بعد تراجع وزارة الصحة عن إعلانها بوجود علاقة سببية بين التلوّث البيئي في خليج حيفا وارتفاع عدد المصابين بأمراض سرطانية، وإنكار رئيس بلدية حيفا لإعلانها الذي تراجعت عنه، بيّن تقرير إعلامي نشرته القناة الإسرائيلية الثانية، مساء أمس، أن قسم الأمراض السرطانية في مستشفى رمبام بحيفا يستقبل مرضى أعلى بـ150% من قدرته، في الوقت الذي فيه المعدّل العام في البلاد هو 85% فقط في مستشفيات أخرى.
وكشف التقرير، أن نسبة المرضى بسرطان الرئة بأوساط النساء في مدينة حيفا، أعلى بـ26% من المعدّل العام، وفي أوساط الرجال أعلى بـ16%. وفي المقابل فإنه وبحسب التقرير، فنسبة الوفاة بسبب أمراض قلبية هو أعلى من المعدّل العام بـ16.5%، بالإضافة إلى أن مرضى الربو في أوساط الأطفال أعلى مرتين من المعدّل العام في البلاد.
وأكد رئيس قسم الخدمات الصحية، بروفيسور إيتمار غروتو، أن هناك ما يميّز حيفا عن باقي المناطق بالنسبة لمرضى السرطان، وهو التلوّث البيئي قائلًا إن 'التدخين هو أحد أسباب الإصابة بسرطان الرئة، ونحن لا نرى أي اختلاف في نسبة المدخنين بين حيفا والبلدات الأخرى'، مضيفًا أن 'الأمر ذاته ينطبق على السمنة الزائدة، حيث بحيفا هي ككل البلدات وغير مرتفعة عن المعدّل العام'.
وخلص البروفيسور غروتو بالقول إن 'هناك ما يشير إلى علاقة بين تلوّث الهواء والإصابة بالسرطان'. وفي وقت سابق، كانت وزارة الصحة نشرت تقريراً، في وقت سابق، أكدت فيه أن نصف الإصابات بمرض السرطان بين الأطفال سببه تعرّضهم للهواء الملوّث في منطقة حيفا، بالإضافة إلى تقرير نشرته الوزارة نفسها وجمعية مكافحة السرطان في العام الماضي وجاء فيه أن نسبة المصابين بأمراض سرطانية في منطقة حيفا أعلى بـ16% من المعدّل العام في البلاد.
وكان نشر هذا التقرير قد دفع عدداً من السكّان إلى اتخاذ قرارهم بمغادرة حيفا والانتقال للسكن في مناطق أخرى، بدافع القلق على صحتهم. وبعد الضغط الشعبي على الوزارة والبلدية، التي وصلت للمطالبة باستقالة رئيس البلدية، تراجعت الوزارة عن إعلانها، إلّا أن التقرير الحالي الذي نشرته القناة الثانية يعود ليؤكد على علاقة سببية بين التلوّث البيئي والارتفاع في نسبة مرضى السرطان.