خبر شارع الشهداء في الخليل يكتسب اسمه من جديد بدماء شهداء « انتفاضة القدس »

الساعة 03:52 م|02 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

في قلب البلدة القديمة من مدينة الخليل المحتلة جنوب الضفة الغربية يقع شارع الشهداء، الاسم الأبرز خلال انتفاضة القدس الأخيرة، وهو الشارع الذي سيطرت « إسرائيل » عليه بالكامل بعد الانتفاضة الثانية وحولته إلى ثكنه عسكرية لحماية أقل من 400 مستوطن يسكنونه.

شارع الشهداء، كان منارة الخليل ومركزها الاقتصادي قبل أن يغلق، أكثر من 450 محلاً تجاريا ومصلحة اقتصادية إلى جانب عشرات المنازل التي باتت معزولة عن محيطها، وخلق منها ثكنه عسكرية تحيطها الحواجز والنقاط العسكرية التي لا يغادرها الجيش طوال الليل ولا النهار لحمايتهم.

هذا الواقع جعل الشارع ومحيطه بؤرة احتكاك يومية بين الشبان و الجنود الاحتلال من جهة، وبين المستوطنين من جهة أخرى، وتزداد حدة هذا الاحتكاك في أيام الهبات الشعبة والمواجهات كما في الانتفاضة الأقصى عام 2000، وما لحقها وآخرها انتفاضة القدس.

خلال شهر كامل من انتفاضة الأقصى كان لهذا الشارع نصيب الأسد من الاعتداءات الصهيونية على السكان الفلسطينيين بالقرب منه، إلى جانب المواجهات التي اندلعت بشكل يومي فيه.

وإن كانت الخليل حظيت بالصدارة بأعداد الشهداء الذين سقطوا فيها خلال هذه الانتفاضة بمعدل 23 شهيداً، فإن شارع الشهداء تصدر القائمة من بين المناطق الذي وقع فيها هؤلاء الشهداء، حيث سقط ثمانية شهداء فيه، اثنين منهم على يد المستوطنين.

وكان شارع الشهداء واحد من نقاط الاشتباك 19 في المدينة، بل أنشطها من حيث المواجهات وقوتها.

هذا الواقع سببه كما يقول مدير مركز القدس للدراسات عماد الريماوي هو وجود المستوطنين الدائم والتماس المباشر معهم، إلى جانب تصاعد في العمليات الفردية وهو الأمر الذي كان سببا في تواصل الأحداث في المدينة، وتصاعدها.

ورجح الريماوي استمرار المواجهة في شهر الانتفاضة الثاني بشكل فاعل خاصة في جوانب المواجهات والعمليات الفريدة وشبه التنظيمية، وتحديدا في هذا الشارع.

وبالعودة إلى واقع هذا الشارع فإنه كان محط خلاف كبير بين الجانبين الفلسطيني و« الإسرائيلي » منذ اتفاقية أوسلو، كما يقول عماد حمدان مدير لجنة أعمار البلدة القديمة في الخليل، حيث أُخرت الاتفاقية بسبب الخلاف على السيطرة على الشارع لعدم موافقة الجانب « الإسرائيلي » بالسيطرة الفلسطينية عليه، وانتهى الأمر بقبول المفاوض الفلسطيني بتأجيل البت فيه إلى مراحل الحل النهائي.

وليس ببعيد، كانت مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994 التي أتخذها الاحتلال حجة للسيطرة على الشارع وفرض الأمر الواقع فيه، وتم تقسيم المنطقة إلى مناطق H1 و H2 وإغلاقه بالكامل.

هذا الإغلاق كما يقول حمدان وضع 12 ألف فلسطيني تحت السيطرة الكاملة ل400 مستوطن فقط، وجيش من الجنود يقوم على حراستهم.

وبحسب إحصائيات اللجنة، فإن الإحصاءات عدد المحلات في البلدة القديمة 1829 محلا مغلق منه 520 محلا وفقا للأوامر العسكرية، كلها تقع في شارع الشهداء أو الشوارع الفرعية منه، إلى جانب وجود 1154 محلا مغلقا بطريقة غير مباشرة.

وينتشر في البلدة القديمة، والتي لا تزيد مساحتها عن كيلو متر مربع فقط، يعتبر شارع الشهداء أبرز معالمها، 1500 جندي صهيوني لحماية 400 مستوطنا.

وفي شارع الشهداء سبعه بوابات الكترونية داخليه، 29 حاجز اسمنتي إلى جانب 12 بوابة حديدة، و12 حاجز باطون، و13 حاجز قواطع إسمنتية، بمجموع 121 حاجز ونقطة تفتيش.