الشهيد

تحليل المصري: يجب على القيادة البناء على الانتفاضة وتنميتها لأن نهايتها النصر

الساعة 02:57 م|02 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

رأى الكاتب والمحلل السياسي ياسر المصري، إن الانتفاضة الشعبية أربكت مؤسسات الاحتلال الأمنية والاستراتيجية وجبهته الداخلية وأثرت في سير الحياة الطبيعية للمستوطنين وأحياء مدينة القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي.

وقال المصري إن المتصدر لهذه الانتفاضة هو الجيل الجديد الذي أرهبه الاحتلال بأصوات الانفجارات وهدير الدبابات والمجنزرات عندما كانت تجتاح المدن والقرى الفلسطينية، عندما كانوا أطفالاً صغاراً، واستهدفهم الاحتلال بالخوف والرعب. لافتاً إلى أن هذا الجيل ومع بدء تفتح زهر شبابهم انتفضوا ليصنعوا مستقبلهم في ظل حالة من فقدان الأمل باي نتيجة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

وأشار المصري إلى أن نموذج الشهيد مهند الحلبي الذي لم يكمل ربيعه العشرون، يحمل سمات جيله وعذاباتهم وأحلامهم بالخلاص من الاحتلال. وأن هذا الجيل وجد نفسه أمام خيارات تتساوى فيها الحياة مع الموت فاختار الأخيرة على أمل أن يجد في الآخرة ما لم يجده في الدنيا .

وقال:« أنه وفقا لطبيعة عقدة تشابك الأزمات ما بين دولة الاحتلال والشعب المقاوم للاحتلال، فإن هناك إفرازات يمكن البناء عليها في ظل هذا التشابك خصوصاً أن دولة الاحتلال حتى اللحظة ماضية في اعتماد استراتيجية اللاحل كحل، والاستيطان محل إحلال للسلام وبديل عن الدولة الفلسطينية المستقلة، مضيفاً أن ما ينتج عن ذلك من جراء هذه الهبات متوسطة المدى من زعزعة في المؤثرات الاستقطابية في الأوساط السياسية اليمينية في دولة الاحتلال من تراجع في سلم الأولويات واستنزاف اقتصادي وارتباك داخلي وضغط متواصل من قبل الرأي العام الدولي، إضافة لتوسيع دوائر الضغط في الوسط الشعبي في مجتمع دولة الاحتلال سواء كان ذلك أفراد أو جماعات.

وشدد على ضرورة ان تقوم القيادة الفلسطينية وحركة فتح بالاقتراب من فعل الميدان وتنميته والعمل داخليا وإقليميا ودوليا لتسخير كل المتغيرات لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية واستخدام كل ما يلزم للتغيير في موازين القوى.

وعن الخارطة السياسية الإقليمية، حيث الدور الروسي المتعاظم في مكافحة الإرهاب ( محاربة داعش عبر التحالف الروسي – الإيراني – العراقي – السوري )، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر المصري: » إن هذا التحالف سينتصر وسيكون لانتصاره الكثير من الانعكاسات على المنطقة، خصوصاً في طبيعة هذا التحالف من حيث وجود قوة دولية به (روسيا) ودولة إقليمية « إيران »  أقر العالم بدوها الإقليمي عبر نجاحها في مفاوضات 6+1، مع وجود امتداد بنيوي أثبت قدرته على الصمود (سوريا وحزب الله) وإن هذا التحالف بانتصاره سيكون هناك مهزومون إقليميون ودوليون وجزء مهم من هؤلاء مرتبط في الامتداد السياسي للإخوان المسلمين كدور له في تمرير مشروع سايس بيكو 2، وهذ أيضا سيؤثر إذا ما أحسن استخدامه في إعادة صياغة موازين القوى الدولية والإقليمية وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية مع ما يتلاءم مع خاصية القضية الفلسطينية من أنها نشأت بقرار دولي وتنتهي بمثل هذا القرار أو بتوفر قوة حقيقية تفرض وجودها على الأرض،  وهذا غير متوفر حتى اللحظة « .

وعن التحركات الأمريكية لنزع فتيل الانتفاضة  قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر المصري » إن العالم بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لم يأت مهرولا لكي يقدم للفلسطينيين حقوقهم، كما ان الجهات الدولية لن تأت وتقدم شيء على صعيد موقف حاسم من الاحتلال وإجبار هذا الاحتلال على دفع ثمن جرائمه سياسيا إلا إذا ما قدر للفلسطينيين أن يفرضوا على الطاولة حقوقهم المحمية بقوة الفعل في الميدان والمدعومة بقرارات الشرعية الدولية.

وأكد على الحاجة الماسة للهبات الشعبية متوسطة الأمد، حتى تحصد نتائج ملموسة لها، والبناء على كل خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحديدا للجزئية المتعلقة « إذا ما التزموا التزمنا » وهذا فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاقيات ما بين دولة الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يؤكد من خلال هبته الشعبية بالدليل القطعي « إن الحلول التي لا تقدم كامل الحقوق الفلسطينية هي مرفوضة وأن لا استسلام في قاموس هذا الشعب فلا دولة مؤقتة، ولا دويلة على جزء من الوطن، ولا حلول اقتصادية يمكن لها أن تمر عليه ».

ونصح المحلل المصري القيادة الفلسطينية بالبناء على هذه الهبات الشعبية المنتفضة في وجه الاحتلال ومشاريعه، من خلال تنميتها وتوحيد شعار سياسي لها، والعمل على إدارتها بحسم وريادية، وإدارتها وفق الشكل والأدوات اللازمة التي تمنع وصولها إلى حالة العبء السياسي أو المجتمعي. لافتاً إلى أن هذه الهبة ساهمت في إفشال الاحتلال وسقوط بعض مخططاته منذ اللحظة الأولى لاندلاع هذه الانتفاضة.

ويرى المصري أن هذه الانتفاضة الشعبية قد هيأت الظروف لأن تكون الأوضاع قابلة للانفجار الشامل، الذي سيفقد الاحتلال قدرته على تحديد تعامله مع المستقبل سوى بإجباره للسعي لوجود حل سياسي بديل استراتيجية بخلق اللاحل كحل.

وأكد أن ما يقوم به الشعب من رد على الاحتلال الاسرائيلي بشكل فردي هو ما يزيد من إرباك واستنزاف الكيان الاسرائيلي بكل مكونات مؤسساته الأمنية والاقتصادية والعسكرية إضافة إلى الاستنزاف النفسي لمجتمع هذا الاحتلال ومستوطنيه.