خبر هل الى الابد ستأكل الحراب؟ -يديعوت

الساعة 10:57 ص|29 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

هل الى الابد ستأكل الحراب؟ -يديعوت

الموت نفسه

بقلم: يونتان لفي

 (المضمون: نتنياهو ليس محللا، بل خالق للواقع. عندما يقول نتنياهو: « الى الابد سنعيش على حرابنا »، فانه لا يخمن، بل يعد ويستعد. فكره هو أن حروبنا التي لن تنتهي ابدا ستصمم مصير الدولة والشعب - المصدر).

 

 

 

أي تفويض يوجد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للبقاء في كرسيه؟ أي تفويض يوجد لزعيم يعد أمته بحرب أبدية، صفر احتمال للسلام وحياة طبيعية؟ فقط الموت والمزيد من الموت يفرضه لنا، لابنائنا، لاحفادنا. « يسألونني اذا كنا سنعيش الى الابد على حرابنا – نعم »، قال نتنياهو على الملأ في لجنة الخارجية والامن يوم الاحد، دون أن يرمش له جفن. اي تفويض يوجد لرجل عديم الأمل كهذا في أن يبقى في منصب كل جوهره هو الرؤيا والمنفعة؟

 

 

 

وبعد أن تفوه بجوابه المخيف، بايماءته المغرورة الدائمة، بصوته الرجولي لدرجة الكاريكاتير، بنبرته المحبة للدراما. وعلى أي حال عاد نتنياهو وشبه نفسه برئيس وزراء بريطانيا ترتشل (هواية معروفة لديه)، الذي في خطابه امام البرلمان قبل 75 سنة صرح بانه لا يمكنه ان يعد أمته التي تقاتل ضد النازيين الا « بالدم، بالكد، بالعرق والدموع ». حسنا، أي أمل كان يمكن لونستون العجوز ان يعرضه على الشباب الممتاز الذي خرج الى الجبهة كي يقضي على جنود المفتي؟.

 

 

 

ولعله بالضبط لهذا السبب مر تصريح نتنياهو الصادم من تحت الرادار الوطني، إذ اننا لم نهدأ بعد من المفتي في الاسبوع الماضي، ذاك الرسول - الشيطان الذي حرض هتلر الشقي على الكارثة. فبعد سماع زيف فظ كهذا للتاريخ، وزيف آخر موجه مباشرة لعصفور النفس الوطنية، فإن الوعد بالحرب الدائمة من رئيس الوزراء يبدو أشبه بالبشرى الطيبة.

 

 

 

ولكن تصريح نتنياهو هو افلاس قيادي لرجل  لا يفهم على نحو ظاهر، رغم تجربته عديدة السنين كرئيس للوزراء، جوهر منصبه: اصلاح أخطاء الماضي، الحفاظ على الامة في الحاضر ودفعها الى الامام نحو مستقبل افضل. فضلا  عن ذلك، فان هذا تصريح لا يصدم فقط بل وخطير جدا أيضا، لان نتنياهو ليس محللا، بل خالق للواقع. عندما يقول نتنياهو: « الى الابد سنعيش على حرابنا »، فانه لا يخمن، بل يعد ويستعد. فكره هو أن حروبنا التي لن تنتهي ابدا ستصمم مصير الدولة والشعب.

 

 

 

زعيم لا يرى أي احتمال للسلام في المستقبل، يرى مئة في المئة احتمال للحرب، وكونه كذلك يرى المستقبل فانه يعمل هكذا بشأنه: لا يتحدث مع الاعداء، إذ ان هذا مجرد تبذير للوقت. لا يوجد في سباق تسلح بل في ميراثون ليس فيه خط نهاية. منشغل بزرع المخاوف بين الجمهور، سواء كان فيها ما هو حقيقي أم انه يسهل التحكم بالرعايا الخائفين. ولكن حتى في ظل التهديدات التي يؤمن بها نتنياهو بصدق ثمة ما هو عديم اي اساس، جنون  اضطهاد ليس إلا.

 

 

 

ان انعدام الجدوى الذي اقترحه نتنياهو على الامة في تصريحاته هو القطعة الناقصة في لوحة « الحياة نفسها ». أتذكرون أن مراقب الدولة وجد في شباط حكومات نتنياهو مذنبة بغلاء المعيشة وازمة السكن؟ « الساحر » عاد وامتشق ايران من كمه، وبالاحرف والمفتين (وحتى فقط مفتي واحد) شرح بان ما هو هام حقا هو « الحياة نفسها »، والتي لا تتضمن التعليم، الثقافة، الرفاه وما شابه.