خبر الروس على الجدران-يديعوت

الساعة 10:37 ص|28 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: لاول مرة منذ السبعينيات تعمل الطائرات الروسية على مقربة من الحدود الاسرائيلية ولكن هذه المرة بالتنسيق مع اسرائيل - المصدر).

دخل التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والجيش الروسي في مسار متسارع. فمنذ بداية الاسبوع والطائرات الروسية تقصف اهدافا في هضبة الجولان السورية، على مسافة لمسة من الحدود مع اسرائيل. وهذه هي المرة الاولى منذ السبعينيات التي تعمل فيها الطائرات الروسية على مقربة من الحدود الاسرائيلية. غير أن هذه المرة لا تعتبر عدوا.

 

في هذه الاثناء لم تفاجيء أي من هذه الغارات سلاح الجو وشعبة العمليات المسؤولين عن منع الاحتكاك بين الجيشين اللذين يتشاركان المصالح في سماء سوريا – بما في ذلك قاطع البحر المتوسط امام الشواطيء السورية. ولكن رغم التنسيق رفعت هذا الاسبوع حالة التأهب في اسرائيل منعا لوقوع حالات خلل وسوء فهم من شأنها أن تتسبب بمس بالطائرات الروسية وبالعكس. وفضلا عن التنسيق بين الجيشين، فان لدى اسرائيل القدرة على متابعة كل طائرة روسية في السماء السورية.

 

لقد خلقت الجهود الروسية في شمال سوريا سلسلة من الحوادث مع تركيا بعد أن دخلت الطائرات الروسية الى مجالها. وفي اسرائيل يقدرون بان هذا جزء من الخصومة المتعمقة بين اردوغان وبوتين حول المسألة السورية. اما العلاقات مع اسرائيل بالمقابل فلا تستدعي ردا عنيفا في حالة دخول طائرة روسية بالخطأ الى المجال الجوي الاسرائيلي.

وسبق الهجوم في الجولان اتفاق روسي اردني هدفه منع الاحتكاك بين الجيشين. فقد استدعى النشاط العسكري الاردني في اطار التحالف ضد داعش الروس الحصول على موافقة الاردنيين قبل البدء بالعمل في منطقة جنوب هضبة الجولان.

وبدأ الهجوم الجوي الروسي في الجولان في سفوح جبل الشيخ، كجزء من المساعي لمساعدة قوات الاسد التي تحاول المرة تلو الاخرى احتلال القنيطرة والمناطق التي في شمالها. كما يهاجم الروس في مركز هضبة الجولان، وافادت امس وكالة الانباء الايرانية بوقوع هجمات جوية روسية في جنوب الجولان السوري، في منطقة درعا.

في اسرائيل يقدرون بان الجهد الجوي الروسي في هضبة الجولان هو جزء من خطة أوسع، هدفها اعادة الجيش السوري الى مناطق حيوية تضمن بقاء نظام الاسد. وافاد الناطق بلسان الوفد الروسي في سوريا بانه حتى اليوم نفذت 950 غارة – بمعدل 45 – 50 هدف في اليوم. ويتركز الجهد الاساس في مناطق القلمون وحلب، حيث يعمل على الارض رجال حزب الله، الحرس الثوري الايراني والجيش السوري. اما الجهد الثانوني، الاخذ في التطور، فهو في الجولان السوري. وتنسق قيادة مشتركة تتخذ من بغداد مقرا لها عمل هذه الجهات الاربعة – روسيا، سوريا، ايران وحزب الله. والتخوف في اسرائيل هو أنه اذا ما اعطى الجهد الروسي ثماره، ونجح الاسد في أن يستعيد اجزاء من الجولان، فسيسمح الامر بموطيء  قدم لايران وحزب الله في الحدود الشرقية.

في المداولات التي جرت في اثناء زيارة رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الاركان آيزنكوت الى موسكو اوضح للروس بان اسرائيل ستحرص على الخطوط الحمراء التي حددتها. وهي لن تسمح بنقل سلاح من سوريا الى حزب الله ولن تسمح باي مس بسيادتها – سواء كان هذا عمل ارهابي أم اطلاق النار، حتى بالخطأ. كل حدث كهذا سيرد عليه عسكريا، والروس مطالبون الا يتدخلوا. هذا لم يخضع بعد للاختبار: فاذا قررت اسرائيل، مثلا، ان تهاجم قافلة سلاح في سوريا متهجة الى حزب الله، فهل سيخلي الروس السماء كي لا يزعجوا؟