خبر شخص شعبي -هآرتس

الساعة 10:44 ص|29 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: رفيت هخت

 (المضمون: حين تحدث شترسلر عن تعالي اليسار وعدم تقبل الاخر نسي أن يتحدث عن تصرفات اليمين المتعالية ونفي الاخر والتحريض ضده وعدم تقبله بتاتا - المصدر).

سمع نحاميا شترسلر ثلاثة يساريين ينتقدون لوسي أهريش فأصيب بعصبية. الامر الذي نتج عنه نظرية اليساري وسائق التاكسي نتيجة لبحث معمق يستند الى « المراقبة الطويلة والكثير من الحوارات »، « هآرتس » 27/10.

لا اريد أن اجادل الادعاءات التي وجهها سترسلر ضد منتقدي أهريش وعلي سلام رئيس بلدية الناصرة. من حق أهريش ان تكون كما تريد، ومن حق العرب واليهود انتقادها، ومن حق اليهود والعرب الاخرين الانزعاج من الانتقاد. أنا اريد أن اركز على البروفايل النفسي الذي رسمه شترسلر لمؤيدي اليسار هذا البروفايل المسؤول حسب وجهة نظره عن الهزيمة المتكررة.

 

          يدعي شترسلر ان اليساريين أبناء الجناح التل أبيبي كما يسميهم لا يبادرون الى محادثة مع سائق التاكسي ويتعالون عن الجماعات المختلفة من السكان والتي تصوت مرة وراء الاخرى لليمين.

 

          « على مدار السنوات يتعالون على الشرقيين والمحافظين ويسمونهم مقبلي المزوزات وعبدة الالهة – لكن في الانتخابات يريدونهم جميعا... الطريق الصحيحة هي العكس تماما: تقبل الاخر، وتفهم دوافعه واحترام مواقفه والحديث معه – بدون تعالي ».

 

          أعترف أولا أن وصف الاخوة والتضامن هذا قد بلبلني قليلا. أليس هذا المحلل الاقتصادي الذي ينزعج كلما حصل عامة الشعب على القليل من القوة، مثلا عن طريق تشكيل نقابات لها قوة وتأثير. وفجأة يتحولون في عيونه الى زعران لماذا لا يقبل موقفهم حينها. ويتفهم دوافعهم ويتحدث معهم بدون تعالي؟ لانهم فجأة ليسوا من ذلك القطب المبتسم والجريء وانما مجرد اشخاص يحاربون من اجل حصة في الكعكة.

 

          يتهم شترسلر فرسان اليسار بعدم تقبل الاخر لكنه يعفي نفسه من النظر الى الطرف الاخر ولا يتحدث عن تعامل اليمين تجاه الطرف الاخر وبالذات عرب اسرائيل وحديث افيغدور ليبرمان عنهم؟ في عملية عدم شرعنة متواصلة ضد اليسار بقيادة رئيس الحكومة ببوسترات عضو الكنيست من حزب الائتلاف ضد قاضي محكمة العدل العليا الذي تجرأ على الانصياع للقانون وقرر على عكس موقفه؟ واحداث من نوع الفتك في بئر السبع؟ وطعن يهودي لانه يشبه العرب في كريات آتا؟

 

          المشكلة في اقوال شترسلر التي تتفاخر بحكمة الشعب الغريزية هي أنه في نهاية المطاف تشرب مواقف مسبق. في هذه الحالة من اجل التحريض اليميني ضد اليسار. والقول ان اليساريين متعالين هو مثل القول ان مصوتي الليكود هم بهائم، او أن كل العرب يكرهون اليهود.

 

          هذا الحوار لا يمكن تجاوزه في الوقت الصعب حين تكون الاعصاب ضعيفة والتفكير العقلاني ومنع سفك الدماء بسبب لون العلم المرفوع في الحرم. منذ عملية الجرف الصامد تزداد الاوقات الصعبة والاسئلة التي هي مطروحة الان وبشكل مخيف: هل انتَ أو انتِ مع أو ضد السماح بالعنف ضد الانسان، بسبب الاشتباه بهم وضد المخربين الذين لا يشكلون الخطر؛ مع او ضد تسلح المواطنين والتضحية بالقيم الليبرالية والحريات الفردية لصالح « امن الدولة ». مع أو ضد القوانين العنصرية واستمرار الاحتلال. مع أو ضد أرض اسرائيل الكاملة. اذا اختار الشعب انهاء الديمقراطية لن أتعالى على اليمين الذي فعل ذلك بسبب الابتسامة أو غيابها خلال السفر في التاكسي.