يحظى نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنظرة إيجابية لدى الإسرائيليين، ففي الوقت الذي يعدّ فيه جنرال إسرائيلي نظام السيسي « ذخراً استراتيجياً لإسرائيل في حربها على الإرهاب »، يدعو مركز أبحاث بارز في تل أبيب، قيادة الجيش المصري إلى « استغلال التحوّلات الجذرية التي طرأت على بنية وهيكلية تنظيم ولاية سيناء، من أجل تحسين قدرتها على قتاله وتقليص تأثيره السلبي على الأمن القومي لكل من مصر وإسرائيل ».
وقد نشر مركز « أبحاث الأمن القومي »، ورقة على موقعه منذ أيام قليلة، بمناسبة مرور العام على مبايعة تنظيم « أنصار بيت المقدس » تنظيم « الدولة الإسلامية » (داعش). ويذكر المركز في الورقة أن « هذه التحولات تسمح بإحداث تناقض مصالح بين الجمهور السيناوي وبين ولاية سيناء ».
ويشير إلى أن « هذه التحولات تتضمن: اندفاع أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب لسيناء، وضمنهم أشخاص قاتلوا في سورية، وإقدام التنظيم على شنّ عمليات عدائية ضد القبائل والعمق المدني الذي يعمل وسطه، إلى جانب حقيقة أن التنظيم بات يسيطر عملياً على كل سيناء ».
ويضيف التقرير أن « هذه التحولات تساعد الجيش المصري على استمالة القبائل في سيناء لصالحه، وتقليص هامش المناورة الذي كان يتمتع به التنظيم حتى الآن، والذي ساعده في تسديد ضربات قوية وموجعة للأمن المصري ».
ويشدد التقرير على أن « لإسرائيل مصلحة استراتيجية واضحة في تغلّب الجيش المصري على التنظيم، على اعتبار أن نجاحات الجيش المصري ستسهم في تقليص قدرة »ولاية سيناء« على استهداف إسرائيل مستقبلاً ».
ويلفت التقرير إلى أن « إسرائيل لا تتردد في تزويد الجيش المصري بالمعلومات الاستخبارية التي تملكها، والتي يُفترض أن تساعد على تمكينه من ضرب التنظيم بكل قوة ».
ويعيد التقرير للأذهان حقيقة أن تل أبيب تجاوزت عن بعض بنود الملحق الأمني في اتفاقية « كامب ديفيد »، التي تفرض قيوداً على التواجد العسكري المصري في سيناء، وسمحت للجيش المصري بإرسال قوات ودبابات وطائرات إلى منطقة شمال سيناء، من أجل تحسين قدرته على قتال « ولاية سيناء » هناك.
لكن المركز يشكك في قدرة الجيش المصري على استغلال هذه التحولات لصالحه، من خلال تجربته في مواجهة التنظيم حتى الآن. ولا يتعاطى بثقة مع « النجاحات » التي أعلن عنها الجيش المصري في قتاله ضد « ولاية سيناء ».
في سياق متصل، يقول الجنرال آفي بنياهو، المتحدث السابق بلسان جيش الاحتلال، إن « إسرائيل تستفيد من تنازل السيسي عن الديمقراطية، على اعتبار أن سياساته تضمن استقرار المنطقة الذي يمثل مصلحة إسرائيلية عليا ».
وفي مقال نشره موقع صحيفة « معاريف »، يوم السبت، يعتبر بنياهو أن « تخلي السيسي عن الديمقراطية دليل على قيادته مصر بنجاح وأهلية كبيرة »، مشدداً على أن « الرئيس المصري تعافى من الإدمان على الديمقراطية ويعمل على تعافي المصريين من هذا الإدمان ».
ويزعم بنياهو أن « الغرب أخطأ عندما اعتقد أن الديمقراطية تصلح كأسلوب حكم في الشرق الأوسط »، مدعياً أن « العامل الجغرافي مهم جداً في تحديد مدى صلاحية الديمقراطية لهذه المنطقة أو تلك ». ويشدد على أن « الشرق الأوسط لا يمكنه الحديث بهذه اللغة ». ويوضح أن « أخطر نتائج الدمقرطة في مصر تمثلت في اكتساح الإخوان المسلمين للبرلمان ومؤسسات الرئاسة ».
كما يُنصب بنياهو نفسه معبّراً عن توجهات الشعب المصري، حين يقول « إن كل ما يعني المصريين هو ضمان الاستقرار والهدوء وتأمين الاستقرار السلطوي ولقمة العيش. وهذا ما يفسر مباركتهم الخطوات التي أقدم عليها السيسي من أجل تكريس حكمه ». ويشدد على أن « السيسي أثبت أنه ذخر استراتيجي لإسرائيل من خلال دوره في الحرب على الإرهاب ومواجهة حركة حماس، ويصلح كحلقة رئيسة في تحالف إقليمي يضم الدول المتعقلة ».
ويعتبر بنياهو أن « السيسي أنشأ نظاماً عسكرياً تحت قشرة ديمقراطية، لأنه يدرك أن الديمقراطية في هذه المنطقة تقود إلى عدم الاستقرار وتمسّ بالهدوء ». ويرى بنياهو، أن « منطق السيسي أثبت جدواه، فالدولتان الأكثر استقراراً في المنطقة هما: مصر والنظام الملكي في الأردن ».