تعتبر وحدات المستعربين إحدى أهم وحدات القوات الخاصة لدى الاحتلال، حيث عملت ولا تزال ضمن استراتيجية خدمت الاحتلال في كثير من المواقف، والتي تمكنت خلالها من اعتقال شبان فلسطينيين أو تصفيتهم، سواء خلال المواجهات التي تندلع باستمرار مع جنود الاحتلال، أو في عمليات اعتقال وتصفية خاصة لمطاردين ومطلوبين لدى الاحتلال داخل أراضي الضفة الغربية أو فلسطين المحتلة عام 1948.
وانتشر في المواجهات الأخيرة التي اندلعت ضمن انتفاضة القدس، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، العديد من الفيديوهات التي تظهر عمليات اعتقال قام بها مستعربون لشبان ممن يشاركون في المظاهرات، حيث يتم استدراج شاب أو اثنين على الأكثر والإحاطة بهم من قبل المستعربين، ثم الانقضاض عليهم وضربهم وتهديدهم بالسلاح إلى أن تتدخل قوات إضافية من جنود الاحتلال لاعتقالهم.
هذه القوات رغم تكرار اسمها على مسامع الفلسطينيين منذ سنوات طويلة، فإن التجارب تشير إلا حاجة الشباب المنتفض للكثير من الوعي عن آلية عملها والوسائل التي تستخدمها وطرق التعرف عليها وكشفها في المواجهات، لتجريد الاحتلال من إحدى أبرز نقاط القوة التي درج في استخدامها في المواجهات المباشرة مع الشباب المنتفض.
ملامح وطرق
كثيراً ما تلتقط عدسات المصورين مشاهد لهؤلاء المستعربين أثناء قيامهم بأعمالهم ضد الشباب المنتفض، حيث يظهر بعضهم من ذوي الملامح الشرقية، فيدخلوا الأراضي الفلسطينية بلباس عربي مدني، والبعض الآخر من ذوي الملامح الغربية، يدخلون كصحفيين أجانب يحملون معدات الصحافة بأكملها، وهم يهاجمون متخفين أهدافاً بالعمق الفلسطيني، ويمشون بين الناس في المظاهرات أو حتى الجنازات إلى أن يصلوا إلى موقع المواجهات، فيكونون من المبادرين برشق الحجارة على دوريات الاحتلال فيتجمع الشباب حولهم ويرشقون الحجارة دون أن يعلموا بوجودهم.
وقد انتشر مؤخرا على الكثير من المواقع حملات توعوية تظهر العديد من الوسائل للكشف عن المستعربين أثناء محاولتهم الانخراط بالتظاهرات، من أهمها ضرورة ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة، إذ يخصص المستعربون ملابس غامقة وفضفاضة كي يخفوا أسلحتهم تحتها.
وينصح العديد من المراقبين، الشباب المنتفض، بإدخال الألبسة داخل البنطال، وهو ما سيميز غير المتظاهرين من المستعربين المتخفين، إذ يبقي أفراد وحدة المستعربين ملابسهم خارج البنطال كي لا تكشف أسلحتهم، إضافة إلى القيود التي يحملونها ويخفونها أسفل ملابسهم.
كما ينصح المراقبون بقاء الشبان المشاركين في المواجهات على شكل مجموعات تعرف بعضها البعض، وألا ينزوي بعضهم لوحده في مقدمة نقطة التماس مع جيش الاحتلال، ما يزيد من احتمالية فشل محاولات المستعربين الاستفراد ببعض الشبان واعتقالهم.