خبر 100 سنة من الرفض الفلسطيني -اسرائيل اليوم

الساعة 10:14 ص|01 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

100 سنة من الرفض الفلسطيني -اسرائيل اليوم

بقلم: دانييل فايبس

 (المضمون: فقط حينما يتحرر الفلسطينيون من السجن الظلامي للحسيني سيستطيعون العمل مع اسرائيل بدلا من محاربتها - المصدر).

 

          الفلسطينيون موجودون في المكان الخطأ ولن يحيدوا عنه إلا حينما يطلب العالم منهم ذلك. في كل سنة أو سنتين نشاهد سياسيين وزعماء دينيين فلسطينيين يحرضون على معركة عنيفة ويبثون نظريات المؤامرة التي تشجع الفوضى (المفضلة بينها « الاقصى في خطر »). وعندها يندلع العنف ضد الاسرائيليين بالشكل التالي: اطلاق الصواريخ من غزة، مهاجمة السيارات داخل حدود اسرائيل، رشق الحجارة في الضفة الغربية والطعن في شوارع القدس. وفي نهاية المطاف يتراجع هذا العنف فقط من اجل البدء من جديد بعد ذلك بفترة قليلة.

 

          هذه الاعمال العنيفة تفيد الفلسطينيين بقدر معين؛ في الامم المتحدة وقاعات الجامعات وفي الشوارع في المدن الغربية يحظون بالتأييد. ولكن كل جولة كهذه تنتهي حيث يكون الفلسطينيون في وضع أصعب من ناحية القتلى والمصابين والمنازل المهدمة والاقتصاد المحطم. اضافة الى ذلك، هذه الاعمال تزيد من تشدد الرأي العام الاسرائيلي وتمنع امكانية التنازل. والامل الذي ساد في اسرائيل قبل عقدين ترك مكانه منذ زمن. وفي اعقاب ذلك يتم بناء الجدران الامنية من اجل الدفاع عن الاسرائيليين الذين يؤمنون اكثر فأكثر أن الفصل، وليس التعاون، هو الطريق الوحيدة.

 

          ما هو مصدر هذا التصميم على تكتيك الهزيمة الذاتية؟ إنه موجود منذ مئة سنة مرت: في نيسان 1920، كبادرة حسن نية للصهاينة أوجدت بريطانيا منطقة سميت « فلسطينة » لتكون الوطن القومي للشعب اليهودي. وبعد ذلك في أيار 1921 عينت أمين الحسيني مفتي للقدس. وقد تبنى الحسيني العداء الوحشي لليهود. وهو المسؤول الى درجة كبيرة عن اللاسامية التي تميز الشرق الاوسط، وبعد أن نشر التزييف اللاسامي المسمى « بروتوكولات حكماء صهيون » وانكار الكارثة في المنطقة، فان ميراثه يحول القدس الى مسار خلاف استمر حتى ايامنا؛ كذلك نشر نظريات المؤامرة المعادية للصهيونية والتي تقض مضاجع الشرق الاوسط؛ وبكونه الاسلامي الاول الذي دعا الى الجهاد. فقد شجع العنف ضد البريطانيين وضد اليهود بما في ذلك انتفاضة استمرت ثلاث سنوات (1936 – 1939). وبعد ذلك تعاون مع النازيين، وعاش في المانيا خلال الحرب العالمية الثانية وكان مفيدا لدرجة أن هتلر قد التقى معه.

 

          كان الحسيني استاذ ياسر عرفات وقريبه، وقد نفذ عرفات بأمانة خطة المفتي خلال 35 سنة. والآن يحافظ محمود عباس على هذا الميراث. بكلمات اخرى: رفض الحسيني ما زال يسيطر على السلطة الفلسطينية. واضافة الى ذلك فقد عاش السنوات التي تلت الحرب في مصر حيث أثر هناك على الاخوان المسلمين الذين تعتبر حماس امتدادا لهم. وهكذا تستمران الحركتين الفلسطينيتين المركزيتين على تبني القتل والهزيمة.

 

          فقط حينما يتحرر الفلسطينيون من ارث الحسيني الظلامي سيستطيعون البدء بالعمل مع اسرائيل بدلا من محاربتها، لبناء السياسة والمجتمع والاقتصاد والثقافة بدلا من محاولة تدمير اسرائيل، والتحول الى قوة ذات تأثير حيوي بدلا مما هم عليه الآن.

 

          كيف سيحدث هذا؟ فقط حينما تطالب اليونسكو بذلك وتكف عن تشجيع السلوك البشع للفلسطينيين وعن استنكار السلوك الاسرائيلي. فقط حينما يفهم الفلسطينيون أنهم لن يحصلوا على شيء بواسطة القتل، سيكفون عن العنف ويبدأوا بالتعايش مع الدولة اليهودية.