يشعر الإسرائيلي منذ أن اندلعت انتفاضة القدس بداية شهر أكتوبر، بحالة من الإرباك والخوف الشديدين لعدم تمكن (الجيش الذي لا يقهر) من كشف وإحباط عمليات الطعن البطولية التي ينفذها الشبان الفلسطينيين.
وقد أوقعت عمليات الطعن نحو 10 قتلى بينهم جنود ومستوطنين وما يقارب على 70 جريح بينهم حالات خطيرة، ولم يتمكن جيش الاحتلال حتى اليوم التاسع والعشرون لاندلاع الانتفاضة من وقف أو إحباط عمليات الطعن.
وأكثر ما يربك جيش الاحتلال هو تنفيذ شاب فلسطيني لعملية طعن ويقوم بالانسحاب دون أن يدركه جنود الاحتلال وهذا ما يعزز الشك بين الإسرائيليين وقدرة جنودهم على حمايتهم.
انتفاضة القدس أفقدت الجندي الإسرائيلي أربع عوامل رئيسية
الخبير العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات أوضح، أن انتفاضة القدس أثرت بشكل كبير على صورة الجندي الإسرائيلي من خلال أربع عوامل رئيسية وكشفت زيف وكذب قياداته العسكرية والسياسية التي تدعي بالتزام جنودها بالقانون الدولي.
وأكد الخبير عريقات، صورة الجندي الإسرائيلي أصبحت متآكلة داخلياً أو خارجياً منذ اندلاع انتفاضة القدس وعمليات الطعن البطولية التي ينفذها الشبان الفلسطينيين كرد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عريقات في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » مساء الخميس: « إن أول الآثار السلبية التي تعرض لها الجندي الإسرائيلي هي انخفض معنوياته بشكل كبير نتيجة الرعب والخوف الشديد من تعرضه لعملية طعن خاصة من عدم قدرته باكتشاف مبكر لمن يريد تنفيذ عملية طعن، فهو يواجه عدو مجهول ».
وأضاف: « الجندي الإسرائيلي الذي طُلب منه توفير الحماية والسلامة للمستوطنين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة هو نفسه الآن الذي يبحث عن توفير وتأمين حماية لنفسه خشية من طعنه ، فانتفاضة القدس أثبتت فشل الجندي في توفير الأمن والحماية للإسرائيليين ».
وتابع اللواء المتقاعد قوله: « الانتفاضة كشفت زيف الجندي الإسرائيلي أخلاقياً أمام العالم أجمع وبخاصة عندما يقتل ميدانياً دون محاكمة فهو لا يلتزم بأخلاقيات القانون التي تمنع القتل بشكل ميداني ».
وأشار إلى أن انتفاضة القدس كشفت أيضاً كذب وخداع وجبن الجندي الإسرائيلي وقيادته العسكرية التي تدعي التزامها بالقانون الدولي.
صمود أهالي الشهداء هو أبرز دافع للصمود والاستمرار في الانتفاضة
وعن مقاومات استمرار الانتفاضة، أكد اللواء المتقاعد، أن الانتفاضة هي قرار من جيل الشباب (ذكور وإناث) يستمدون التحفيز بالانتفاضة من خلال سياسة الاحتلال وإجراءاتها على الأرض من تدنيس المقدسات وإعدام مباشر والتعدي على أعراض النساء والاحتجاز دون أسباب..إلخ من أسباب تدفع الشباب للانتقام.
ولفت إلى أن البيئة العامة الفلسطينية هي بيئة نضالية تحتضن الشباب وتستقبل الشهداء بالزغاريد دون ندم على فقدان الشباب والأبناء، فإن صمود أهالي الشهداء هو أبرز دافع للصمود والاستمرار في الانتفاضة.