تحليل الانتفاضة في مرحلة تشكيل النواة التصاعدية وزخمها سيكون أكبر من المتوقع

الساعة 10:12 ص|30 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي أن انتفاضة القدس آخذة بالتصاعد، وصولاً لحالة غير مسبوقة من المواجهة مع  الاحتلال الإسرائيلي، وان عوامل موضوعية ميدانية تمنع توقف الانتفاضة وتعمل على تشكيل نواة تصاعدية لا يمكن السيطرة عليها.

وأوضح د. العجرمي لـ« فلسطين اليوم » أن انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى كانتا تمران مع بداية تشكلهما في لحظاتِ مد وجزرٍ في التصعيد الميداني، مشيراً أن من طبيعة الانتفاضات أن تمر في بداية تشكلها بلحظات مد وجزر في العمل والحراك الميداني.

وقال العجرمي: الأسباب الموضوعية التي انطلقت من اجلها انتفاضة القدس مازالت قائمة بل وتتعاظم من يومٍ لآخر، والمراهنة والمقامرة السياسية على ضعف المواجهات الميدانية؛ وصولاً لإنهاء الانتفاضة حلم صهيوني بامتياز غير قابل للتحقيق ومجرد وهم سيذهب أدراج الرياح.

 

الأسباب الموضوعية التي انطلقت من اجلها انتفاضة القدس مازالت قائمة بل وتتعاظم من يومٍ لآخر

وأضاف: أن أحداث دراماتيكية قد تحدث بشكلٍ مفاجئ تسير بمحاذاة العوامل الموضوعية التي أسست لانطلاق الانتفاضة ستُشْعِل المواجهة، بشكلٍ لن يكون بمقدور الاحتلال والحلول البديلة وقفها.

وتوقع الخبير الإستراتيجي ان يكون زخم الانتفاضة الحالية أكبر مما كانت عليه انتفاضة الحجارة والأقصى، لعاملين موضوعيين هما دخول فئات جديدة من مكونات الشعب الفلسطيني لم تكن دخلت الانتفاضات والهبات السابقة، والعامل الثاني هو اتساع رقعة العمل الميداني ضد الاحتلال على كامل التراب الفلسطيني وهو ما لم يكن في الانتفاضتين السابقتين.

وأشار ان إجراءات الاحتلال الأخيرة التي مست أغلب المكونات الفلسطينية تعمل على زيادة زخم الانتفاضة والتي من بينها بحث تجميد نشاطات الحركة الإسلامية في الداخل، ودراسة سحب الجنسية من القدسيين، واعتقال مئات الفلسطينيتين وعرضهم على محاكم أمنية إسرائيلية خاصة، لافتاً ان تلك الإجراءات تؤجج المواجهة وتسرع من تَشكُل النواة التصاعدية للانتفاضة.

 

إجراءات الاحتلال الأخيرة التي مست أغلب المكونات الفلسطينية تعمل على زيادة زخم الانتفاضة

ولفت ان شعبنا الفلسطيني بعد عمليات الاستيطان، والاعتداء المتكرر على المسجد الأقصى، وعمليات تهوديه الممنهجة، واستهداف كل مكونات الشعب الفلسطيني، يدفع الكل الفلسطيني لخيار المواجهة الذي لا يملكون غيره بعد أن ثبات خيار التسوية فشله الكامل بشهادات أهله.

العجرمي: الأصوات النشاز الداعية لوقف الانتفاضة أو تعمل على تثبيط همم الشباب أو الإيحاء أن الانتفاضة بدأت بالخفوت هما عملاء إسرائيل والتيارات السياسية التي لا ترغب في المواجهة

وأكد أن وعي الشباب الفلسطيني المنتفض سيُفشل الحراك السياسي الساعي لوأد الانتفاضة ومحاولة الالتفاف عليها، مشيراً ان الشعب الفلسطيني واعي بما فيه الكفاية لتحركات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والسلطة وإسرائيل في العاصمة الأردنية عمان، لافتاً أن أصغر طفل فلسطيني يدرك ان الإدارة الأمريكية تدعم الكيان الإسرائيلي وأنها تعمد من خلال مبادراتها واقتراحاتها وجهودها لدس السم في العسل.

وأوضح أن الأصوات النشاز الداعية لوقف الانتفاضة أو تعمل على تثبيط همم الشباب أو الإيحاء أن الانتفاضة بدأت بالخفوت هما عملاء إسرائيل والتيارات السياسية التي لا ترغب في المواجهة وغير مقتنعة بمبدأ المقاومة، مشيراً ان كل أمانيهم في تثبيط الشباب ستذهب أدراج الرياح وهم يراقبون المشهد المتصعد.

وقال نائب منسق الأنشطة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غاي غولدشتاين في ندوة عامة عن أنه من دون مبادرة سياسية فإن ما أسماه «موجة الإرهاب الحالية يمكن أن تتراجع لكنها لن تتوقف».

وأشار غولدشتاين، في ندوة عقدت في كلية نتانيا الأكاديمية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، إلى «أننا في ذروة مواجهة لا تبدو نهايتها في الأفق. وأبو مازن لا يقود سياسة إرهاب وهو يحاول تهدئة الميدان، ولكن من دون خطوة سياسية مشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فإن المواجهة الحالية لن تنتهي». وأضاف «حتى إذا حدث هدوء معين، ويا ليت يحدث الهدوء في الأيام القريبة ولا تقع عمليات، فإنه برغم ذلك تبقى كل الظروف قائمة».

غاي غولدشتاين: الاحداث الحالية يمكن أن تتراجع لكنها لن تتوقف

وشدد غولدشتاين على «أننا نجلس فوق نوع من برميل بارود. وإذا لم يحدث أي تغيير جوهري، جزئياً إن لم يكن كلياً، في الميدان السياسي، فإننا على ما يبدو سنواصل العيش في ما نحن نعيشه حاليا».

وفي العرض، قال غولدشتاين إن ما يواجه إسرائيل ليست «موجة تصعيد» وإنما مواجهة ستستمر، وربما ستشتد وتقود إلى تغيير وجه الحلبة الفلسطينية، وأنه حتى إذا وقع هدوء معين فإنه من دون خطوة سياسية ستبقى كل أسباب المواجهة قائمة، ويتوقع أن تنشب من جديد. وأضاف أن قدرة السلطة على استمرار السيطرة على المواجهة محدودة في ضوء تزايد خطر أن تفقد السيطرة ويتزعزع الاستقرار.