيس الحكومة نتنياهو يمكن اعتبارها اعادة ليّنة قياسا بما يحدث لدى الجمهور الفلسطيني في هذا السياق بشكل فظ ومقصود.

اعادة التاريخ لارض اسرائيل هي مبدأ اساسي في سياسة السلطة حيث يُمحى التاريخ اليهودي وبدلا منه يوضع تاريخ فلسطيني مسلم أقدم من تاريخ اليهود. القصة الصهيونية التي سبقت قيام الدولة اعتمدت على قصص التوراة كمصدر للشرعية لاقامة دولة يهودية في ارض اسرائيل. هكذا قال رئيس الحكومة الاول دافيد بن غوريون عندما سئل في لجنة بيل لماذا هو الذي ولد في بولندة يطالب بحقه في البلاد: « التوراة هي المصدر بالنسبة لنا وحقنا التاريخي يوجد منذ وجود الشعب اليهودي ». أمام هذه الرواية يتبنى الفلسطينيون الاسطورة الكنعانية. ففي البرامج التلفزيونية للسلطة الفلسطينية يحولون الكنعانيين الى عرب عاشوا في البلاد منذ سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وحتى الآن. التوراة تعترف أن الكنعانيين كانوا في البلاد قبل دخول شعب اسرائيل وابراهيم. وتحول ابراهيم في البرامج الوثائقية للسلطة الى مسلم وبنى المسجد الاقصى. سيدنا موسى كان مسلم وأخرج المسلمين من مصر والمسيح لم يكن يهوديا بل فلسطينيا.

القدس وفي مركزها الحرم هي ساحة معركة تاريخية وأثرية حيث يتم تدمير الآثار بشكل منهجي لأنها تثبت الصلة بين اليهود وبين المكان. الرد الفلسطيني على الموجودات الاثرية اليهودية القائمة هو أنها مزيفة، والحرم هو منطقة اسلامية فقط بما في ذلك الحائط الغربي الذي هو حسب التقاليد الاسلامية حائط البراق، الحائط الذي ربط النبي محمد حصانه ذي الاجنحة به اثناء الاسراء من مكة الى القدس.

   واذا انتقلنا الى تاريخ أقرب: الكتب التعليمية في السلطة الفلسطينية تتحدث بالتفصيل عن تاريخ الحرب العالمية الثانية لكن بدون ذكر الكارثة. مفهوم الكارثة يستخدمه الفلسطينيون للاشارة الى ما تقوم به اسرائيل ضد الفلسطينيين. المؤرخون الفلسطينيون يقولون في التلفاز إن اوشفيتس ودكاو كانت اماكن تم فيها تطهير وإن القادة الصهاينة تعاونوا مع هتلر من اجل القضاء على اليهود المعاقين. ومن احترق في الافران ليسوا يهودا بل اطفال فلسطينيين. هذه المواقف يمكن سماعها من خبراء ومؤرخين ورجال دين في السلطة. ويمكن ايضا قراءتها في الكتب التعليمية في المدارس. هذه هي برامج التلفاز لدى السلطة الفلسطينية وليس في محطة الاقصى التابعة لحماس. إن اعادة كتابة التاريخ اليهودي والفلسطيني لها هدف واحد: كي تكون أداة لنفي حق اسرائيل في الوجود وأساس لعدم الاعتراف بها.

هناك عدد من الاسباب لعدم وصول ذلك الى الرأي العام الاسرائيلي. أحد هذه الاسباب هو أن المجتمع اليهودي قد عاف نفسه وتحول الى ما بعد صهيوني، وكل ما يريده هو العيش بهدوء. لكن في هذه الايام التي تعيش فيها الدولة موجة من الارهاب حيث تُسمع شعارات « لا توجد حلول للارهابي الوحيد »، يجب الاهتمام بالاجواء الجماعية التي ينشأ هذا الوحيد فيها والقصص التي يتربى عليها بدء من الحضانة.

من الصعب جدا محاربة الاكاذيب لأن من يريد تصديقها سيستمر في تصديقها حتى لو وضعت أمامه الحقائق التاريخية والاثباتات العلمية. في المقابل، ما يمكن فعله هو تعزيز الوعي التاريخي والصهيوني في التعليم اليهود الرسمي في البلاد حتى نعرف على الأقل لماذا نحارب.